الشيخ الباقوري.. ابن الإخوان الذي نجاه "عبدالناصر" من جحيم السمع والطاعة (بروفايل)

تقارير وحوارات

الشيخ الباقوري وجمال
الشيخ الباقوري وجمال عبدالناصر - أرشيفية

عالما كبيرًا لديه الكثير من الصولات والجولات في العديد من العلوم، كان عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، بل كان قياديا بارزا فيها، ولديه الكثير والكثير أيضا في الجانب السياسي، قيل عنه إنه حفظ الْمُعلَّقات العشر قبل أن يبلغ السابعة عشرة من عمره, وكان شاعرًا مُجيدًا، إنه الشيخ أحمد حسن الباقوري  

مولده ونشأته
ولد الشيخ أحمد حسن الباقوري في مثل هذا اليوم الموافق 26 مايو 1907من مواليد قرية باقور التابعة لمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط ،التحق بكتاب القرية، وبعد إتمامه حفظ القرآن التحق بمعهد أسيوط الديني عام 1922،وحصل منه علي الشهادة الثانوية عام1928، ثم التحق بالقسم العالي، انتقل إلى القاهرة عام 1929م ، وحصل منه علي شهادة العالمية عام1932، ثم حصل علي شهادة التخصص في البلاغة والأدب عن رسالته "أثر القرآن في اللغة العربية" سنة1935 .

الباقوري والحياة السياسية

شارك الشيخ الباقوري في الحياة السياسية، ففي 8 نوفمبر 1934م قرر قسم من طلبة الأزهر الإضراب عشرة أيام ثم تابعه جميع طلاب الأزهر، واستمروا في المظاهرات رغم فصله لزعماء الطلاب فصلاً نهائيًا كان منهم الشيخ أحمد حسن الباقوري، وانقلبت على الشيخ الظواهري شيخ الأزهر الذي خرج الطلاب ينددون بسياسته، وكل القوى الشعبية والحزبية حتى اضطر الملك إلى قبول استقالته في 27 أبريل 1935م، وعاد المراغي شيخًا للأزهر للمرة الثانية، فأعاد على الفور المفصولين والمنقولين وغير ذلك من الإجراءات الجزئية.

وانتصرت ثورة الأزهر التي لمع فيها اسم الباقوري حينها ، ودعاه الشيخ وقدم له هدية "مصحفًا ومسدسًا" تقديرًا منه لجهوده في إعادته للأزهر، حتى أصبح لديه مكانة رفيعة فيه.

وفي الانتخابات التي جرت بعد سقوط وزارة إبراهيم عبد الهادي وحزب السعديين، رشح الشيخ الباقوري نفسه في دائرة الخليفة بالقلعة، لكن لم يحالفه النجاح في النهاية. 

وقبل سنوات من ثورة يوليو اعتقلته حكومة الوفد لأنه حرض طلبة الأزهر على الإضراب والسير في مظاهرة إلى عابدين لتأييد الملك فاروق في عيد ميلاده.
دوره في التقريب بين المذاهب
كان للشيخ الباقوري العديد من الجهود الخاصة في  التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وكان من العاملين لذلك بجدية كبيرة خالصة، حيث دعا إلى نشر كتب الشيعة للوقوف عليها بغية إزالة الخلاف بينهم وبين أهل السنة.

علاقته بالإخوان المسلمين
وكان الشيخ الباقوري قد انضم إلى حركة الإخوان المسلمين وهو طالب في الأزهر وكان أحد قيادات الإخوان وكان عضو مكتب الإرشاد وكان أحد المرشحين بقوة لخلافة حسن البنا، وهو الذي وضع نشيد الإخوان الرئيسي الذي كان الإخوان يرددونه، "يا رسول الله هل يرضيك أن" بعد أن كلفه الإمام حسن البنا بوضعه .

وبعد ثورة 23 يوليو 1952، طلب جمال عبدالناصر ورجال الثورة أن يرشحوا لهم أسماء من الإخوان في الوزارة، فرشَّح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة، ولكن جمال عبد الناصر ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدى الشعب المصري، من أمثال الشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ محمد الغزالي؛ ولذا رفضوا ترشيح المرشد أو مكتب الإرشاد، وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل على الشيخ الباقوري.

وتحول الباقوري من عضو بالجماعة إلى عدو، لمجرد أنه وافق على قبول كرسي و زارة الأوقاف في ظل ثورة يوليو، مخالفا لرأي المرشد، الذي أ ارد أن يضغط علي مجلس قيادة الثورة للحصول على امتيا ازت أكبر وأهم من العرض الذي قدمه عبدالناصر وهو ثلاثة مقاعد للإخوان في الحكومة.

 فوجئ الباقوري بالمرشد الهضيبي  يطلب منه الاستقالة من الحكومة فورًا في لقاء عاصف جمع بينهما، حيث يحكي عنه الباقوري: استقبلني المرشد في فتور شديد وبوجه عابس لم أعهده من قبل

وفاته
توفي الشيخ أحمد حسن الباقوري بعد هذه الحياة الحافلة في 27  أغسطس من عام  1985.