مى سمير تكتب: مليارات إسرائيل ضد مصر والعرب فى أوروبا

مقالات الرأي



من قائمة المنظمات إلى صفقات الأسلحة

كيف يخدم اللوبى الإسرائيلى مصالح بلاده فى أوروبا؟، وكيف تستخدم إسرائيل هذا اللوبى فى الدعاية لها ودعمها سياسيا من الكواليس؟، وكيف لعب دورا بارزا فى خدمة مصالحها ؟.

الأسئلة سالفة الذكر أجاب عنها المركز البحثى البريطانى «تحقيقات المصلحة العامة»، بالتعاون مع «منتدى التواصل الأوروبى الفلسطينى» فى تقرير مفصل عن اللوبى الإسرائيلى فى القارة العجوز.

شارك فى كتابة التقرير ثلاثة باحثين متخصصين هم ديفيد كرونين صحفى أيرلندى وناشط سياسى يعيش فى بروكسل، وهو مؤلف كتاب «تحالف أوروبا مع إسرائيل: مساعدة الاحتلال»، وسارة مارسيوك هى زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه فى دراسات الدين فى جامعة جوهانسبرج، جنوب إفريقيا، ولها العديد من المؤلفات عن الممارسات الإسرائيلية للسيطرة على صناعة القرار فى مختلف أنحاء العالم.

وأخيرا ديفيد ميلر أستاذ علم الاجتماع فى قسم العلوم الاجتماعية والسياسية فى جامعة باث، وهو أحد مؤسسى المركز البحثى «تحقيقات المصلحة العامة» وهو منظمة مستقلة غير ربحية، تأسست فى عام 2004.

1- أصدقاء إسرائيل الجدد فى أوروبا

يحمل الفصل الأول من الدراسة عنوان «أصدقاء إسرائيل الجدد فى أوروبا» ويركز على أهم عناصر اللوبى الإسرائيلى فى أوروبا، وجاء فيه أنه فى عام 2006 أسس عدد من أعضاء حزب المحافظين البريطانى منظمة أصدقاء إسرائيل الأوروبيين، وتعد واحدة من المنظمات الإسرائيلية الأكثر تأثيرا فى الاتحاد الأوروبى، ومقرها بروكسل، وتم تأسيسها على غرار المنظمات الداعمة لإسرائيل فى بريطانيا، حيث يتم تأسيس منظمة أو مبادرة تضم أصحاب التيارات السياسية أو التوجهات الفكرية المختلفة لضمان صوت مؤيد لإسرائيل فى جميع الأحوال، ففى بريطانيا هناك مباردة أصدقاء إسرائيل المحافظين، وأصدقاء إسرائيل العمال، وأصدقاء إسرائيل فى الحزب الليبرالى الديمقراطى، وحتى حزب استقلال المملكة المتحدة الذى يمثل تيار اليمين القومى لديه مبادرة تحمل أيضا اسم أصدقاء إسرائيل.

وتتمتع مباردة أصدقاء إسرائيل المحافظين بنفوذ واسع النطاق فى بريطانيا، وبحسب تقرير لجريدة التليجراف فى عام 2012 فإنه لا يوجد لوبى يتمتع بنفس السلطة والنفوذ فى دوائر صناعة الحكم البريطانية كما هو الحال مع مباردة أصدقاء إسرائيل المحافظين. تنظم هذه المبادرة سنويا رحلات لأعضاء البرلمان البريطانى إلى إسرائيل، فى نفس الوقت يلعب رعاة هذه المبادرة دورا مهما فى تمويل رجال السياسة البريطانيين، نتيجة لذلك تبدى بريطانيا –عادة- تأييدا لإسرائيل.

ستيوارت بولاد مؤسس منظمة أصدقاء إسرائيل الأوروبيين شغل من قبل منصب مدير مبادرة أصدقاء إسرائيل المحافظين فى بريطانيا فى الفترة من 1989 إلى 2015، وتم اختياره ضمن أكثر الشخصيات اليمينية تأثيرا فى المملكة المتحدة من قبل جريدة الديلى تيلجراف فى عام 2007. كما تضم المنظمة السياسى الفنلندى هانو تاكولا الذى اعترف أن منظمة أصدقاء إسرائيل الأوروبيين تم بناؤها على غرار مبادرة أصدقاء إسرائيل المحافظين بهدف صنع كيان يتحرك على مستوى أوروبا بأكملها ويؤثر بشكل مباشر على البرلمان الأوروبى.

