"عمرو بن العاص" يتزين بالمُصلين في أول تراويح بـ"رمضان"
شهد مسجد عمرو بن العاص بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة، إقبالاً كثيفًا من المصلين لأداء صلاة التراويح في أول أيام شهر رمضان، الذين كانوا من أهل المنطقة ومن الرواد والزوار، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد.
ويعتبر مسجد عمرو بن العاص أكبر، وأول مسجد بُنِي في مصر ليظل أكثر المساجد حظًا في عدد المصلين، والذين يصل عددهم ليلة السابع والعشرين من رمضان إلى ما يقرب من نصف مليون مسلم من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، بل إن الكثيرين منهم من خارج محافظة القاهرة يأتون من المحافظات أو من أبناء الدول العربية والإسلامية.
وبعد الفتح الإسلامي لمصر في غرة المحرم سنة 20 هجرية الموافق 8 نوفمبر 641 ميلادية، أسس القائد الكبير "عمرو بن العاص" مدينة الفسطاط لتكون أول عاصمة إسلامية لمصر، وعندما أرسل له الخليفة "عمر بن الخطاب" -رضي الله عنه- ليبني مسجدًا لإقامة شعائر صلاة الجمعة، بنى "عمرو بن العاص" هذا المسجد الذي سُمّي باسمه حتى الآن، وكان يُعرف أيضًا بمسجد النصر، والمسجد العتيق وتاج الجوامع، فكان بذلك أول مسجد في مصر وإفريقية، والرابع في الإسلام بعد مسجد المدينة.
وخلال السنوات القليلة الماضية حظي مسجد عمرو بن العاص باهتمام وزارة الأوقاف المصرية، فقامت الوزارة بعدة إصلاحات وتوسعات فيه استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، جعلته يظهر هذا العام في أبهى حلله، مما زاد الإقبال عليه، حتى إن البعض يأتي إلى المسجد منذ الصباح ليضمن له مكانا وسط زحام المصلين.
فأول ما تسير بمنطقة الفسطاط وتصل إلى مسجد عمرو بن العاص، وتنظر لأعلى ترى الزينة الرمضانية والألوان المبهجة وسحر التواشيح، وفى أولى لحظات دخول ساحته، تخشع القلوب و تدمع العيون و تقشعر الأبدان وترتعش الأرواح إجلالاً وخوفاً من الله؛ تتلو صلاتك وتحدث ربك بما تدسه في أعماق روحك المنسية، تدعوه بكل ما تريد أن تراه فى دنياك أو حياة الآخرة المجهول، ثم تقف بين أيادي الله لتقضي صلاة التراويح وسط عشرات الألاف من المصلين الفارحين بشهر رمضان الكريم.
وبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة الشديدة؛ إلا أنه حرص كبار السن على أداء صلاة التراويح بالمسجد، والوقوف في الصفوف الأولى، واقتناء المصاحف وقراءة القرآن بها خلف الإمام، مؤكدين أن المسجد يتميز عن غيره من المساجد بما يضفيه من أجواء روحانية على قلوب المصلين، إضافة أن التراويح هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، حيث أن رمضان طوال السنوات الأخيرة الماضية كان يأتي مصاحبا لظروف حزينة، وأنه للمرة الأولى التي يتم فيها تزيين المسجد.
فيما حرص العديد من الشباب على أداء العبادات والقيام بصلاة التراويح في المسجد، لاسيما مسجد عمرو بن العاص، حيث يصطحبون أصدقائهم ويتجمعون بعد الفطور لأداء فرض الرحمن، كما يحدث كل عام، لعله يكون عام العتق من النيران.
في سياق متصل حرص الآباء على اصطحاب أطفالهم في أول يوم لأداء صلاة التراويح، لكي ينموا على الصلاة وأهميتها وأن يعتادوا عليها منذ نعومة أظافرهم، وتعليمهم كيفية أداة الصلاة.
وانتظر بعض الأطفال آبائهم في المسجد، حيث سابقوهم حرصُا منهم على أداء صلاة التراويح فرحة ككل عام، وكأن أول يوم في صلاة التراويح عيد بنسبة للأطفال.
وبوجوه سمحة وبشوشة وبراقة منها النعيم وقفت صامدة في صفوف المسلمين كأنهم في لحظات شبابهم وقفوا "الشيوخ" يؤدون صلاة التراويح، وحرصوا على أدائها في المسجد، داعيًا الله بحسن الخاتمة، خاشعين إلى الله دون تذمر من درجات الحرارة، أو الوقوف.
وأم المُصلين الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حيث سيستمر ذلك خلال شهر رمضان، فى صلاتى العشاء والتراويح بمسجد عمرو بن العاص، لا سيما ليلة القدر.
وسيشارك الشيخ وسام عدد من أساتذة جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف فى إمامة المصلين وأداء الدروس الدينية والخطب بمسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، ويتم شرح كيفية صلاة التراويح ومعرفة عدد ركعاتها وآداب دعاء التراويح، وهم: الدكتور محمد عبد الكريم كساب الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور أشرف مكاوى إمام المسجد وخطيب الجمعة، والشيخ محمد القاعود.