كبسولات علماء الإسلام لكبح جماح المعاصي في رمضان

إسلاميات

الدكتور سامي العسالة
الدكتور سامي العسالة مدير التفتيش الديني بوزارة الأوقاف


 سامي العسالة: رجب شهر الله وشعبان شهر النبي (ص) ورمضان شهر الأمة الإسلامية
عاصم قبيصي: التسابق في ميدان العمل الصالح من سمات نهج الصحابة والتابعين 
عبدالناصر بليح: الصحابة كانوا يدعون ربهم قبل رمضان بستة أشهر.. ويتسابقون بالخيرات
 
بقدوم شهر رمضان تتعاقب النفحات على عباد الله تعالى بالرحمة، تمد أيادي المغفرة، داعية بالمسارعة بالخيرات والعمل الصالح .. فيستعد المسلمون في بقاع الأرض من مشرقها لمغربها لضيف ينبض قلوب المسلمين حباً برؤية بشائره وبركاته.
 
شهر رمضان تحيطه النفحات المباركة من تروايح وصيام وزكاة تسامح ووصدقات وموائد رحمن لإطعام الفقراء والمساكين، تخشع فيه القلوب فتذرف العيون للرحمن راجية المغفرة  والتوبة.
 
ولعلماء الأوقاف روشتات يضعونها لقرائهم لكبح جماح الذنوب في أعظم الشهور.. من خلالها يصلون إلى أعلى الدرجات في اغتنام أفضل الشهور عند الله.
  
يقول الدكتور سامي العسالة مدير التفتيش الديني بوزارة الأوقاف، إنه من المعلوم أن الله تعالى قد عين للخير أوقاتًا وجعلها للعطايا، ومن الأيام والليالي المباركة التي جعلها الله أوقاتًا للخير، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قا "ألا أن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها ألا فطلبوها عسي أن تصيبكم منها نفحة فلا تشقوا بعدها أبداً".
 
ويضيف"العسالة "أن الله تعالى يفضل بعض الأماكن علي بعض وبعض الأناسي علي بعض وبعض الملائكة علي بعض وبعض الرسل علي بعض وبعض الأزمان علي بعض وإذا أراد الله أن يفضل شهرًا علي باقي شهور العام فإنما يفضله تعالي إما بفريضة من الفرائض مثل فريضة الصيام التي فضل الله بها شهر رمضان أو كفريضة الحج التي فضل الله بها أشهر الحج أو بفضيلة من الفضائل كفضيلة ليلة القدر أو ليلة مولد النبي (ص) أو ليلة النصف من شعبان أو ليلة الاسراء والمعراج التي فضل الله بها شهر رجب".
 
ويوضح، أن رجب شهر الله وشعبان شهر النبي (ص) ورمضان شهر الأمة ومن ذاق حلاوة تسمية هذا الشهر بشهر الله علم مقدار نسبته إلي الله تعالي بقدر شهوده الروحاني فجاهد نفسه مجاهدة تمكنه أن ينسلخ من بشريته فيلتحق بالملكوت الأعلي أو يتجرد عن حيوانيته فيقبل علي الصيام والقيام وجهاد النفس أو يتخلي عن إبليسيته فيكبح جماح شره عن الخلق أجمعين.
  
ووصف عز وجل المؤمنين المتقين بأنهم هم الذين يسارعون في الخيرات ويتسابقون إلى فعلها، قال تعال: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) سورة المؤمنون، ولعل أول شيئ في المسارعة بالخير في هذه الأيام والليالي الكريمة أن نجري صلحا بين أنفسنا وخالقها ، ثم نتزود بالطاعة والعمل الصالح.
 
يقول الشيخ عاصم قبيصي مدير المساجد الأهلية بوزارة الأوقاف، إنه كلما أقبل  شهر رمضان المبارك، وهل هلاله على المسلمين نري كثيرًا من المسلمين يتسابقون في الخيرات وكأنهم ينتقلون من روضة إلى روضة لأنة شهر التنافس في الخير، والتسابق في ميدان العمل الصالح  سمة  من سمات عباد الله الصالحين ونهج الصحابة والتابعين فهم أصحاب الهمم العالية وقد قيل سيروا مع الهمم العالية.
 
وأضاف أن الإسلام دعانا إلي التنافس في الخيرات والتسابق إليها قال تعالي: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ"[البقرة:148]، وقال جل شأنه: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ"[آل عمران:133]، كما قال جل ذكره: "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ"الحديد:21"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم رحمه الله: "بادروا بالأعمال الصالحة؛ فستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً، ويمسى مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا.

واستطرد: كان الفقراء من الصحابة كلما رأوا أصحاب الأموال منهم ينفقون أموالهم فيما يحبه الله من الحج والإعتمار والجهاد في سبيل الله والعتق والصدقة والبر والصلة وغير ذلك من أنواع البر والطاعات والقربات ، حزنوا لما فاتهم من مشاركتهم في هذه الفضائل ، مضيفاً أن العبادة ليست خوفاً من النار، ولا حباً في الجنة، وإنما هي حبٌ في الله جل وعلا، بل إن كثيرًا من سادتنا الصفية كانوا يقولون: ربنا ما عبدناك طمعاً في جنتك، وما عبدناك خوفاً من نارك، وإنما عبدناك حباً في ذاتك.
 
وقال إن أبواب الخير كثرة، ومفتوحة للراغبين، والمؤمن العاقل الحصيف هو الذي يبادر إلى الخيرات، ويقطف من ثمراتها، وبخاصة في هذا الشهر المبارك، الذي تضاعف فيه الأجور، فالله الله ما دام في الوقت مهلة، وفي العمر بقية، قبل فوات الأوان، فيقول المفرط: ليتني وليتني ، ولكن لا تنفع شيئاً ليت.
 
ويضيف الشيخ عبدالناصر بليح وكيل مديرية أوقاف الجيزة أن من نفحات الله تعالى لعباده وتجلِّيات رحماته بهم، أنه يجعل لهم مواسم للتجليات والنفحات يحب أن يتعرضوا لها عسي أن تصيبهم نفحة فلن يصلوا بعدها أبدتً.
  
وأوضح أن من هذه النفحات المتعاقبة المتوالية على عباد الله تعالى بالرحمة، مادةً أيادي المغفرة، وداعية لنا بالمسارعة بالخيرات والعمل الصالح - وكان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعون ربهم ستة أشهر اللهم تقبل منا رمضان ويدعونه ستة أخري اللهم بلغنا رمضان.
  
ونوه إلى أنه في مثل هذه المواسم الإيمانيَّة العظيمة يَكثر الحديث عن استباق الخيرات، والتنافس في الطاعات، والاجتهاد في العبادات، وكله حديث مبارَك - بإذن الله، غير أنه يجب الالتفات إلى عبادة قد نَغْفل عنها في هذه المناسبات، ألا وهي عبادة التوبة والإنابة والمُراجعة، فالله تعالى يأمرنا مباشرة بالتوبة؛ كما في قوله تعالى: قال تعالى:" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"[آل عمران: 133].