رمضان في الإسكندرية.. الغني والفقير يستمتعان بألذ الماكولات على مائدة واحدة (فيديو وصور)
يهل علينا شهر رمضان ويأتي ويزيد معه الخير كله، ويتسابق المسلمون لأعمال الخير، للفوز بثواب وبركات الشهر الكريم، ويأتي تنظيم موائد الرحمن أولى أشكال الخير وأهمهم اقتداء بتوصية الرسول عليه الصلاة والسلام بضرورة "إطعام الطعام"، فتنتشر في كافة مناطق وأحياء المحافظة موائد الرحمن، التي تشهد تطورًا كبيرًا وملحوظًا في مساحتها وفي جودة الأكل التي تقدمه لضيوف الرحمن، لكي تصبح منافسة لأشهر وأجود المطاعم بالمحافظة.
وتتربع مائدة رحمن جمعية "علي ابن أبي طالب" الكائنة بمنطقة سموحة من أشهر الموائد بالمحافظة، والتي يقصد إليها جميع السائلين والمحتاجين.
ويقول مدير عام الجمعية محمد مرسي، إن هذا العام في شهر رمضان تم توسعة مائدة الرحمن، حتى تتمكن من استيعاب أعداد أكبر من ضيوف الرحمن، وتم الحرص على تقديم جودة وكمية وتنوع أكبر في المائدة، وهناك تبرع من محلات الحلويات في منطقة سموحة، بتقديم حلويات تقدم في الفطار، إضافة إلى تقديم وجبات سحور، موضحًا: "موائد الرحمن عادة محمودة في مصر، والناس جميعها التي يسر الله رزقها، تقدم تبرعات للجمعية، وهذه الروح ربما غير متواجدة في دول العالم، وهو أن يشعر الغني بالفقير، والناس جميعها تحب أن تقدم أعمال الخير في شهر رمضان مثل تنظيم موائد الرحمن".
وأضاف: " المائدة يأتي إليها العابرين والعاملين بالأمن والحراسات وبعض السكان في منطقة سموحة الذين يحبون المشاركة، فالمائدة لا تقتصر فقط على المحتاجين، وأنما من يريد المشاركة في المائدة، وارتفاع اسعار الغذاء لم تؤثر على المائدة، بل المخصصات لتنظيم مائدة الرحمن زادت للضعف، وهناك تبرعات كثيرة مقدمة من أهل الخير، وبالتالي تغلبنا على فرق الأسعار، ونحن نقدم جودة عالية في الأكل، فنحن نقدم لحمة طازجة تأتي أسبوع بأسبوع، والدواجن من مجزر آلي، والخضار يأتي طازة، فنحن لا نقدم شئ نص نص، فنحن نقدم لقمة جيدة للفقير والغني".
وأشار في حديثه إلى أن المائدة تحرص على تقديم أكلات تشتهي إليها عين السائل والمحتاج عن الأكلات الغريبة، قائلًا: "اليوم الأول نقدم ملوخية ورز وفراخ وسلطات، ونطبخ طوال الشهر الأكل الجيد، ونقدم لحمة وبوفتيك وبطاطس ومحمرة، وطبخات ولحوم وفاصوليا، فنحن نقدم الطبخ العادي والأكل المصري التقليدي للرجل الفقير، حتى لا يشعر بأي غربة".
فيما قال رئيس مجلس إدارة الجمعية محمد نظمي: "نحن نظمنا المائدة هذا العام لكي تستوعب نحو 500 شخص، بتجهيزات عالية من الإضاءة والمفروشات للكراسي والطاولات، ونحن لا نختار الناس، فالمائدة مفتوحة للجميع سواء غني أو فقير، أو أي عابر سبيل، سواء للفطار أو السحور، وأحضر عالم جميل يأتي بعد الفطار في رمضان، لأي شخص يتواجد في الجمعية، لإلقاء الدروس الدينية، فهذه إضافة وطبيعة عمل الخير".
فيما يكمل شيف المائدة سمير فودة: "نحن نجهز اليوم للمائدة منذ الساعة الثامنة صباحاً، ونحن نريد إفراح الناس بألذ المأكولات، عن طريق تتبيل الفراخ بنكهات البصل والكاري والطماطم والورق الأخضر، ونعد ملوخية وسلطة خضراء، وبلح بلبن وكنافة وبلح الشام، زي كأنهم يعيشون في منزلهم، ومثلما نحن نأكل في بيوتنا، ولا نشعرهم كأنهم في جو تقليدي، فانا لا أفطر إلا بعد صلاة العشاء، حتى ينتهي الجميع من الأكل".
وأضاف: "أنا كنت شيف في أمريكا، واهتم بالجودة لأنه عمل لربنا وسوف يحاسبني عليه وليس رئيسي، وأنا بطلب لحوم طازجة الكيلو 90جنيه، وفراخ فريش يوم بيوم من أجل طبخها، فنحن نشتري الأكل يوم بيوم، وليس الأكل مخزن، ونحن نريد جذب الناس إلينا، ونقدم كميات لفوق 300فرد، ونحن قادرين على فعل ذلك، ومائدة الرحمن شكلها بيختلف عن كل عام فهي في تطور، من حيث توسعتها وزيادة الإضاءة، وهي مفتوحة للجميع سواء غني أو فقير".