بالتفاصيل.. أسرار وحكايات عن رؤساء مصر في شهر رمضان

 

يحتفل كل رئيس بليالي شهر رمضان المُبارك على طريقته الخاصة، فكل منهم له طقوسه وعاداته التي اعتاد أن يمارسها في هذا الشعر على مدار كل عام، فانشغالهم بمهام الرئاسة لم يأخذهم من روحانيات هذا الشهر الفضيل.

وفي التقرير التالي، ترصد "الفجر" عادات وتقاليد الرؤساء المصريين بداية من عهد الملك فاروق الأول حتي الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ليالي شهر رمضان المبارك. 

البداية مع الملك فاروق الأول، الذي كانت له طقوس خاصة في شهر رمضان، فقد كان بعد ثبوت الرؤية الشرعية لهلال الشهر الكريم، يتوجه بخطاب للشعب يهنئه بهذه المناسبة الكريمة.

وكانت‏ ‏التقاليد‏ ‏قد‏ ‏جرت‏ ‏قبل‏ ‏حرب‏ 1948 ‏أن‏ ‏تقام‏ ‏مآدب‏ إفطار ‏في‏ ‏القصر‏ ‏الملكي‏ ‏في‏ ‏شهر‏ ‏رمضان، ‏لأمراء‏ ‏البلاد‏ ‏وعلمائها‏ ‏ووزرائها‏, ‏فلما‏ ‏جاءت‏ ‏الحرب‏ ‏أمر‏ ‏بإلغاء‏ ‏هذه‏ ‏المآدب‏ ‏على‏ ‏أن‏ ‏تحل‏ ‏محلها‏ ‏مآدب‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏ ‏وسائر‏ ‏مدن‏ ‏المملكة‏ ‏وأرجائها‏ ‏للفقراء‏ ‏والمعوزين‏ ‏علي‏ ‏حساب‏ ‏الجيب‏ ‏الخاص‏ ‏الملكي‏ ‏طول‏ ‏مدة‏ ‏شهر‏ ‏الصوم‏ ‏المبارك، وكان‏‏ ‏يأمر‏ ‏الخاصة‏ ‏الملكية‏ ‏بتوزيع‏ ‏مبالغ‏ ‏من‏ ‏المال‏ ‏علي‏ ‏العائلات‏ ‏الفقيرة.

وكان‏ ‏الملك فاروق‏ ‏ ‏يؤدي‏ ‏أول‏ ‏صلاة‏ ‏جمعة‏ ‏في‏ ‏شهر‏ رمضان ‏بمسجد‏ ‏الرفاعي‏ ‏مع‏ ‏العلماء‏ ‏والكبراء، وكان الاحتفال بليلة القدر عادة عند الملك يقيم لها احتفالاً يحضره رجال الدولة ورجال الدين، يتلى فيها القرآن والخطب الدينية.

وبالانتقال إلى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان له طقوسه الخاصة أيضًا، حيث كان يصطحب وزير التموين ليتجول بسيارته الشخصية لإيجاد حلول لتوفير الأقمشة صاحبة الألوان الزاهية لتوزيعها خلال شهر رمضان، حتى تعم البهجة على الفقراء قبل حلول عيد الفطر المبارك، كما يذكر أنه كان لا يتناول الإفطار إلا بعد أن يطمئن على إفطار طاقم الحراسة الخاصة به، وكان يميل للوجبات الخفيفة.

وعن الأطعمة المحببة للرئيس عبد الناصر، فيأتي الخضار مع قطع اللحوم في المرتبة الأولى، أما الفول المدمس كان حليف وجبة السحور بالنسبة له، مع بعض الزبادي، حتى لا يصاب بأي متاعب في نهار رمضان، نظرًا لأنه كان مريضًا بالسكر.

اما عن طقوس الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فكان دائم التنقل بين ميت أبو الكوم وهي مسقط رأسه والقاهرة، ويذكر عنه أنه كان يقضي ما استطاع من نهاره وليله في قراءة القرآن الكريم، واصطحاب الشيخ سيد النقشبندي في ميت أبو الكوم، مساء كل الليالي القمرية بالشهر الكريم.

وإذا جاءت ليلة القدر من كل عام كان يقيم "السادات"، مائدة إفطار شاملة لأشقائه وأبنائهم، حيث الاستماع إلى مشاكلهم وطلباتهم، وكانت تمتد هذه الجلسات حتى فجر اليوم التالي، وكان يقضي الأسبوع الأخير من شهر رمضان في سيناء معتكفًا متعبدا قارئا للقرآن.

وكان السادات يميل إلى الأطعمة المسلوقة وبعض المأكولات البسيطة الأخرى، مع القليل من لحم الموزة البتلو والأوز والبط، وكن قليل الطعام، كما يذكر أنه أقام مائدة إفطار كبرى في استراحته بالمعمورة لجميع القيادات السياسية وبعد الإفطار تنقل بين موائدهم وجلس ويتسامر معهم بكل بساطة ومحبة كما تبادل معهم النقاش حول حل مشكلات الدولة.

وخلال الـ30 عامًا من حكمه، ظل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، يستقبل العزومات التي تعرض عليه في أكبر فنادق مصر، وكانت الوصفات الطبية تجبره على تناول صدور الحمام مع الخس، وكان يفضل شرب الخشاف، وتناول الكافيار والجمبري بالصوص. 

ومع السنة الخامسة على اندلاع  ثورة 25 يناير,  يحتفل مبارك بخامس شهر رمضان يمر عله وهو مقيم  في مستشفى المعادي العسكري وسط حراسة مشددة من قبل الجيش والشرطة.

ومع عام وحيد داخل القصر الجمهوري للرئيس المعزول محمد مرسي، في شهر رمضان الكريم، فقد كان يلتزم يوميًا بأداء صلاة الفجر بشكل عام، وفي شهر رمضان على وجه الخصوص. 

وعن الأطعمة والمشروبات التي كان يفضلها "مرسي" والتي ينصحه الأطباء بها،  يأتي "الكركدية" في المرحلة الأولى  ويليه "الليمون بالنعناع"، كما أنه كان يميل لتناول الحلويات خصوصا " الجاتوه".

ويقضي "مرسي" أيضا شهر رمضان هذا العام وهو داخل السجن بمرافقة بعض من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

واخيرًا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، جاء شهر رمضان هذا العام  مع بداية العام الثالث من تولي السيسي رئاسة الجمهورية، و من أشهر الأكلات التي يفضلها "السيسي" هي "الفول والبيض المسلوق والجبن، واللحوم والأسماك والأرز والمكرونة وسلطة الخضراوات"، كما يفضل عصير البرتقال من المشروبات .

وفي تقليد جديد على الرئاسة المصرية، نظم الرئيس السيسي في العام الماضي إفطار أطلق عليه الأسرة المصرية والذي حضره أكثر من ٣٥٠ شخصية تمثل مختلف فئات الشعب المصري.