هناك أيضا منظمة داعمة لإسرائيل تم تأسيسها حديثا وتركز نشاطها على الاتحاد الأوروبى وهى مبادرة أصدقاء إسرائيل. ووفقا لبياناتها على موقعها على الإنترنت، فهى تعمل تحت رئاسة رئيس الوزراء الإسبانى السابق خوسيه ماريا أزنار، وترفع شعار «إسرائيل هى جزء لا يتجزأ من الغرب، نقف أو نسقط معا». تم إطلاق هذه المبادرة فى باريس 31 مايو 2010، أى فى نفس اليوم الذى شنت فيه إسرائيل هجوما فى المياه الدولية على سفينة مرمرة التركية التى كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 9 من النشطاء المدنيين.

هذه المنظمات الجديدة التى تم تأسيسها لدعم إسرائيل على نطاق القارة الأوروبية وتتحرك بقوة من أجل توسيع نطاق نفوذها على الاتحاد الأوروبى بدعم سياسيين وخلق شبكات علاقات، تعتمد فى تمويلها على مصادر إسرائيلية مباشرة.

وبحسب البحث فإن شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية كانت من ضمن الرعاة الرسميين للمبادرة والشركة هى أكبر مورد أسلحة للجيش الإسرائيلى، ووصلت أرباحها فى التسعة أشهر الأولى فى عام 2006 إلى 115 مليون دولار بزيادة تقدر بـ247% عن أرباحها عن نفس المدة فى عام 2005، وقد شهد صيف عام 2006 هجوم إسرائيل على لبنان، وقد سمح هذا الهجوم لإسرائيل أن تختبر لأول مرة استخدامها للطائرات بدون طيار، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الشركة الإسرائيلية واحدة من أكبر الشركات المنتجة للطائرات بدون طيار.

وتحرص منظمة أصدقاء إسرائيل الأوروبيين على إخفاء أى معلومات متعلقة بمصادر تمويلها أو بالمتبرعين لها.

المنظمة تنظم حفلا سنويا تدعو فيه كبار رجال الأعمال والسلطة والنفوذ من مختلف أنحاء العالم، وتضم قائمة المدعوين رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، والرئيس الإسرائيلى الأسبق شيمون بيرز.

وقد تحدث أحد أعضاء هذه المنظمة مع صناع هذا التقرير واشترط عدم الكشف عن هويته، حيث أشار إلى أن المنظمة تعتمد على المتبرعين سواء من أوروبا أو إسرائيل، أحد أكبر الداعمين لهذه المنظمة، بحسب هذا المصدر، قطب التعدين ألكسندر ماكوفيتش الذى يجمع بين الجنسية الإسرائيلية والكازاخستانية والذى تقدر ثروته بما يقرب من 172 مليار دولار وتربطه علاقات قوية بالعائلة الحاكمة فى كازاخستان.

وعلى الرغم من نفى المنظمة تلقيها أى دعم من قبل المنظمات الصهيونية الأمريكية، إلا أن وثائق الضرائب الخاصة بمنظمة منتدى الشرق الأدنى ومقرها نيويورك تضمنت إشارة لمنح المنظمة تبرعات بقيمة 33 ألف دولار.

ولا يقارن مستوى الدعم المالى الذى تحصل عليه منظمة أصدقاء إسرائيل الأوروبيين، بالدعم الذى تحصل عليه منظمة مثل لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية «إيباك»، والتى تعد واحدة من جماعات الضغط الأكثر نفوذا فى واشنطن. فى عام 2011، ذكرت إيباك أنها حصلت على 70 مليون دولار من خلال التبرعات والمنح.

أما فيما يتعلق بمبادرة أصدقاء إسرائيل فإن أكبر دليل على حجم تمويلها أنها دفعت ضرائب فى الفترة من 2010 إلى 2013 تصل إلى أكثر من 5 ملايين دولار.

