مغامرة صحفية فى عيادة طبيب «تخدير» متخصص فى«الإجهاض» وترقيع غشاء البكارة
■ التخلص من الجنين بـ1500 جنيه والغشاء المؤقت 1200 جنيه والدائم 2500 جنيه
■ الطبيب يستغل عيادات زملائه لإجراء العمليات.. و23 عملية إجهاض لفتاة واحدة
■ «مجدى» يلجأ للإجهاض القيصرى فى الأشهر الأخيرة من الحمل.. والممرضة: مبنشتغلش فى رمضان علشان حرام
تلجأ نساء كثيرات للإجهاض، للتخلص من الجنين، سواء كان نتيجة لعلاقة غير شرعية، أو للتخلص من طفل إضافى، يعتبره الوالدان عبئا جديدا فى ظل غلاء المعيشة، وبسبب عدم قانونية العملية، فى الحالتين، وخطورتها التى قد تؤدى للوفاة، يتم إجراء الجراحة فى سرية ولدى أطباء معروفين بعضهم غير متخصص أصلاً فى الجراحة أو التوليد.
إحدى السيدات متزوجة ولديها 5 أبناء، ولكنها حملت مجدداً فى طفل سادس، لكن الأب طلب منها إجراء عملية إجهاض، لأنه لن يستطيع الإنفاق على طفل سادس بسبب غلاء المعيشة، فذهبت إلى طبيب تخدير معروف بإجراء هذا النوع من العمليات، ولكن يجريها فى عيادات زملائه.
قصة طبيب التخدير، الذى يدعى مجدى، أثارت دهشتى كثيراً، فحصلت على رقمه من إحدى السيدات التى تعامل معه، واتصلت به للاتفاق معه، عبر الهاتف، كما هو معتاد فى هذا النوع من العمليات، حيث تذهب الحالة بعدها مباشرة لإجراء العملية، ومن الصعب مقابلته، دون وجود حالة.
ومجدى طبيب الإجهاض، سألنى عدة أسئلة وكأنه يستجوبنى، ليطمئن أننى شخص موثوق منه «مثل من أين حصلت على رقم هاتفه»، فأخبرته أننى حصلت عليه من جارتى التى أجرت عنده عملية من قبل، فاطمأن ورويت له قصة عن صديقة وهمية، من محافظة الشرقية، حامل وتريد إجهاض نفسها.
وطلبت منه أن أقابله قبل العملية بأيام، فسأل عن السبب، فقلت حتى يتم الاتفاق على كافة تفاصيل العملية، وأحضر لصديقتى كل شيء وتأتى على موعد العملية مباشرة حتى لاتتعطل لأنها ليست من القاهرة، فأخبرنى أن المقابلة يمكن أن تتم فى مكان بينما يمكن إجراء العملية فى مكان آخر، وأعطانى عنوان عيادة طبيب اسمه دكتور «مدحت. ح» فسألته ولكنك اسمك «مجدي» وليس مدحت فأجاب «آه بس أنا بشتغل فى العيادة هناك»، وكان عنوان العيادة بشارع كنيسة العذراء بمنطقة روض الفرج.
وذهبت إلى العيادة قبل الموعد بنصف ساعة حتى استطيع التحدث مع الممرضة، الموجودة وبصحبتى إحدى زميلاتى للتصوير، العيادة بالطابق الأرضى، فى عمارة متوسطة، وتتكون من 6 غرف، بـ3 منها، أسرة وغرفة رابعة لـ «الكراكيب» القديمة وغرفة للطبيب، يبدو أنها غرفة للكشف وسادسة مغلقة.
الممرضة فى أواخر العشرينات من العمر، ترتدى عباءة وطرحة سوداء اللون، سألتنى:«هو إنتى الحالة اللى هتعمل العملية.. الحامل فى الأسبوع الـ13؟»، فأجبت: «لست أنا ولكننى جئت للاتفاق مع دكتور مجدى لإجراء عملية إجهاض لإحدى صديقاتى» فسألتنى: «هى حامل فى قد إيه؟» فقلت: «الثامن» ولم أحدد فى حديثى معها فى البداية إذا كانت فى الشهر الثامن أم الأسبوع الثامن حتى أسمع ماذا ستقول الممرضة فقالت: «يعنى قيصرى»، فسألتها ما معنى قيصرى، هل هناك فى عمليات الإجهاض قيصرى؟ فأجابت نعم .. قيصرية «يعنى فتح بطن لأنها حامل فى 8 شهور» حينما أخبرتنى الممرضة بذلك كان الأمر بمثابة صدمة لى ، فكيف يجرى طبيب عملية إجهاض لامرأة حامل فى الشهر الثامن لأن الجنين فى هذا الوقت يكون اكتمل نموه تقريباً ولأن هناك سيدات تلد فى الشهر السابع.
