نقيب معاشات البترول لـ«الفجر»: «رهنت شقتى للبنك.. ولم يتبق لى سوى مقبرة»

العدد الأسبوعي

طارق الملا وزير البترول
طارق الملا وزير البترول

يستغيث بالسيسى والملا لإنقاذه و100 ألف متقاعد من التشرد

بصوت خافت يملؤه الحزن والأسى يستغيث المهندس سيد بسيونى نقيب معاشات البترول، بالرئيس السيسى، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية لإنقاذه وأسرته من التشرد والضياع بعدما أنفق كل مايملك لتلقى العلاج بعد تقاعده للمعاش منذ عشرين عاما.

وقال إنه يحصل على معاش من الحكومة قدره 4 آلاف جنيه منذ تقاعده، لكنه لم يكفه ولا يوفر له ولأسرته حياة ومعيشة آدمية فى ظل الغلاء المستمر للأسعار.

وأكد بسيونى أنه أنفق جميع مدخراته على تعليم وزواج أولاده، إضافة لقيامه برهن شقته الوحيدة للبنك العقارى الذى أنذره بالبيع بعد تجاوز مديونياته ثمن الشقة المحدد من البنك، قائلا: «لم يتبق لى سوى مقبرة نقابة المهندسين». 

بسيونى يعتبر أول  حفار مصرى على أجهزة الحفر الروسية بالشركة العامة للبترول، بالإضافة لعمله على أجهزة الحفر البرية والبحرية ومنصات الإنتاج ومحطات تجميع الغاز وخطوطه فى الصحراء والبحار والجبال، قائلا:» ملناش قيمة بعد التقاعد.. ورهنت شقتى للبنك لنفاد ما أملك». وأضاف فى استغاثته أنه تعرض للاضطهاد وسوء المعاملة داخل المركز الطبى للبترول، بعد أن عنفه أحد الأطباء داخل صيدلية المركز، قائلاً: ذات مرة ذهبت لصرف روشتة علاج، فعنفنى وأجبرنى أحد الأطباء على صرف أدوية بديلة مغايرة بخلاف ما نصح به الأطباء الاستشاريون، وحينما اعترضت على ذلك قال لي: «ورينى هتصرف الدواء بتاعك أنت ومراتك منين»، وبعدها كتب عبارة «غير متوافر»، مضيفاً: «هذه ليست مأساتى وحدى وإنما هى شكوى متكررة لجميع المتقاعدين على المعاش من البترول، وتقدمنا بشكاوى عديدة لكن دون جدوى».

وطالب بنقل علاجه وزوجته إلى المركز العالمى للقوات المسلحة، إنقاذاً لحياتهم، لمعاناته وزوجته من أمراض مزمنة مثل تعرضهم لنزيف فى المخ ونزلات قلبية وهبوط حاد بالدورة الدموية، قائلاً: «أبسط حقوقى أن أتعالج كويس بعد ما ضيعت عمرى كله فى الشغل».

وناشد بسيونى وزير البترول بإصدار تعليماته بصرف جميع فواتيره وزوجته المجمدة لدى صندوق الخدمات الاجتماعية للهيئة المصرية للبترول، إضافة لصرف معاش تكميلى له تقديراً لأصحاب المعاشات ممن تقاعدوا قبل صدور المعاش التكميلى، وصولا للحد الأدنى لحياة كريمة ومحترمة. وأبدى بسيونى استغرابه الشديد من شركات البترول والتعدين البالغ عددها أكثر من 300 شركة تنفق نحو 200 مليون جنيه سنوياً على علاج من هم فى الخدمة أى حوالى 60 مليار جنيه سنوياً، ولا تهتم بالمتقاعدين، رغم أنهم أفنوا عمرهم فى سنوات طويلة من العمل والشقاء، مطالباً بضرورة إنشاء مركز طبى عالمى للبترول أسوة بشركة المقاولون العرب والقوات المسلحة .

وكشف بسيونى عن أن عدد المتقاعدين على المعاش بالبترول أكثر من 100 ألف متقاعد، لافتاً إلى أنهم تقدموا بشكاوى عديدة للارتقاء بأوضاعهم المعيشية لكن دون جدوى، متسائلاً: إذا كان راتب رئيس الشركة يصل لـ30 ألف جنيه، بخلاف البدلات والمستحقات التى يحصل عليها فكيف يعيش بـ 4 آلاف جنيه بعد تقاعده أو بلوغه سن المعاش ، مطالبا بضرورة ضم المتقاعدين الذين على قيد الحياة لمنظومة المعاش التكميلى الذى تم إقراره 2005 لمواجهة ارتفاع تكاليف الحياة والأسعار.