هولاند: اضطرابات الشرق الأوسط جعلت عملية السلام بحاجة لدفعة عالمية

عربي ودولي

الرئيس الفرنسي فرانسوا
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند-أرشيفية



 قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند يوم الجمعة إن التغيرات التي اجتاحت الشرق الأوسط تعني أن المساعي السابقة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تعد ذات مغزى وينبغي أن تعمل القوى الكبرى معا لإعادة الجانبين إلى مائدة المفاوضات.


وفي ظل تجمد مستمر منذ عامين لمساعي الوساطة الأمريكية للتوصل لاتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية وتركيز واشنطن على الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني تضغط فرنسا على لاعبين مهمين لعقد مؤتمر يهدف إلى كسر حالة اللامبالاة بالأزمة وخلق زخم دبلوماسي جديد.


وفي الوقت الذي يدعم فيه الفلسطينيون المبادرة قال مسؤولون إسرائيليون إنه محكوم عليها بالفشل وإن المفاوضات المباشرة وحدها هي التي يمكن أن تتمخض عن حل.


وقال أولوند للوفود في افتتاح المؤتمر بباريس "النقاش حول شروط السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ينبغي أن يضع في الحسبان المنطقة بأكملها."


وتابع "المخاطر والأولويات تغيرت. التغيرات تجعل إيجاد حل للصراع أكثر إلحاحا وهذا الاضطراب الإقليمي يولد التزامات جديدة أمام السلام."


وتنامى لدى فرنسا الشعور بالإحباط لعدم إحراز أي تقدم بشأن "حل الدولتين" منذ انهيار آخر جولة من محادثات السلام في أبريل نيسان 2014. وقالت إن السماح ببقاء الوضع الراهن أشبه "بانتظار انفجار برميل من البارود."


ويشارك في الاجتماع نحو 30 وزيرا ومنظمة ويضم دولا عربية وأوروبية إلى جانب أعضاء من مجلس الأمن الدولي.


ولم توجه الدعوة لإسرائيل ولا للفلسطينيين.


وهذا هو أول مؤتمر دولي بشأن القضية منذ مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة عام 2007. ولن يتطرق إلى أي خلافات جذرية بين الجانبين.


وسينصب تركيزه المبدئي على التأكيد على النصوص والقرارات الدولية القائمة والتي تهدف لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة جنبا إلى جنب مع إسرائيل وهو هدف يقول البعض إنه بدأ يصبح غير واقعي.
وسيحاول المؤتمر أيضا تشكيل مجموعات عمل تضم عدة دول ستجتمع في الشهور المقبلة للتعامل مع كل جوانب عملية السلام وتقديم حوافز اقتصادية وأمنية أو ضمانات لكلا الجانبين.


وفشلت محاولات سابقة لإقناع الجانبين بإبرام اتفاق. ويقول الفلسطينيون إن أنشطة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تقوض أي احتمال لقيام دولة تتوافر لها مقومات البقاء وتكون القدس الشرقية عاصمة لها.


وتطالب إسرائيل بتشديد الإجراءات الأمنية من جانب الفلسطينيين وكبح جماح النشطاء الذين يهاجمون المدنيين الإسرائيليين أو يهددون سلامتهم. كما تقول إن القدس هي عاصمتها التي لا يمكن تقسيمها.


وأبلغ دوري جولد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية الصحفيين يوم الخميس أن المبادرة ستفشل.


وكتب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في مقال صحفي قائلا إن الأسلوب القديم في المحادثات الثنائية فشل وإن الوقت حان للانتقال إلى "إطار متعدد الأطراف".


وقال أولوند "في نهاية المطاف سيكون اتخاذ خيار السلام الشجاع أمرا يخص الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم... مبادرتنا تهدف إلى ضمان أن يكون هذا السلام دائما وصامدا."