2- لوبى بروكسل

لأكثر من عقد من الزمن تم تأسيس لوبى متعدد المنظمات الداعمة لإسرائيل فى بروكسل وهناك قائمة طويلة من المنظمات يأتى على رأسها معهد عبر الأطلنطى وهو الذراع الأوروبية للجنة اليهودية الأمريكية التى تعرف أيضا باسم عمدة المنظمات اليهودية الأمريكية.

تأسست اللجنة فى 1906 وهى من أقدم المنظمات اليهودية العاملة فى الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرها نفوذا وتأثيرا فى صناعة القرار الأمريكى، وتم افتتاح المعهد الأطلسى فى عام 2004 فى بروكسل على يد ديفيد هاريس مدير اللجنة اليهودية ــ الأمريكية وكان بمثابة نقطة الارتكاز التى انطلقت من خلالها العديد من المنظمات الداعمة لإسرائيل فى أوروبا، ويعمل هذا اللوبى بمنظماته المتعددة على التودد إلى الساسة الأوروبيين من أجل التعتيم على سياسة إسرائيل.

تضم قائمة منظمات اللوبى الإسرائيلى العديد من الكيانات ومنها مؤسسة حلفاء إسرائيل، وتأسست ضمن مبادرة عام 2004 من قبل بنيامين إيلون وهو عضو فى الكنيست وزعيم حزب موليديت اليمينى المتطرف، بهدف إقامة روابط مع المشرعين فى أجزاء مختلفة من العالم. يعيش إيلون فى بيت إيل، وهى مستوطنة إسرائيلية فى الضفة الغربية المحتلة، ونشط فى تعزيز حركة المستوطنين لبعض الوقت.

3- رابطة صحافة أوروبا وإسرائيل

وتعد إضافة حديثة إلى اللوبى الإسرائيلى فى بروكسل، تشكلت فى منتصف عام 2012 كنوع من منظمات استشارات العلاقات العامة التى تساعد الصحفيين فى الاتصال مع المتحدثين الرسميين للدولة الإسرائيلية.

4- المؤسسة الأوروبية للديمقراطية

هى منظمة مؤيدة لإسرائيل فى بروكسل تأسست فى نوفمبر 2005 وهى مؤسسة بحثية مرتبطة ارتباطا وثيقا مع شبكة الأطلنطى، وتضم مجموعة من الناشطين المحافظين الجدد الموالين بقوة لإسرائيل. تعلن هذه المؤسسة أنها تركز على رفع مستوى الوعى حول خطر الأيديولوجيات الإرهابية فى أوروبا، وفى الوقت نفسه تعزيز حقوق الإنسان العالمية والحرية الفردية وما تصفه بالإسلام الليبرالى.

ووفقا لموقع التحالف الأوروبى لإسرائيل، على الإنترنت، فهو تحالف المسيحية الصهيونية الساعى لإظهار المحبة المسيحية الحقيقية والتضامن تجاه دول إسرائيل، يرفض التحالف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويتبنى وجهة نظر مغلوطة ومتطرفة بادعاء أن الدولة الفلسطينية هى من تنتهك المطالبات القانونية المشروعة لدولة إسرائيل فيما يتعلق بالقدس والضفة الغربية، تأسس التحالف عام 2003 ويرأسه الصحفى الفنلندى توماس ساندل.

5- شبكة القيادة الأوروبية

تأسست فى عام 2007 من قبل الأمريكى لارى جيه هوشبرج والإسرائيلى رعنان إيليز، وتم تأسيسها لمواجهة الانتقادات واسعة النطاق لإسرائيل فى أوروبا منذ اندلاع الانتفاضة الثانية.

محطة أخبار اليهود واحد، والبرلمان اليهودى الأوروبى

تأسس هذان الكيانان عام 2011 على يد اثنين من المليارديرات الأوكرانيين المثيرين للجدل، ايجور كولومسكى وفاديم رابينوفيتش، وإلى أن تم إغلاق محطة أخبار اليهود واحد فى عام 2014، يمكن القول إنها كانت بمثابة ذراع إعلامية للوبى الإسرائيلى فى بروكسل.

