ميركل وهولاند يلتقيان لإحياء الذكرى المئوية لمعركة فيردون
التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الأحد في موقع إحدى المعارك الأكثر دموية في الحرب العالمية الأولى ، وذلك لإحياء ذكرى مرور مئة عام على المعركة التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص .
استمرت معركة فيردون أكثر من تسعة شهور ، وكانت المواجهة بين الجنود الألمان والفرنسيين في منطقة صغيرة شمال شرقي فرنسا لا تزال تظهر فيها أثار المعركة.
ويقول مؤرخون فرنسيون إن رفات آلاف الجنود لا تزال متناثرة في أنحاء أرض المعركة التي مر عليها مئة عام، وأسفرت المعركة عن مقتل 300 ألف جندي من الجانبين وإصابة نحو 400 ألف آخرين.
وفي مشهد تمثيلي للقتال، تظاهر نحو أربعة آلاف شاب فرنسي وألماني بأنهم يشتبكون بالسلاح في إطار إحياء ذكرى تلك المعركة.
واصطف الشباب أمام بعضهم وانخرطوا في اشتباك وهمي، وجرى ذلك الاستعراض أمام الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية وصفق أولاند وميركل عقب انتهاء ذلك الاستعراض.
وقالت ميركل اليوم الأحد إن فيردون هي رمز "لوحشية وعبثية الحرب التي لا تصدق ، وللدروس المستفادة وأيضا للمصالحة الفرنسية الألمانية".
أما هولاند ، فقال إن الموقع يعرض في آن واحد "أسوأ شيء ،حيث كانت أوروبا تضيع قبل 100 عام، وأفضل شيء ،حيث يمكن الاستثمار في المدينة والاتحاد من أجل السلام والصداقة بين فرنسا وألمانيا".
وفي مراسم موسعة ، كرمت ميركل وأولاند الضحايا وأطلقا إيماءة للتعاون الألماني الفرنسي المستمر بعد انتهاء حروب القرن العشرين، ويعد البلدان من القوة التي تدفع من أجل اندماج أوروبي أكبر.
وزار هولاند وميركل مقبرة للجنود الألمان في المدينة . كما رافقهما طفلان من كل من البلدين خلال وضع إكليل الزهور على المقبرة تحت سماء ممطرة مليئة بالغيوم . ثم زارا نصب فيردون التذكاري الذي تم تجديده مؤخرا في قرية فلوري ديفانت دومون.
ومن بين العناصر الرئيسية في مراسم إحياء الذكرى إشراك الشباب ، وذلك للتوعية التاريخية بالمعركة التي لم يعد أي ممن قاتلوا فيها على قيد الحياة .
وقال الألماني فولكر شوليندورف ،منظم المراسم التي يشارك فيها أربعة آلاف شاب، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن تذكر معركة فيردون هو مسؤولية الأجيال الجديدة.