أحمد حسن راؤول يكتب : هفتح دماغك || حبيبتي من تونس .. ولكن

مقالات الرأي



رزقني الله ببعض المال , فقررت ان أقوم بجولة في جميع بلدان الوطن العربي وخصوصا بعد أن تم إلغاء التاشيرة للمواطن العربي في حين دخوله اي بلد عربية .

خرجت من مصر إلى المغرب العربي وليبيا الشقيقة الغالية ورأيت حبهم الشديد للمصريين على خلاف ما كان يذاع في إعلام الفساد الذي أحدث حربا اعلامية بين شعب مصر والجزائر الشقيقين , وتذكرت عندما كنت أشجع منتخب المغرب في كأس العالم بكل حماس كأنني مغربي من أبناء حي ( الرياض ) بالرباط , واحتفلت بعيد الثورة التونسية العظيمة مع شعبها كواحد منهم ورفعنا علم مصر وتونس سويا وتوحدنا على أنغام أغنية ( تعرف تتكلم بلدي) للفنانة التونسية لطيفة .

ثم ذهبت إلى الخليج العربي وزرت الحرمين الشريفين وأخذت جولة سريعة في دول الخليج إلى ان دعاني أصدقائي الثائرون في اليمن لزيارتهم وقمنا بعدة جلسات نحكي فيها ذكريات الثورة وسقوط حكم العسكر في مصر وإعدام مبارك وعائلته .

ومن الجنوب اتجهت إلى الشام في أقصى شمال الوطن العربي فرأيت عظمة شعب سوريا الأبي وزرت مقابر الشهداء وبكيت لما رأيته فيها من قتل ودمار من الطاغية بشار الأسد وعند وداعي لهم وعدتهم بأن أعود مع الجيش العربي الحر .

وفي بيروت استقبلني شعبها بأقصى أشكال الترحاب المعتاد بين مصر ولبنان وحضرت حفلا هائلا تقيمه ( الست فيروز ) وتفاعلت مع جملة ( الغضب الساطع آت ) واحسست برعشة كل من حولي .. وبعد الحفل رحلت .

فاتجهت إلى العراق العزيزة وزرت بغداد , ورأيت ( نهر دجلة ) يشطرعاصمة الخلافة الإسلامية للدولة العباسية إلى نصفين وتذكرت بغداد القديمة وعظمتها , فبكيت على حالهم الآن ولكني وجدت بهم إصرارا سيبني العراق من جديد .

و أردت أن تكون آخر بلد أقوم بزيارتها هي فلسطين العربية , فكان حلمي منذ الصغر – مثل كل عربي – أن أصلي بالمسجد الأقصى أولى القبلتين , واثناء سجودي به قامت قوات الإحتلال بإقتحامه وقتل كثير من المصلين وتم أسري وتبديلي بسجين اسرائيلي في مصر .

وأثناء طريقي للعودة إلى مصر أخذت أشاهد صوري في جميع بلدان الوطن العربي بجانب الآثار والمساجد والكنائس العربية والشوارع والأماكن السياحية والبحار وجلست أتذكر أفضل رحلة قمت بها في حياتي ...

حتى استيقظت ...

فظننت ان الحلم تحقق فذهبت مسرعا وحجزت تذكرتي إلى تونس لأزور خطيبتي التونسية فمنعوني من الدخول لأنني لا أمتلك تأشيرة الدخول , وتم ترحيلي إلى مصر مثلما تم ترحيلي من فلسطين كأسير عربي ...

فأرسلت رسالة إلى خطيبتي ..

هل سيأتي اليوم الذي سأزورك فيه دون حاجتي إلى الحصول على تأشيرة أو إذن لدخول لبلد في وطني العربي ؟!!