احد أبرز العاملين فى هذه المحطة هو جويل روبنفيلد أحد كبار الداعمين لإسرائيل فى بلجكيا، وكان قد أسس فى عام 2003 مع الضابط السابق فى المخابرات الفرنسية كلود مونيك وآخرين مركزا بحثيا تحت اسم معهد أطلانتس وبحسب أوراق تسجيل المعهد لدى السلطات البلجيكية فالهدف الرئيسى منه هو الترويج للعلاقات القوية والضرورية بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والدفاع عن حقوق الإنسان.

كما تضم القائمة مركز الأمن والاستخبارات الاستراتيجية الأوروبية الذى يرأسه ضابط المخابرات الفرنسى كلود مونيك، وهو عبارة عن مؤسسة بحثية تستهدف فى المقام الأول خدمة المصالح الإسرائيلية والتأثير على صناع القرار فى الاتحاد الأوروبى على النحو الذى يخدم إسرائيل.

6- التمويل الأمريكى

أما عن الممولين الأمريكيين الرئيسيين للوبى الإسرائيلى فى الاتحاد الأوروبى، فعلى رأس القائمة الملياردير الأمريكى القادم من عالم الكازينوهات والذى يعد صديقا مقربا لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأحد ممولى حملاته الانتخابية « شيلدون أديلسون».

يملك أديلسون إمبراطورية إعلامية فى إسرائيل تقدم الدعم الكامل لنتنياهو. وبحسب مجلة فوربز الاقتصادية فإن ثروته تقدر بحوالى 27 مليار دولار ويطلق عليه الأب الروحى لتيار اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة الأمريكة حيث يقدم دعما ماليا هائلا للحزب الجمهورى الأمريكى. أديلسون عضو فى مجلس إدارة التحالف اليهودى الجمهورى ويحمل وجهات نظر متطرفة حيث دعا على سبيل المثال إلى تدمير إيران، وأنكر وجود دولة فلسطين والشعب الفلسطينى.

رجل الأعمال الراحل نيوتن بيكر وزوجته روتشيل، كانا قد أسسا مؤسستين من أجل تقديم الدعم لإسرائيل ونشر الأفكار المعادية للدين الإسلامى والمساهمة فى نشر فوبيا الإسلام فى الغرب. المؤسسة الأولى هى مؤسسة نيوتن وروتشيل بيكر، والمؤسسة الثانية هى صندوق نيوتن وروتشيل بيكر الخيرى، والمؤسستان تلعبان دورا كبيرا فى نشر فوبيا الإسلام فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذه المؤسسات قدمت أكثر من مليون دولار فى الفترة من 2001 إلى 2009 من أجل نشر الأفكار المعادية للإسلام، كما تحرص هذه المؤسسات على تقديم الدعم المادى للمنظمات الداعمة لإسرائيل على نحو يجعل منها ركيزة أساسية للوبى الإسرائيلى سواء فى أوروبا أو أمريكا.

روجر هيرتوج من أكبر رجال الأعمال الأمريكان المنتمى للحزب الجمهورى، والذى أصبح داعما وممولا رئيسيا للوبى اليهودى فى أمريكا وأوروبا، فى الفترة من 2009 إلى 2013 تبرعت مؤسسته بأكثر من مليون دولار للمنظمات الداعمة لإسرائيل.

7- لارى أى هوشبر

رجل أعمال ومساهم رئيسى فى العديد من المنظمات الداعمة لإسرائيل، وفى السنوات الأخيرة خاض حملة ضغط كبيرة من أجل منع أمريكا من توقيع الاتفاق النووى مع إيران، وفى عام 2010، شارك فى لجنة التخطيط لمؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التى تستهدف فى المقام الأول كما تعلن مجابهة الخطر الإيرانى. تولى رئاسة هذه اللجنة برنارد ماركوس التى تتولى عائلته رعاية عدد من المؤسسات الداعمة لإسرائيل بما فى ذلك صندوق دعم المستوطنات الإسرائيلية.

برنارد ماركوس المؤسس المشارك لمتاجر التجزئة الأمريكية هوم ديبوت، ملياردير جمهورى يقيم فى أتلانتا، ويشغل منصب مديرا لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. وقدم ماركوس لهذه المؤسسة تمويلات هائلة وصلت إلى ما يقرب من 11 مليون دولار فى الفترة من 2009 إلى 2013 . يعد من كبار ممولى الحزب الجمهورى واشتهر بانتقاداته الحادة للرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما حيث وصفه بعديم الخبرة قائلا إن الهواة يحتلون البيت الأبيض.