ثم أخبرت الممرضة أن الحالة حامل فى الأسبوع الثامن، فقالت إنه سيتم إجهاضها من «تحت» موضحة أن الإجهاض يتم من أسفل، إذا كان الحمل من أسبوع إلى 10 أسابيع أو 11 أسبوعا على أقصى تقدير وإذا زادت المدة عن 11 أسبوع يكون الإجهاض «بفتح البطن» مؤكدة أنه فى هذه الحالة يجب وجود أحد أفراد الأسرة، لأن العملية تكون صعبة للغاية على الحالة، لكن فى حال 8 أسابيع تكون سهلة وأنها ستأخذ «بنج كلى».
وأضافت الممرضة: «إحنا معاكى لقبل رمضان، لأنه فى رمضان مبنشتغلش عمليات علشان حرام»، حاولت أن أعرف منها الأسعار، لكنها قالت «الموضوع ده مع دكتور مجدى هو اللى هيقولك كل حاجة».
سألتها هل هذه العيادة عيادة «دكتور مجدى أم دكتور مدحت ح» فأجابت عيادة دكتور مدحت، بس دكتور مدحت مبيشتغلش الحالات دى خالص»، وبعدها خرجت الممرضة لشراء بعض الأشياء، وتركتنا بمفردنا فى العيادة فانتهزنا الفرصة والتقطنا صوراً لغرف العيادة وبعد أن خرجت الممرضة بما يقرب من 5 دقائق دخلت العيادة إحدى السيدات يبدو أنها تخطت الـ45 سنة، ومعها طفلة عمرها فى حدود 10 سنوات، فتاة يبدو أنها تخطت الـ25 سنة، بطنها يبدو منتفخا بعض الشىء، فتذكرت حينما قالت لى الممرضة فى بداية مقابلتى معها «هو إنتى الحالة اللى هتعمل العملية الحامل فى الأسبوع الـ13؟»، فعلمت أن الفتاة هى المقصودة، وحاولت أن أفتح معهم مجالاً للحديث فأخبرتنى أنها أول مرة تأتى للطبيب وأنه جاءت إليه بتوصية من طبيب آخر يدعى «صلاح» كما أكدت أن «الدكتور مجدي» أوضح لها أنه لا توجد حالات «تبيت» بالعيادة، وأى حالة تستطيع مغادرة العيادة بعد إجراء العملية بساعتين، بعد إفاقتها من التخدير.
وبعدها دخل العيادة رجل أصلع، قصير القامة، سمين بعض الشيء، يرتدى ملابس بسيطة، قميص وبنطلون، وعمره نحو 60 سنة، وقال لنا إنه الدكتور مجدى ودخلت السيدة وابنتها للكشف، وعندما خرجوا دخلت له حتى اتفق على التفاصيل.
أخبرت طبيب الإجهاض أن صديقتى بالشرقية وستأتى على موعد العملية ولكنها تريد أن تعود فى نفس يوم العملية، فأكد لى عدم وجود أى مانع لذلك وقال:» إن شاء الله العملية مبتاخدش معايا 10 دقايق»، وخلال الحوار دخل الغرفة رجل، فى نفس عمر مجدى، الذى أخبرنى أنه طبيب زميله، يبدو أنه يساعده فى مثل هذه العمليات وقال له الدكتور مجدى «أول حالة جت .. الإتنين التانيين فى السكة».
عدنا أنا وجدى لاستكمال الحوار وسألته هل أقول لصديقتى، أن تشرب أو تأكل شيئاً معينا حتى يسهل العملية، فأجاب : «لأ تيجى صايمة»، موضحاً أن تكاليف العملية 1500 جنيه فقط، لأنها فى الأسبوع الثامن، وحدد معى موعداً يوم الجمعة، 8 صباحاً لإجراء عملية الإجهاض وأثناء حديثى معه دخلت الممرضة قالت له إن الحالة جاهزة .
