الجارديان: المجلس الثوري السوري فشل في قيادة المعارضة المسلحة لإسقاط الأسد

عربي ودولي


ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أمس السبت، أن بعض جماعات الثوار السوريين اتهمت المجلس العسكري الثوري الأعلى بـ الاقتتال الداخلي و المحاباة لبعض الوحدات القتالية عن الأخرى، فضلاً عن فشله في قيادة المعارضة المسلحة لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.


وتابعت الصحيفة، منوهة إلى أن ذلك الفشل ظهر جلياً في أعقاب ظهور فيديو يصور إحدى وحدات المعارضة المسلحة تقوم بإعدام عدد من جنود الجيش النظامي المقبوض عليهم.


واستهلت الصحيفة البريطانية تقريرها الذي أوردته على موقعها الإلكتروني، بالإشارة إلى أن المجلس العسكري الثوري في سوريا تكون من ضباط كبار انشقوا عن الجيش النظامي السوري وكانوا يقيمون حتي وقت قريب في إحدى مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود مع تركيا، مع تمتعهم بالحصول على الأسلحة اللازمة للقتال من

قطر والمساعدات المالية من الدول العربية المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.


وأشارت الصحيفة، إلى أن وحدات المعارضة المسلحة حول منطقة حلب النائية اتهمت المجلس العسكري -الذي يدعمه الغرب- بفشله في تكوين جيش معارضة منظم ومتناسق، ولو بشكل جزئي؛ بسبب سابق رفضه التعاون مع المجموعات الإسلامية المسلحة.


ونوهت الصحيفة، إلى أن تلك المجموعات اتهمت أيضاً المجلس العسكري الثوري بالمحاباة تجاه بعض الوحدات القتالية، الأمر الذي يعني أن الميليشيات الأخرى لا ترغب في العمل وفقاً لنظام محدد، أو أن تكون مسؤولة عن المهام القتالية على الأرض، لافتة إلى أن المشاهد البشعة لإعدام بعض جنود الجيش النظامي بعد إلقاء القبض عليهم، أثارت مشاعر الغضب لدى جماعات الثوار في شمال سوريا.


كما نقلت الصحيفة تصريحاً للشيخ عمر عثمان وهو أحد أفراد الجماعة الإسلامية المسلحة لواء التوحيد في حلب علينا أن نبرهن للجميع أننا مختلفون عن الجيش النظامي السوري، فلا يستدعي الأمر بالضرورة أن نحاكي نماذج القتل والتعذيب التي يقوم بها أفراده تجاه الشعب السوري .


ولفتت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الجماعات الإسلامية السورية لطالما كانت في الصفوف الأمامية للقتال في مدينة حلب خلال الأشهر الثلاث الماضية، بيد أنها غير قادرة على أن ترتقي في العدد والعتاد إلى الجماعات الجهادية المسلحة الأفضل عدداً وعتادا ، والتي يتزايد دورها المركزي يوما عن يوم في الحرب لبسط السيطرة على الشمال السوري.


وذكرت الصحيفة، أن الجماعات الإسلامية في حلب تستهدف فقط إسقاط نظام الرئيس السوري- بشار الأسد، في الوقت الذي يستنكر الكثير من زعمائها وشيوخها أيدولوجية الجهاديين في التعامل مع الحرب الدائرة في سوريا، وكأنها فترة مهمة من الحرب الطائفية العالمية.


وأشارت الصحيفة، إلى استنكار القادة الثوريين الإسلاميين وغير الإسلاميين اجبارهم على قبول العون الذي تقدمه لهم إحدى الفصائل الجهادية المسلحة المسماة بـ جبهة النصرة والجماعات المقاتلة من خارج سوريا المسماة بـ كتائب المهاجرين ، حيث لا توجد مساعدات أخرى أمامهم غير تلك التي تقدمها هذه الجماعات.


واختتمت الصحيفة، التقرير بالقول إن مدينة حلب تأوي داخلها الكثير من الجماعات المقاتلة من الخارج والتي تحذو حذو تنظيم القاعدة، تتخذ المدينة مسرحاً لإقامة المعسكرات التدريبية وتشكيل المجموعات القيادية، ومن ثم الانضمام إلى الصفوف الأمامية في القتال، مشيرة إلى أن تزايد حصول تلك الجماعات على مناصب قتالية بارزة في الوحدات القتالية غير الجهادية، والتي تدعي تناقصاً مستمرا في العتاد والذخائر.