خبراء يفسرون لغز ظهور "أسماك القرش" في "العين السخنة".. وتحذيرات شديدة اللهجة من انتشار "الماكو"

 

بعد ظهور سمك القرش بمنطقة العين السخنة، يرى بعض الخبراء المختصين أن الأسباب ترجع لارتفاع درجة حرارة المياه، فضلا عن عمليات الصيد، محذرين من تجنب العوم في مناطق عميقة، ومؤكدين أن ظهور القروش ومن نوع "الماكو" ليس المرة الأولى فقد ظهرت في 2010 بخليج السويس دون التعرض لأحد.

تعتبر سمكة القرش من أكثر الأسماك افتراساً في البحار، وهي من الوحوش الخطرة للغاية، التي تقضي على الإنسان في لحظة، عندما تشتم رائحة الدم وترى حركة الإنسان في الماء.

ويعيش في البحر الأحمر 44 نوعاً من أسماك القرش، أغلبها غير خطير، بينها تضم عدة أنواع تمثل خطورة على حياة الإنسان، ومن أشهر الأنواع التي تقطن البحر الأحمر هو قرش "الماكو"، ويصل طول الذكر البالغ 3 أمتار، ويتغذى عادة على أسماك الماكريل والتونة والترسة البحرية وسمك أبو سيف، وقد يأكل أنواع أخرى من القرش الأصغر حجمًا.

ويحوم  هذا النوع أسفل الفريسة وليس حولها، من ثم ينقض عليها من أسفل دون أن تلاحظه، وهذا النوع متورط فى حادث الهجوم على الطالب المصري فى العين السخنة، مما تسبب فى بتر قدمه، وقد قتلت السلطات أحد تلك الأنواع عقب هجمات القرش على شاطئ شرم الشيخ فى العام 2010.

ورصدت" الفجر"، أهم أسباب ظهور أسماك القرش، وخطورتها على الإنسان، وكيفية التعامل معها في السطور التالية.

يقول الخبير في علوم الأسماك محمود النقيب، المعيد بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إن سمكة القرش لا تظهر قرب الشواطئ بحكم طبيعتها وأنها لا تهاجم إلا إذا تم استفزازها وإثارتها، ما يعني أن هجومها على الشواطئ ومهاجمة المتواجدين فيها، ناتج عن استفزازهم وإثارتهم، وهذه إحدى أسباب ظهور أسماك القرش بين فترة وأخرى، على الشواطئ الساحلية بمصر.

وأضاف "النقيب"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن القروش دائما تفضل لحوم الفقمة، المتوفرة في لحوم "كلب البحر"، نظرًا لارتفاع نسبة الدهون فيها، ونادرًا من أن يهاجم القرش البشر، ولو حدث بيكون مجرد عضة ويتركه لأنه لا يتحمل هضم لحم الإنسان، لافتًا إلى أن الإصابة الناجمة عن عضة القرش لا تؤدي إلى الموت لاسيما في قرش "الماكو"، لافتًا إلى أنه غالبًا يكون بسبب عدم إسعافه بشكل جيد وسريع، فضلا عن فقدان الدم بسبب النزيف الدم.

وحذر "النقيب"، من تجنب العوم في مناطق عميقة، إضافة إلى عدم نزول المياه في حالة تعرض الشخص لأي جرح حرصا من نزف دم لأن الدم يجذب أسماك القرش، فضلا عن ضرب القروش في "العينين والأنف والخياشيم"، مشددًا على عدم السباحة لشخص فقط بل مع مجموعة نظرًا لقوة تركيز القروش ونظرهم الحاد، واستخدام كريمات الشمس ذات ألوان ذهبية وفضية لأنها تلفت نظر القروش.

وأرجع الدكتور عمرو ناصف، مدرس علم البيئة البحرية بكلية العلوم جامعة القاهرة، سبب ظهور أسماك القرش في منطقة العين السخنة أو السواحل الساحلية بصفة عامة، إلى ارتفاع درجة حرارة الماء التي يتبعها ارتفاع معدل التمثيل الغذائي في أسماك القرش، بالإضافة إلى زيادة معدل كثافة الغطس.

وأشار" ناصف"، إلى أن إلقاء الحيوانات النافقة وتأثير الانزيمات والهرمونات الحيوانية كنمط غذائي غير مألوف على سلوك أسماك القرش مما يؤدي لظهورها ، إضافة لعمليات الصيد المتزايدة، مشيرًا إلى أن السبب الحقيقي لظهور سمك "الماكو" بالتأكيد سيظهر مع البحث من قبيل اللجنة التي شكلتها وزارة البيئة.

ويطالب " ناصف " بإنشاء مكتب على السواحل البحرية يديره علماء وباحثون وأطباء يتناوبون على الخدمة الوطنية فيه كمبادرة علمية لاكتساب الخبرة وتقديم الدعم والمشورة والاستفادة العلمية والبيئية في المناطق السياحية والمناطق ذات الأهمية، مثلما فعلت الولايات المتحددة من قبل.

من جانبه أكد أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، أن المعلومات الأولية الواردة عن سمكة القرش التي ظهرت بأحد شواطئ العين السخنة يطلق عليها اسم  "ماكو" وظهرت خلال عام 2010 بخليج السويس ولكنها لم تهاجم أحد، مشيرا إلى أنها سمكة شرسة وخطيرة ولابد من الحذر منها.

 وأشار غلاب، إلى أن هذه السمكة التي هاجمت المواطن بالعين السخنة في الأساس تعيش في الأعماق وصعودها بهذا الشكل إلى السطح يعني أنه يوجد خلل فى النظام الغذائي الخاص بها وسيتم بحثه عن طريق اللجنة المشكلة.

في سياق متصل أعلن اللواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس، أنه أصدر قرارًا بمنع الصيد للهواة في أعماق خليج السويس لمدة أسبوعين بسبب حادث هجوم سمك القرش على المواطنين، مؤكدًا أنه تم منع السباحة داخل أعماق الخليج والسماح فقط بالسباحة بالقرب من شواطئ العين السخنة.

وقال الهياتمي، في تصريحات صحفية: "إنني اتخذت هذه القرارات بعد قيامى والمختصين بزيارة المنطقة البحرية التى شهدت حادث هجوم القرش". 

وأكد أنه يتم حاليًا دراسة كيفية القضاء على أسماك القرش عن طريق الصيد وهي دراسات سنقوم بتنفيذها، موضحًا أنه تم تشديد التعليمات بعد السماح لأى شخص بالسباحة لأكثر من 150 من الشاطئ بالعين السخنة بالسويس.