"تركيا" تجني ثمار سياسات "أردوغان" ودعمه للإرهاب.. وخبراء: انقلب السحر على الساحر
اللاوندي: تركيا تدفع ثمن تمويل ودعم الجماعات الدينية المتطرفة.. وتوقعات بثورة ضد أردوغان
شبانة: انقلب السحر على الساحر.. وأتوقع مزيد من التفجيرات
الغطريفي: "أردوغان" مقتنع بأن العالم يتآمر عليه
هل انقلب السحر على الساحر؟ .. سؤال بدء يطرح نفسه على الساحة بعد أن شهدت تركيا عِدة هجمات إرهابية في الأيام والأسابيع الأخيرة الماضية، والتي كان آخرها استهداف حافلة للشرطة بوسط مدينة إسطنبول، ونتج عن انفجار عبوة ناسفة عن طريق جهاز للتحكم عن بعد، أثناء مرور الحافلة بحي بايزيد المزدحم ساعة الذروة الصباحية.
أسفر الحادث عن مقتل شرطيًا ومدنيين اثنين، بالإضافة إلى اصابة ما لا يقل عن 30 شخصًا، وكان حزب العمال الكردستاني، وأحد الجماعات التابعة له، قد تبنيا في السابق المسؤولية عن هذا الحادث الإرهابي.
تركيا تدفع ثمن تمويل الجماعات المتطرفة
وحول ما تتعرض له تركيا من هجمات إرهابية مؤخرًا، علق الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قائلًا: "تركيا تدفع ثمن تمويل ودعم الجماعات الدينية المتطرفة في السنوات الماضية، سواء في مصر أو سوريا.. إردوغان ينصب نفسه زعيمًا للتنظيم الدولي للإخوان، وهذا يظهر جليًا في دعمه المستميت على بقاء الإخوان في المشهد السياسي، وانعكس هذا على شعبيته بين الشعب التركي".
وتابع اللاوندي لـ"الفجر" :"فهو لم يحقق الأمن والأمان للشعب التركي خلال السنوات الماضية، وذلك نتيجة لبقائه تحت مظلة الإخوان"، مؤكدًا أن الشعب التركي سأم من رجب طيب أوردوغام، وهو يريد أن يزيد من سلطاته وهذا يظهر في رغبته لتعديل الدستور التركي لكي يصنع إمبراطوريته.
وتوقع ثورة قادمة ضد إردوغان في حال استمرار مثل هذه الهجمات، موضحًا: "العشب التركي قد يغفر مرة أو مرتين ولكنه في الثالثة سيثور ضده".
انقلاب السحر على الساحر.. ومزيد من التفجيرات قادمة
ورأى أيمن شبانة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن ما يحدث حاليًا في تركيا هو نتيجة حتمية لما فعلته الدولة بعد ثورات الربيع العربي، فبالرغم من فشلها في دخول الاتحاد الأوروبي، إلا أنها فكرة في استعادة حلم الدولة العثمانية من جديد، في ظل حزب العدالة والتنمية المصنف ذو المرجعية الدينية، اتجهت إلى نشر أفكارها عن طريق جماعات مرتزقة تكفيرية، في سوريا وليبا ومصر.
"انقلب السحر على الساحر" هكذا اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أغلب التفجيرات التي تتبانها جماعات إرهابية أو حزب العمال الكردستاني، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات التي كانت تمولها تركيا منذ سنوات وشهور أصبحت توظف من قبل جهات أخرى، فهي جماعات تعمل لمن يدفع أكثر وليس لخدمة الإسلام.
وأضاف شبانة خلال تصريحاته لـ"الفجر" تركيا كان لديها القدرة مسبقًا على تحجيم حزب العمال الكردستاني، ولكن في ظل الدعم المعنوي الذي يبديه أردوغان لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف إعلاميًا باسم داعش، فهي لن تستطيع أن تتحكم فيه الآن.
وتوقع شبانة المزيد من التفجيرات والأعمال الإرهابية في الفترة المقبلة، بسبب تمويل تركيا والدول الأوربية للجماعات الإهاربية مسبقًا، لافتًا إلى أن " المخابرات الأمريكية أو أي دولة أخرى لها مصلحة من هذه الأعمال ولن تترك هذه الفرصة".
تركيا أصبحت جزء من منطقة الحوادث
وقال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه يوجد ارتباط كبير بين الأعمال الإرهابية في المنطقة وبين الأنشطة التي تتبانها تركيا وحزب العدالة والتنمية، ويعتبر أن تركيا أصبحت جزء من المنطقة التي بها حوادث وأعمال إرهابية.
وأضاف الغطريفي: "ذلك نظرًا لرعايتها العديد من الجماعات سواء عن طريق دعم سياسي أو دعم مالي أو إمدادهم بالسلاح، بالإضافة إلى توتر العلاقات مع أكثر من دولة عربية وعلى رأسهم مصر".
ونفى مساعد وزير الخارجية، أن يسحب أردوغان دعمه أو تأييده لأي جماعة دينية خلال الفترة المقبلة، وذلك لقناعته التامة بدفاعه عن المبادئ والعقيدة الإسلامية، وتابع :"هو يقتنع بأن العالم يتآمر عليه ليمنع إعادة الخلافة العثمانية من جديد على يده".
تفجيرات أنقرة.. مستمرة
يذكر أن أنقرة شهدت عملًا إرهابيًا أسفر عن قتل 34 شخصا على الأقل وجرح 125 آخرين في تفجير سيارة مفخخة، يوم الأحد 13 مارس الماضي، وبحسب ما أعلنته السلطات التركية ووقع التفجير قرب موقف الحافلات الرئيسي في متنزه غوفين الواقع في منطقة كيزلاي التجارية وسط العاصمة التركية وقد احترقت العديد من الآليات في موقع الانفجار بضمنها حافلة واحدة على الأقل.
وأيضًا استهدفت سيارة مفخخة آليات عسكرية مساء الأربعاء 17 فبراير الماضي، وسط أنقرة، أسفرت عن قتل 28 شخصًا، وعدد الجرحى وصل إلى 61 جريحًا.