في ذكرى وفاته.. "مكرم عبيد" القبطي الذي شيع جنازة مرشد الإخوان (بروفايل)
يعد من السياسيين المخضرمين والبارزين، حيث كان له دور كبير في مناهضة الاستعمار، وهو أول من انقلب على اسمه فجعله مكرم عبيد دون وليم، بسبب موقفه الدفاعي عن بلده والمناهض أمام قوى الشر البريطانية آنذاك، انضم لحزب الوفد سنة 1919، في فترة رئاسة مصطفى النحاس لحزب الوفد ،كما عين وزيرا للمالية بعد معاهدة 1936، إنه وليم مكرم عبيد الذي تحلّ ذكرى وفاته اليوم الموافق 5 يونيه.1961
مولده
وُلد مكرم عبيد في 25 أكتوبر عام 1889 في إحدى قرى مدينة قوص بمحافظة قنا، لعائلة من أشهر العائلات القبطية وأثراها، وكان والده يعمل في مجال الإنشاءات وبسبب جهوده في إنشاء خط السكة الحديدية بين نجع حمادي والأقصر حصل على لقب الباكوية.
تعليمه
التحق بالمدرسة الأمريكية في أسيوط ودرس القانون في أكسفورد، وحصل على درجة امتياز في القانون عام 1908، واستكمل دراسته القانونية في ليون بفرنسا وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912.
علاقته بالإخوان المسلمين
هذا وعلى الرغم من ذلك كان مكرم عبيد عاشقا ومحبا لجماعة الإخوان المسلمين، تجلى هذا في نعيه الواضح لحسن البنا بعد وفاته هذا النعي الذي نشر في مجلة الدعوة – السنة الثانية – العدد (52) - 16جمادى الأولى 1371هـ / 12فبراير 1952م، والذي جاء تحت عنوان "الإمام الشهيد .. مكرم عبيد باشا"، والذي جاء فيه
" وما من شك أن فضيلة الشيخ حسن البنا هو حي لدينا جميعًا في ذكراه، بل كيف لا يحيا ويخلد فى حياته رجل استوحى في الدين هدى ربه، ففي ذكره حياة له ولكم"
وتابع في نعيه قائلا " ولقد كان الإخوان المسلمون والكتلة الوفدية هما الهيئتين الوحيدتين اللتين تبادلتا الزيارة في دار الإخوان ونادي الكتلة، بل كان لي الحظ أن يزورني - رحمه الله - في منزلي، وأن نتبادل خلال حديث طويلٍ المشاعرَ الشخصية والوطنية، وكنت أراه في حديثه أبعد ما يكون عن الشكليات والصغائر، مما جعلني أعتقد أنه رجل قَلَّ مثيله بيننا في التعمق تفكيرًا، وفى التنزه ضميرًا.
ويختتم نعيه مؤكدا بقوله " أيها الإخوان المسلمون، أنتم إخواني وطنًا وجنسًا، بل إخواني نفسًا وحسًا، بل أنتم لي إخوان ما أقربكم إخوانًا؛ لأنكم في الوطنية إخواني إيمانًا، ولما كانت الوطنية من الإيمان فنحن إذن إخوان في الله الواحد المنان، وإذا ما ذكرتم اليوم الفضيلة في قبرها، فاذكروا أيضًا ما كان يذكره هو على الدوام؛ إذ يذكر الحرية في سجنها.
مواقف سياسية
في عام 1919م انضم إلى حزب الوفد وتولى العمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الاحتلال الإنجليزي وكان له دعاية نشطة في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، ولما نُفي سعد زغلول ثار مكرم عبيد وقام بإلقاء الخطب والمقالات مما تسبب في القبض عليه ونفيه هو الآخر.
عين مكرم عبيد في حكومة مصطفى النحاس وزيراً للمواصلات، وفي عام 1935 أصبح سكرتيرا عاما للوفد، وبعد معاهدة 1936 عُين مكرم عبيد وزيراً للمالية، وحصل على البشوية، وشارك في الوزارات الثلاثة التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشي في عام 1946.
كما وقع في عام 1942 أكبر خلاف له مع رئيس الوفد مصطفى باشا النحاس، وهو الخلاف الذي كان سببه الرئيسي "زينب هانم"، زوجة النحاس، والتي أرادت إزاحة مكرم حتى يمكن تجهيز فؤاد باشا سراج الدين لخلافة النحاس، على الرغم من أن الفضل يعود إلى مكرم عبيد في ضم سراج الدين لحزب “الوفد” هو الخلاف الذي أدى إلى انشقاق عبيد عن الوفد وتشكيله "الكتلة الوفدية| التي أصدر لها جريدة خاصة، حيث شاركت فى الوزارات التي تشكلت برئاسة أحمد ماهر والنقراشى عام 1946.
عبيد والنشاط الحقوقي
يُعد مكرم عبيد ركنا أساسيا في دعم حرية الرأي والصحافة والاجتماع، وتحدث عن وجوب إلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم الرأي، وحظر إقالة الوزارة إلا إذا سحب البرلمان الثقة منها، وحظر إعلان الأحكام العرفية فلا يجوز إعلانها إلا إذا اشتبكت البلاد فى حرب فعلية داخل حدودها، على أن يحاط هذا الإعلان بالضمانات الدستورية والنيابية الواجبة.
كما كان صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر، وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني.
وفاته
توفي مكرم عبيد فى 5 يونيو 1961م ، وتم تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية وقد شارك أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تأبينه، ودفن بالقاهرة.