من وراء "بان كي مون" ؟
أضاف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موقفا جديدا لمواقفه المتنصلة عن الحيادية مع القضايا العربية بمهاجمة المملكة العربية السعودية، واتهامها بممارسة ضغوط على المنظمة الدولية لرفع اسم التحالف العربي من القائمة السوداء.
وأكد بان كي مون أمام الصحافيين وفقا لما ذكرته العرب اللندنية، أن هذه الضغوط شملت تهديدات “بإلغاء تمويل عدة برامج للأمم المتحدة”.
ونفت السعودية الخميس أن تكون هددت بقطع التمويل عن عدد من برامج الأمم المتحدة للضغط على المنظمة الدولية لشطب التحالف العربي من اللائحة السوداء للدول والمنظمات التي تنتهك حقوق الأطفال.
وصرح السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي “لم نستخدم التهديدات أو المضايقات ولم نتحدث عن التمويل”.
وتساءل مراقبون كيف يمكن لأمين عام أكبر منظمة دولية أن يتحدث عن خضوعه للضغوط، ويعترف بالتنازل عن قراره تحت تأثيرها.
وأشاروا إلى أن هذا الاعتراف يؤكد ضعف شخصية الأمين العام للأمم المتحدة، ويضفي المزيد من الشكوك بشأن القرارات التي اتخذتها المنظمة تحت إدارته.
ومن الواضح أن بان كي مون يبحث عن دور تحت الأضواء في نهاية مدته على رأس المنظمة، والتي لم يبق منها إلا بضعة أشهر.
وربما يبحث عن استرضاء جهات دولية نافذة لتبحث له عن مهمة أخرى بعد نهاية الخدمة في المنظمة الدولية.
ولم تكن السعودية الطرف العربي الوحيد الذي استهدفه المبعوث الأممي في تصريحاته، وفي مواقف مجانية. فقد سبق أن أثار غضب المغرب بعد أن وصف وضع الصحراء تحت السيادة المغربية بأنه احتلال.
واتهمت الرباط الأمين العام للأمم المتحدة بالتخلّي عن الموقف الحيادي للمنظمة الدولية في النزاع الخاص بالصحراء.
وطلب المغرب من الأمم المتحدة أن تسحب العشرات من موظفيها المدنيين وأن تغلق مكتب الاتصال العسكري الخاص ببعثة حفظ السلام (المينورسو).
وسعى الأمين العام للأمم المتحدة إلى البحث عن دعم في مجلس الأمن، لكن الدول الأعضاء لم تستجب لرغبته.
ويبدو أن بان كي مون سيفشل مجددا في الضغط على دولة عربية أخرى، خاصة أنه أثبت للعالم أنه ضعيف، ما يجعل من الصعب أن يجد داعمين خاصة من الدول الأعضاء لمجلس الأمن التي لديها علاقات مميزة مع السعودية وبقية دول التحالف العربي.