واستكملت حديثى معه، وأوضحت له أن صديقتى قلقة جداً، فسألنى: «هل هذه أول مرة تحمل بها» فقولت له نعم فرد: «هى المفروض أنها آنسة مش متجوزة ولا مكتوب كتابها ولا أى حاجة»، فأجبت بنعم، وسألته هل العملية خطرة أو ستؤثر عليها فيما بعد، فقال: «كان عندنا حالة عملت لها حوالى 23 مرة عملية إجهاض» لدرجة أن زميلى الدكتور مدحت قال لها: «امتى يابنتى هتحملى ونخليلك حمل»، الأمر الذى أثار دهشتى فهو بذلك «قتل» 23 جنيناً فكيف استطاع أن يرتكب هذه الجرائم بكل بساطة ويتحدث عنها ضاحكاً، وأضاف الدكتور مجدى، إنه يحكى لى هذه المعلومات حتى أعلم أن الإجهاض أمر عادى وليس خطراً.
حينما أخبرنى «مجدى» بأنه أجرى عملية إجهاض لفتاة واحدة فقط 23 مرة فأدركت أن هذه الفتاة تعمل «فتاة ليل»، الأمر الذى جعلنى أحاول معرفة طبيعة العمليات الأخرى التى يمكن أن يجريها هذا الطبيب فقلت له بصوت مليء بالحرج وبالتردد، إن صديقتى من المفترض أنها آنسة وتقدم لها شخص للزواج منها فأجاب «آه فاهم والغشاء أكيد مقطوع» فقولت له نعم، لذلك فهى تحتاج إلى ترقيع غشاء البكارة فأجاب مجدى «الموضوع ده بعد ما تيجى الدورة الشهرية بعد العملية».
فأوضحت له أننى سمعت أن هناك غشاء بكارة مؤقتا، وهناك دائم فقال لى فى حالتها «هنعوز نعمله دائم»، فسألته ما الفرق بين المؤقت والدائم فأجاب بأن المؤقت بيكون «حاجة بسيطة» قبل الزواج بـ3 أيام أما الدائم «بيكون بقى براحتها تتجوز وقت ما هى عاوزة» لأن فى حالة الغشاء الدائم تتم إعادة بناء الأنسجة مرة أخرى موضحا أن الغشاء المؤقت سعره 1200 جنيه، والدائم 2500 جنيه، فسألته هل أنت الذى ستقوم بعملية الترقيع، فأجاب «نعم.. لو مؤقت هيبقى هنا، ولو دايم هيبقى فى مكان تانى».
ودخلت الممرضة مرة أخرى لاستعجاله قائلة: «جاهزين يادكتور» فاضطررت إلى الانصراف من العيادة وأخبرته أننى سأعاود الاتصال به ليلاً لمعرفة بعض التفاصيل الأخرى، وهو ما حدث وأخبرته أن صديقتى موافقة على الموعد المحدد وسألته أين سيتم إجراء العملية فطلب منى أن أتصل به فى اليوم التالى، قائلاً: «أنا مش متمم أوى على المكان» وهو غالباً سيكون عيادة أخرى غير العيادة التى قابلته فيها، فسألته أين ستجرى العملية إذا لم نجرها فى شبرا فأين سنجريها لأن شبرا قريبة جداً من منزلى»، فقال:» لا تقلقى هتيجوا معايا بالعربية مكان بنعملها»، حينما قال لى هذه الجملة شعرت أنه إجهاض «دليفرى».
وعدت للحديث معه مرة أخرى عن غشاء البكارة خلال المحادثة التليفونية وسألته عن الغشاء المؤقت فقال إنه قبل الفرح بثلاثة أيام وإذا تم تأجيل الفرح فبذلك ستفسد العملية ولا تصلح وسيضطر إلى إجراء العملية مرة أخرى، أما عملية الغشاء الدائم فيتم إجراؤها قبل الزواج على الأقل بشهرين، لأن الغرز تحتاج لشهر ونصف الشهر لتكون ثابتة موضحاً أنه يجرى عملية الغشاء الدائم بطريقة مختلفة عن الموقت، لأن الدائم يمكن أن يستمر 10 أو 20 سنة، ويمكن أن يستمر طول العمر، موضحاً أن العملية تستغرق 20 دقيقة وستكون مؤلمة لمدة 3 أيام، ويجب أن تكون حركتها بسيطة.