نكشف السر وراء زيارات الوفود العسكرية المكثفة لمصر خلال الشهر الماضي
زار مصر خلال الفترة الأخيرة عددًا من الوفود العسكرية بشكل مكثف وذلك لبحث سبُل التعاون معها مصر في مواجهة الخطر الأكبر الذي يواجه المنطقة وهو انتشار الجماعات المتطرفة، والتي لم تقتصر شرورها على دول المنطقة، بل امتدت لتصل إلى دول أروبا.
وأكد الخبراء على أن اختيار مصر دون باقي دول المنطقة، باعتبارها الدولة الوحيدة دون باقي دول المنطقة القادرة على مواجهة التطرف والتعاون معها ودعمها هو السبيل الوحيد للحفاظ على أمن تلك الدول واستقرارها كما ان هذه الزيارات تُعزز من مكانة مصر التي فقدتها خلال السنوات الخمسة الأخيرة وتأتي في صالحها في المقام الأول ، كما أن اختيار مصر دون غيرها ، دلالة على أن مصر بدأت تستعد ريادتها وقيادتها للمنطقة العربية مُجدداً.
في حين أن أغلب دول أروبا، بعد ما شاهدوا بأعينهم العمليات المتطرفة التي وقعت في عدة دول أوربية ، وكان آخرها بلجيكا وفرنسا، وجدوا أن رؤية مصر التي أعلنتها منذ سنوات تتحقق، في أن مخاطر الجماعات المتطرفة لن تقتصر على دول المنطقة، بل ستهدد العالم أجمع، فكان من الطبيعي، اختيارها دون باقي العواصم العربية ، للتباحث حول الأوضاع الراهنة في المنطقة ، وسبُل تعزيز التعاون لدرء خطر التطرف و هذه الزيارات بالتأكيد تصب في مصلحة مصر، وتعد دلالة قوية على أنها بدأت تستعيد بقوة مكانتها في المنطقة.
وفد عسكري أميريكي
حيث استضافت مصر خلال هذا الشهر وفود عسكرية من ستة دول مختلفة ،كان آخرها الثلاثاء الماضي، حيث استقبل وزير الدفاع المصري، وفد عسكري أميركي بقيادة مدير وكالة التعاون والدفاع الأمني الأميركي الفريق بحري "جوزيف ريكسي" ، وتناولت المباحثات دعم علاقات التعاون العسكري بين البلدين، خاصةً في مجال التدريبات العسكرية المشتركة والتسليح، إضافةً لبحث آخر تطورات الوضع في المنطقة هذه الزيارة ، زيارة مماثلة عسكرية أخرى من دول مختلفة ، فقد استقبلت القاهرة الثلاثاء الماضي .
وفد من جمهورية الصين
جاء ذلك بالتزامن مع زيارة الوفد الأميركي ، وفد من جمهورية الصين بقيادة قائد البحرية الصينية الأميرال "وو شينغ لي" على رأس وفدٍ عسكري، مقبلًا من الإمارات لبحث سبل دعم علاقات التعاون العسكري بين البلدين ، كما استقبلت القاهرة وزير الدفاع الإسباني "بيدرو مورينيس" الذي زارها على رأس وفدٍ عسكري كبير لبحث التعاون بين البلدين في المجالات العسكرية ، وعلى رأسها في مجال مكافحة التطرف.
وفد عسكري رفيع من دولة فرنسا
كما زار القاهرة ،وفد عسكري رفيع من دولة فرنسا ، يضم 53 عنصرًا من قيادات الجيش الفرنسي، تباحث مع نظيره المصري سبُل دعم علاقات التعاون العسكري بين البلدين في مجالي التدريب العسكري والتسليح والترتيبات الخاصة بصفقات حاملة طائرات المروحية " ميسترال" والطائرات القتالية رافال، وفي اليوم ذاته استقبلت القاهرة وفداً من البحرية اليونانية برئاسة قائد أسطول البحرية اليوناني الأدميرال "كونستانتينوس كارا جيورجيس" ، لبحث سبُل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين .
وفد عسكري روسي
وفي الأسبوع الأول من شهر مايو استقبلت القاهرة ، وفد عسكري روسي بقيادة الممثل الشخصي للرئيس بوتين لشئون لتعاون العسكري "ألكسندر فوين"، لبحث تعزيز التعاون العسكري بين البلدين فضلا عن التباحث حول مشروع الضبعة النووي.
الدول تدرك أهمية مصر الاستراتيجية
ويري اللواء أركان حرب " محمد عبد الله الشهاوى " الخبير العسكري والاستراتيجي ، وأستاذ العلوم العسكرية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الدول العربية تدرك أهمية مصر الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وأن استقرار مصر يعني استقرار المنطقة بأكملها، إلى جانب دور مصر ورؤيتها الصائبة في ضرورة مكافحة الفكر المتطرف واجتثاث الإرهاب من المنطقة خاصة في دول الحوار في ليبيا واليمن وسوريا وعدد من دول افريقيا .
ويضيف الشهاوي لـ"الفجر"، أن القوات المسلحة قطعت شوطا طويلا في تحديث تسليح الجيش المصري في الفترة الأخيرة رغم ما كانت البلاد تمر به من ظروف سياسية واقتصادية صعبة، ولكنها تغلبت على كل المعوقات واستطاعت أن تبرم أفضل وأنجح الصفقات العسكرية مع كبري الدول وترفع من تصنيفها العسكري على مستوي العالم ، كما حرصت أن تظل علاقتها العسكرية قوية ومتينة مع الدول الصديقة وأن تحقق قدرًا كبيرًا من التوازن في صفقاتها العسكرية .