كيف تكون شخصية إجتماعية ؟
لا أحد يستمتع بحياته كالشخص الاجتماعي المنفتح، فاستعدادك لخوض المجهول والتعرف على ثقافات وعادات الآخرين يضعك في مغامرة جديدة كل يوم، لكن رغم متعة التجارب والمغامرات الجديدة، إلا أن أغلب الناس يحجمون عنها ويخافون من خوضها، خاصة هؤلاء من لا يتمتعون بثقة جيدة بالنفس، لكن المفاجأة هنا أن الشخص المنطلق لا يعني بالضرورة أنه يثق بنفسه! فالثقة بالنفس قد تكون ضرورية في بعض الحالات كرغبتك في أن تكون شخص ناجح أو جذاب مثلاً، لكن إذا أردت أن تستمتع بحياتك فكل ما عليك هو التدرب على بعض المهارات الاجتماعية حتى تتعلم كيف تختلط بالآخرين دون حرج وتُقبل على خوض أي تجربة جديدة تُعرض عليك.
ضع أهدافاً واضحة كما ذكرنا سابقاً إذا أردت أن تصبح شخص منطلق لا يخشى الاختلاط بالآخرين، فيجب أن تتدرب على ذلك، لهذا ضع لنفسك أهدافاً محددة وواضحة تريد بلوغها، لكن لا تجعل هدفك الأول إلقاء محاضرة أمام مجموعة كبيرة من الناس مثلاً! بل ضع أهدافاً بسيطة كإجراء محادثة مع أحد الغرباء، أو الابتسام بشكل أكثر لمن تلتقيهم فطريقك للعمل ..إلخ، فكلما كان الهدف أبسط كلما استطعت تحقيقه بسهولة وشعرت بإنجازك بشكل أسرع.
ابحث عن هواية مجنونة إذا كانت هوايتك جمع الطوابع أو الصور القديمة فلا بأس، لكنك ستحتاج لهواية أكثر انطلاقاً وحيوية من ذلك، حاول أن تجد هواية تزيد من اختلاطك ولقائك بأشخاص آخرين، كلعب الكرة أو السباحة أو السفر وتسلق الجبال ..إلخ، كلما زاد اختلاطك بالآخرين كلما كنت أكثر ثقة وفخراً بنفسك، وكلما كنت أقدر على تجربة أشياء جديدة والاستمتاع بها.
انضم لأحد النوادي الاجتماعية النوادي الاجتماعية من أفضل الأماكن لتعرف على أشخاص جدد، الفكرة هنا لا تكمن في التعرف على أي شخص جديد فقط، يُمكنك لقاء بعضهم في مكان عملك أو دراستك بالتأكيد، لكن نادراً ما ستجد بينهم من لديه نفس اهتماماتك وهوايتك، لهذا انضم لأي نادي يشجع هوايتك، كنوادي القراءة أو الرسم، أو حتى لعب الشطرنج! الأهم أن تجد بعض الأشخاص الذين يُشاركونك اهتماماتك، فوجود أشياء مشتركة بينكم ستساعدك على التعرف عليهم أسرع وإدارة المحادثات بينكم بشكل أكثر سلاسة.
اهتم بمظهرك قدر الإمكان استيقظ أبكر قليلاً من المعتاد واستغل هذا الوقت في الاهتمام والعناية بمظهرك، لا أحد يطلب منك أن ترتدي بذلة أو ملابس رسمية في كل مرة تخرج بها من المنزل، كل ما عليك هو تمشيط شعرك بعناية، والاهتمام بنظافة ملابسك وأسنانك، والاستحمام بشكل دوري ..إلخ من أساسيات النظافة، حتى يُرحب بك أي شخص مهما كان مظهره، فحتى لو ارتديت أفخر وأغلى الماركات العالمية وتركت شعرك أشعث وأظافرك غير مقلمة، أو لم تستطع توفيق الألوان وقطع الملابس مع بعضها ستصبح منبوذ ولن تستطيع الاختلاط مع أي شخص إلا إن كان لا يُلقي للنظافة بالاً.
واكب الأحداث الجارية أغلب المحادثات التي تدور في الأماكن العامة والنوادي وحتى بين زملائك في العمل تكون عما يجري حولك، فنادراً ما ستجد أحدهم يتحدث عن كيفية عمل المفاعل النووي مثلاً! لذلك إذا أردت الاندماج في أي محادثة والاختلاط مع أي مجموعة أقضي بعض الوقت للتعرف على أحدث الأخبار، كالقوانين الجديدة التي سنتها الحكومة، أو الفيلم الموجود حالياً بدور العرض، أو حتى أخر أخبار المشاهير وما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي، الأهم أن تبقى على اطلاع دائم كي لا تشعر وكأنك طالب فاشل يقف بين علماء ذرة عند أي محادثة!
لا تخف من المغامرة! في البداية قد تخشى التحدث مع أي شخص غريب خوفاً من أن تلقى رد فعل سيء يُحرجك، لكن كيف ستعرف إن كان هذا الشخص ودود ولطيف وعلى استعداد للتحدث معك أم لا دون أن تُبادره بالحديث أو على الأقل تُعطيه إشارة أنك شخص اجتماعي ! ما تخشاه اليوم سيصبح عادة من عاداتك الطبيعية غداً، لكن يجب أن تُدرب نفسك وتُجبرها على خوض ما تخشاه، إن كنت تخاف من الاختلاط فلا تتردد في الذهاب لحفلة لا تعرف فيها إلا عدد محدود من الناس، وحاول أن تندمج مع الحضور قدر استطاعتك، فغالباً ما يكون الأشخاص على استعداد للتعارف أثناء الحفلات الاجتماعية، أما إذا بادرك أحدهم برد فعل سيئ فلا تأخذه بمحمل شخصي، كل منا لديه مشاكله وهمومه التي تؤثر على مزاجه بالتأكيد.
في النهاية، حاول أن تستمتع بحياتك وتعش كل يوم وكل لحظة وتستجدي أقصى متعة ممكنة منها، وهذا لن يحدث إلا إن عرفت كيف تخرج من عزلتك وتختلط بمن حولك وتقدم على تجربة أشياء جديدة، كل شخص ممن حولك لديه مشاكله ونقاط ضعفه التي تؤثر بشكل كبير على ثقته بنفسه، لكن هناك من يبرع في إخفائها والتظاهر بمدى ثقته بنفسه وحبه للحياة وهناك من يستسلم لها ويقضي أيامه في الظل ينظر لها من بعيد دون أن يجرؤ على خوضها، في النهاية الخيار لك وحدك.