"السيسي" والعالم في "سنة ثانية رئاسة".. زيارات تاريخية أعادت مصر إلى موقع الصدارة
رصيد من الجولات والزيارات للرئيس عبدالفتاح السيسي، كان بعضها مفاجئ لحل أزمات دول عربية ودعم مكافحتها للإرهاب، وأخرى لتحقيق مكاسب اقتصادية لمصر تدعم خريطة الاستثمارات، والبعض لإعادة الدور التاريخي والريادي والتمثيل المصري لدى دول كادت علاقتها بمصر أن تنقطع.
في إطار ذلك وتزامنًا مع اقتراب نهاية العام الثاني من فترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئاسة من 2014، رصدت "الفجر" أهم تلك الزيارات التي حققت لمصر عودتها إلى الريادة من جديد على مدار ذلك العام.
أول زيارة رئيس مصري للفاتيكان منذ 8 سنوات
تعد زيارة السيسي للفاتيكان أول زيارة للمقر البابوي لرئيس مصري منذ 8 سنوات والتي تمت في 24 من نوفمبر 2014، وفقاً للدعوة الموجهة إليه من قداسة البابا "فرانسيس"، وعقب مراسم الاستقبال الرسمي، عقد الرئيس جلسة مباحثات مغلقة مع البابا فرانسيس، ودعا قداسته إلى استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان عن طريق إعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك مع الأزهر الشريف للبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها .
كما التقى السيسي مع الكاردينال "بيترو بارولين" أمين سر الفاتيكان، والذي أشاد بالدستور المصري الجديد الذي تم إقراره في يناير 2014 وما تضمنه من ضمانات للحقوق والحريات، كما أعرب عن تقديره للإشارة إلى رحلة العائلة المقدسة في مصر في ديباجة الدستور الجديد وأشاد بوقوف مسيحيي مصر جنبا إلى جنب مع أشقائهم من المسلمين خلال ثورة الثلاثين من يونيه.
25 اتفاقية مع الصين
تعد زيارة الرئيس السيسي لدولة الصين أحد أهم الزيارات التي حققت مكاسب اقتصادية كبيرة لمصر، والتي تمت فى الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر 2014، في انفتاح جديد اتجهت من خلاله السياسة الخارجية المصرية صوب تلك الدولة ذات القوة الاقتصادية والعسكرية العملاقة، وأحد الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن.
استعادت هذه الزيارة دور مصر الإقليمي والدولي المؤثر، حيث ناقش السيسي عدد من القضايا الأساسية، أبرزها التصدي للإرهاب والتعاون الاقتصادي والعسكر، وذلك برفقة وفد يحمل خريطة الاستثمار المستهدفة فى مصر من خلال توقيع أكثر من 25 اتفاقية مع الجانب الصيني،
جاء في مقدمة الاتفاقيات تفعيل التعاون في قطاع الكهرباء والطاقة، لسد عجز الكهرباء، وقطاع النقل خاصة في مجال السكك الحديدية، إضافة الي العديد من المجالات الأخرى بما يسهم في تحقيق المنفعة المتبادلة وتنشيط الاتفاقات الموقعة بين البلدين.
واقع جديد مع السعودية
زار الرئيس عبد الفتاح السيسي المملكلة العربية السعودية، في الـ 10 من أغسطس 2014 وشملت الزيارة انعقاد مباحثات جرى خلالها بحث مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية وتناولت كافة الأوضاع الإقليمية، وفى مقدمتها تجفيف منابع الإرهاب ومنع انتشاره فى المنطقة حفاظا على الأمن القومى والوضع المتدهور فى قطاع غزة، وجهود ومبادرة مصر للتهدئة وحقن دماء الفلسطينيين ، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع فى العراق وسوريا وليبيا وتأثيرها على الأمن القومى العربي.
وفي مارس الماضي زار السيسي المملكة لمرة السابعة خلال 21 شهرًا من توليه الرئاسة، والتي كانت لحضور البيان الختامي لمناورات رعد الشمال، التي تم تنفيذها في منطقة حفر الباطن بالمنطقة الشمالية وشاركت فيها مصر إلى جانب عدة دول عربية.