إيرفنيج موسكوفيتش الملياردير الأمريكى المقيم فى كاليفورنيا وأحد الداعمين لكل القضايا الإسرائيلية، صنع موسكوفيتش ثروته من شراء المستشفيات القديمة فى الولايات المتحدة الأمريكية ثم إعادة بيعها مرة أخرى. أنفق جزءا من ثروته من أجل مساعدة اليهود على شراء الأرض فى القدس وبناء المستوطنات فى الضفة الغربية وغزة. ويدير مع زوجته شيرنا مؤسسة من أجل تقديم الدعم المالى للمرشحين الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل. فى الفترة من 2009 إلى 2013، قدموا تبرعات وصلت إلى ما يقرب من 12 مليون دولار لجماعة الأصدقاء الأمريكان للمستوطنات الإسرائيلية وجماعات أخرى مشابهة.

وتقدم عائلة موسكوفيتش جائزة موسكوفيتش الصهيونية والتى حصل عليها 4 مستوطنين إسرائيليين.

ولا يتعلق الأمر برجال أعمال فقط، فهناك أيضا عدد من المنظمات الأمريكية التى تقدم الدعم للوبى اليهودى فى أوروبا، ومن ضمن هذه المنظمات أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلى، ومنتدى الشرق الأوسط.

8- صفقات الأسلحة

يحتل الاتحاد الأوروبى المرتبة الأولى دون منازع فى قائمة أكبر شريك اقتصادى للكيان الصهيونى، ويساهم اللوبى الإسرائيلى فى بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوروبى فى تدعيم هذه العلاقات الاقتصادية واسعة النطاق. أعطيت إسرائيل حوافز تجارية خاصة فى اتفاق 2000 بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل. بحسب سجلات الاتحاد الأوروبى فإن 33.9% من السلع المستوردة فى إسرائيل تأتى من الاتحاد الأوروبى، كما أن 27.6% من الصادرات الإسرائيلية تذهب إلى الاتحاد الأوروبى، ويبلغ حجم التجارة بين إسرائيل وأوروبا ما يعادل 30.9% من حجم الأنشطة التجارية فى إسرائيل.

وتحتل إسرائيل المرتبة الرابعة فى قائمة الدول المصدرة للأسلحة فى العالم، ولا تقتصر الصفقات التى تعقدها الشركات الإسرائيلية على الاتفاقيات الرسمية، فهناك أيضا صفقات سرية يتم عقدها فى مجال تصدير الأسلحة الإسرائيلية. وفقا لبيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية فإن نحو 75% من إنتاج الوزارة يتم تصديره.

وفقا لصحفية هاآرتس فإن هناك 6.8 ألف صفقة سلاح تعقدها إسرائيل، وبحسب الصحفى جوناثان كوك فإن أهمية تجارة السلاح بالنسبة لإسرائيل يمكن اكتشافها من خلال عملية حسابية بسيطة. فى العام الماضى حققت إسرائيل أرباحا من تجارة السلاح تعادل ألف دولار فى مقابل كل مواطن إسرائيلى، ما يفوق معدل الأرباح التى تحققها أمريكا إذا تم تقسيم هذه الأرباح على المواطنين.

وخلال السنوات القليلة الماضية نجحت إسرائيل فى صنع اسم لها ارتبط بصناعة معينة فى عالم الأسلحة، وتعد سوق الطائرات بدون طيار هى السوق الكبرى للأسلحة الإسرائيلية، فهناك إقبال عالمى على شراء الطائرات بدون طيار الإسرائيلية الصنع. تستخدم هذه الطائرات فى أغراض عسكرية وكذلك فى القيام بعمليات استخباراتية ومراقبة.

كشفت دراسة لعام 2013 نشرتها شركة الاستشارات التجارية فروست وسوليفان أن ما بين 2005 و2013، صدرت إسرائيل طائرات بدون طيار بقيمة 4.1 مليار يورو، ما يجعلها أكبر مصدر للطائرات بدون طيار فى العالم.