"الفجر" من محطة كهرباء بني سويف: لحظات تاريخية لإنجاز أكبر مشروع للسيسي في العالم (فيديو وصور)

محافظات

محطة كهرباء بني سويف
محطة كهرباء بني سويف


"يا حلاوة الإيد الشغالة.. ورونا الهمة يا رجالة.. المكن الداير من شوقه.. بيقول يا ولاد أحلى قواله".. كلمات أغنية للفنانة الراحلة شريفة فاضل، تجسد حال عمال محطة الكهرباء العملاقة بمنطقة "غياضة الشرقية" التابعة لمركز ببا، جنوب محافظة بني سويف.


كاميرا "الفجر" انتقلت لموقع العمل الذي يضم 4800 من مهندسين وفنيين وإداريين وعمال، يرفعون سواعدهم تحت حرارة شمس الصيف المحرقة، لتسطير تاريخ جديد للشعب المصري، الذي عُرف على مدار تاريخه بـ"الهمة" منذ بناة الأهرام مرورًا بحفر قناة السويس وبناء السد العالي.

محمد حسن وسمير جاد الله، عاملان بالمحطة، قالا: "نعمل هنا منذ 3 شهور، ومواعيد عملنا من السابعة صباحًا إلى السابعة مساءً، وهناك وسيلة مواصلات تنقلنا إلى مدينة بني سويف، واستطعنا خلال الشهور الثلاث من إنجاز 25% من العمل المكلفين به".


وأضاف العاملان: "الشغل هنا كتير، إحنا مش عارفين الشباب اللي بتقول مفيش شغل، قاعدين ليه في البيوت، تعالوا اشتغلوا في المحطة.. اليوميات هنا كويسة، وبناخد بدل للإجازات، بس الأهم من كل ده إني حاسس أننا بنعمل حاجة للبلد، إحنا بنعمل إنجاز وأنا فخور بعملي في المحطة".

وقال أحمد يونس وعلى محمود، فنيان لحام، إن "العمل داخل المحطة أفضل كثيرًا من العمل في ورش اللحام الخاصة، يوميات عمال اللحام تبدأ من 90 جنيهًا يوميًا، وهناك يوم إجازة في الأسبوع"، متابعين: "فخورون بعملنا في محطة الكهرباء، وإحنا مستعدين نعمل 24 ساعة عشان المشروع يكمل، ونفسنا نشتغل في المحطة بعد ما تعمل لأننا من قمنا ببناءها".

وأكد "كيم راج"، مهندس تركيبات هندي الجنسية، أنه فخور بالعمل في أكبر محطة كهرباء في العالم، مشيرًا إلى أن عمله في المحطة سيزيد من خبراته، وسيكون أساسيًا في السيرة الذاتية التي سيتقدم بها للعمل في كبرى شركات أوروبا فيما بعد.

وقال سيد حجاج، مهندس تركيبات، "سأحكي لأحفادي عن الإنجاز"، فيما أكد أحد مهندسي تركيبات التوربيني الجديد، "من حسن حظي إني أشارك في هذا المشروع العملاق، سأكون فخورًا عندما أحكي لأحفادي أنني شاركت في إنشاء محطة كهرباء غياضة"، مضيفًا: "العمل هنا مستمر على أكمل وجه، وإن شاء الله ستسلم المرحلة الأولى في شهر أكتوبر القادم، وسينتهي العمل في المحطة مع نهاية العام 2018".

فيما أكد ويلي مايكسنر، المدير التنفيذي لقطاع الغاز العالمي بـ"سيمنز"، أن من حق كل مصري أن يشعر بالفخر لامتلاكه أكبر محطة في العالم، وأول محطة بنظام (H- class) بالشرق الأوسط، مضيفًا: "المحطة هي أحدث تكنولوجيا في إنتاج التوربينات التي تتميز بقلة الوقود المستعمل والانبعاثات الناتجة، وسهولة دخولها على الشبكة القومية"، مشيرًا إلى أن إنجاز العمل بهذه المحطة لم يحدث في تاريخ سيمنز، بعد أن وصلت عدد ساعات العمل لأرقام قياسية، لإنجاز المشروع قبل موعده.

وأعلن ماكسلن إيجر، رئيس شركة سيمنز بمصر، أن محطة كهرباء بني سويف ستكون أكبر محطة بالعالم بالتعاون مع شركة السويدي، مؤكدًا أن هذه المحطة دليل عملي على تطبيق شعار سيمنز (ingenuity for life ) "الإبداع من أجل الحياة"، مشددًا على استمرار الشركة في دعم مصر في تحقيق أهدافها للتوسع في توليد الطاقة لتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء.

من جانبه، أكد شريف حبيب، محافظ بني سويف، أن مشروع الكهرباء العملاقة إنجاز جديد للرئيس عبدالفتاح السيسي، سيزيد من رصيد إنجازات المشروعات القومية، مثل قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق ومشروع الـ1.5 مليون فدان، وغيرها من المشروعات الأخرى.

وأضاف "حبيب"، أن المحطة تمثل إحدى النتائج الإيجابية للاتفاقيات التي تم توقيعها في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في مارس العام الماضي، مؤكدًا أن "ما تم إنجازه بإضافة 6900 ميجا وات خلال سنة، وتحديد جدول زمني لا يتعدى عامين ونصف لإنشاء أكبر محطة لتوليد الكهرباء في العالم، والتي كانت من الطبيعي أن يستغرق إنجازها 5 سنوات، ووصل معدل الإنجاز فيها إلى 34.6%، هو أمر غير مسبوق".

وأعرب المحافظ عن سعادته بالمشروع الذي يمثل أكبر مجمع لإنتاج الكهرباء في العالم، قائلًا إنه يعد حدثًا فريدًا وعالميًا يعمل على إحداث نقلة نوعية في قطاع الكهرباء، ضمن المشروعات الجاري تنفيذها لتدعيم الشبكة القومية لمجابهة الزيادة المطردة في الأحمال.


وأشار إلى أن هذه المحطة ستساهم في تلبية 20% من اجمالي استهلاك الكهرباء على مستوى الجمهورية، وتمثل 50% من الإضافة إلى الطاقة المولدة والتي تعمل بنظام الدورة المركبة، ويجري تنفيذها ضمن 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء في كل من بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة.

يذكر أن المشروع يشرف على تنفيذه تحالف شركتي "سيمنز" الألمانية والسويدي إليكتريك المصرية بإجمالي قدرة كهربائية 4800 ميجا وات، على مساحة 500 ألف متر مربع، ويقوم على تنفيذ المشروع، العديد من شركات المقاولات المحلية، ويعمل به 4800 فردًا من العمالة المصرية من مهندسين وفنيين وإداريين وعمال.