كما كانت الزيارة هي الخامسة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال 14 شهرًا، منذ توليه حكم البلاد خلفًا لشقيقه الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
مقعد الاتحاد الإفريقي
زار السيسي إفريقيا وحضر القمة الأفريقية عقب استرداد مصر مقعدها بالاتحاد الأفريقي، وبدء مرحلة جديدة لرسم علاقات مغايرة مع القارة السمراء عقب فتور العلاقات مع الرئيس الأسبق حسني مبارك منذ محاولة اغتياله.
حيث شارك السيسي في اجتماعات الدورة الرابعة والعشرين بأديس أبابا والتي انعقدت يومي 30 و31 يناير 2015، وذلك بحضور رؤساء دول وحكومات 54 دولة إفريقية تحت شعار "عام 2015 .. عام تمكين المرأة والنهوض بها نحو أجندة 2063 ".
خلال الاجتماعات التحضيرية لوزراء خارجية الدول الافريقية، تم اعتماد بند لدعم ترشيح مصر لمقعد العضو غير الدائم بمجلس الأمن الدولى، وطلبت مصر، من المجلس التنفيذى لوزراء الخارجية الأفارقة، استضافة وكالة الفضاء الإفريقية، والتى سيتم الإستفادة منها فى مجالات متعددة أهمها الزراعة والإتصالات وتغير المناخ .
روسيا وزيارة ترسم شرق أوسط جديد
وصف البعض زيارة السيسي لروسيا بأنها رسمت شرق أوسط جديد والتي تمت في الفترة من ( 12-13 أغسطس 2014 ) عقد خلالها مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استهدفت تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات.
وقد لاقى الرئيس السيسي استقبالاً حافلاً عند وصوله حيث دخلت الطائرة الرئاسية المصرية المجال الجوي الروسي يُرافقها سرب من المقاتلات الروسية، مصطحبة إياها حتى هبوطها في مطار مدينة سوتشي، حيث كان سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية في استقبال الرئيس.
وفي أغسطس الماضي، تكررت زيارة الرئيس السيسي إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية استغرقت 3 أيام، حيث استقبله حرس شرف الرئيس بمطار كنوكوفا، وجرت مراسم الاستقبال الرسمية.
تباحث الرئيسان بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، ومناقشة أفضل المناطق المطروحة لإقامتها، وجرى الاتفاق على إرسال وفد روسي إلى مصر لبحث أفضل سبل تنفيذ هذا المشروع الذي سيكون له العديد من الانعكاسات الإيجابية التي ستساهم في المزيد من دفع العلاقات قدمًا بين البلدين.
وتوافقت رؤى الرئيسين على مواصلة التشاور والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومن بينها إنتاج الكهرباء.
وأكد الزعيمان التزامهما بدعم التعاون العسكري بين البلدين على كافة الأصعدة بما يحقق أعظم استفادة ممكنة للطرفين، كما أشادا بالتعاون العسكري الثنائي في مجال التدريب والمناورات المشتركة بين القوات المسلحة للبلدين
دول آسيا
وأجرى السيسي جولة آسيوية هامة بدأها في 26 فبراير 2016، وشملت دول كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية، حيث شملت زياراته لكازخستان مناقشة مجال التعاون في مجالات التجارة والقطاعات الاقتصادية والزراعية والصيدلانية، وكذلك فى مجال البنية التحتية وقطاع النقل والخدمات اللوجستية والتعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب.
زيارة تاريخية لليابان
كانت طوكيو هي المحطة الثانية للسيسي لتعزيز الحوار الاستراتيجي السياسي بين مصر واليابان وتقوية مجالات التعاون الاقتصادي المختلفة، و الطاقة الجديدة والمتجددة والبترول والغاز وإدخال التكنولوجيا اليابانية في مجال إنتاج وصناعة الحديد خاصة المستخدم في صناعة السيارات، وعرض عدد من المشروعات الكبرى على الجانب الياباني ومنها مشروع العاصمة الإدارية والمناطق التكنولوجية وبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المشتركة بين البلدين.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابًا تاريخيًا أمام البرلمان الياباني، عبر خلاله عن كثير من طموحات الشعب المصري، ووجه أيضًا عددًا من رسائل للعالم أجمع، حول عدة قضايا رئيسية منها مواجهة التطرف والإرهاب، وكيفية دعم التنمية المستدامة.