تسريبات "الثانوية" تفتح النار على ظاهرة الغش.. وتحذيرات من تحولها إلى ثقافة مجتمع

تقارير وحوارات

امتحانات الثانوية
امتحانات الثانوية العامة - أرشيفية


ترتبط عملية الغش في أذهان الجميع بالامتحانات، وعلى سبيل المثال ما يحدث هذه الأيام من أزمة وجدال حول تسريب امتحانات الثانوية العامة وغش الطلاب، عبر وسائل التواصل واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

 وأصبح من السهل جدا مع التقدم التكنولوجي الباهر، أن يتم الغش عن طريق تسريب صورة ورقة امتحان، من خلال حلها ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو إرسال الإجابات عبر الهواتف المحمولة.

هذا وقد ضبطت خلال عملية الامتحانات حالات غش جماعية تأتي أيضا لأول مرة في شكل صارخ، ليس له مثيل، ولا يقتصر الأمر على غش الامتحانات، فكل شيء أصبح يطوله ثقافة الغش فهناك غش اللحوم بلحوم الحمير، وهناك غش اللبن بالفورمالين وبودرة السيراميك، وغش الأدوية لتصيب الإنسان بالموت الفوري، بما يفتح باب التساؤل عن ثقافة الغش التي تعلن الحرب على المجتمع المصري بكامله وما هي الأسباب التي جعلت وسببت مثل هذه الحالة المجتمعية البغيضة.

الغش ثقافة يؤسس لها منذ أربعين عاما

البداية مع الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع والخبير الاجتماعي، أن الغش، أصبح ثقافة مجتمعية، لافتا إلى أن الغش ليس فقط بوزارة التعليم وإنما المجتمع المصري أصبح في مجمله يتعامل بالغش نتيجة لبعض التأثيرات.
 
وعن هذه التأثيرات أضاف أستاذ علم الاجتماع، في تصريحات خاصة، أنه منذ أربعين عاما ظهرت أخلاقيات مجتمعية تعد غريبة تماما عن المجتمع المصري، ومنها تجسيد ثقافة التسريبات بالأساس من قبل الأنظمة السياسية فبعض الإعلاميين إذا ما أنتقد سياسات معينة يتم إعلان الحرب عليه من خلال تسريب مكالماته بهدف الفضيحة هذا الأمر الذي يكرس لهذه الفضائح التي تؤدي إلى حالة الغش المجتمعية التي تحدث.

تستهدف الدولة ويجب المحاكمة العسكرية

من ناحيتها أكدت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع، أن غش الثانوية وهذه الحرب القائمة بين وزارة التربية وصفحات التواصل الاجتماعي تفتح النار على الغش المجتمعي الذي أصبح يسبح فيه الشعب المصري.

وأضافت في تصريحات خاصة، أن الأمر لم يعد قاصرا على الغش في الامتحانات بل هناك تفننا  في حالات الغش أصبح يغزو جميع المؤسسات المصرية، فضلا عن الغش المتواجد بين الناس سواء في العلاقات وكذلك البيع والشراء بما يشعر أن المجتمع يعاني من مرض عضال يسمى بالغش.

وشددت على أهمية إيجاد عقاب صارم لمن يثبت تورطه في حالات الغش أوصلته إلى المحاكمة عبر المحاكم العسكرية حيث أن ما يحدث يأتي وراءه استهداف الدولة وتخريبها وجعل صورتها سيئة بين الشعوب الأخرى.     
 
التربية والتعليم السبب

فيما أكد طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم السابق، أن نظام التعليم خاصة في الامتحانات هو السبب الرئيس في تجذر ثقافة الغش لدى الطلاب .

وأضاف في تصريحات خاصة، أنهم كانوا قد تبنوا دراسات وخطط استراتيجية تتمثل في الطباعة المركزية، بجانب العمل على جعل الامتحان ليس الحافز الوحيد لدخول الجامعات، إلا أن وزارة التربية والتعليم الحالية أهملت كل هذه الخطط لتتراكم مشكلات أكبر.

وذكر أن هناك أيضا ماكينات تصوير بالوزارة تطبع ورق الامتحانات غير قابلة للتصوير بعد ذلك مهما حدث على الإطلاق إلا أنها لم تستخدم من قبل الوزارة الحالية أيضا.