خادم الحرمين الشريفين: العلم والعلماء أساس التطور والرقي في المملكة
وجَّه خادم الحرمين
الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- كلمته مساء اليوم خلال رعايته
الكريمة لاحتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها وذلك
بمقر الجامعة في جدة، حيث قال:
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله
أصحاب السمو والفضيلة
والمعالي
الإخوة والأخوات
الحضور
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته:
يسعدني أن أكون
معكم هذا اليوم في احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها،
هذه الجامعة التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد -رحمه الله-، وهي التي أسهمت مع بقية الجامعات
في بلادنا بدفع عجلة التنمية والنهوض بالمجتمع إلى آفاق أوسع وأرحب من التطور والرقي.
أيها الإخوة والأخوات:
إن بلادكم ولله
الحمد قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الأساس اهتمت بالعلم
والعلماء إيماناً منها بأن هذا هو أساس التطور والرقي والسبيل إلى الوصول إلى مصاف
الدول المتقدمة، وهذا الأمر هو محل اهتمامنا وحرصنا شخصياً، ونتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا
في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية
المتخصصة، بما يتواكب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلنا عنها مؤخرًا.
أيها الإخوة والأخوات
في الختام أشكر
منسوبي الجامعة كافة على الجهود المبذولة في تحقيق رسالتها المنشودة، متمنياً للجميع
دوام التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
وكان لدى وصول
خادم الحرمين الشريفين مركز الملك فيصل للمؤتمرات بمقر الجامعة يرافقه الأمير سلطان
بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والأمير أحمد بن
فهد بن سلمان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقباله -رعاه
الله- الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير
مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، ووزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ومدير جامعة
الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور عبدالرحمن اليوبي ووكلاء الجامعة.
ثم عزف السلام
الملكي.
بعد ذلك تجوَّل
خادم الحرمين الشريفين في المعرض المعد بهذه المناسبة، حيث اطلع -حفظه الله- على صور
تاريخية وحديثة تحكي مسيرة الجامعة منذ بداية تأسيسها حتى الآن ومشروعاتها المستقبلية،
عقب ذلك التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين ومدير ووكلاء الجامعة.
وبعد أن أخذ خادم
الحرمين الشريفين -رعاه الله- مكانه في القاعة الرئيسة، بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه
المناسبة بآيات من الذكر الحكيم.
بعد ذلك ألقى مدير
جامعة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور عبدالرحمن اليوبي كلمة رحب في مستهلها بخادم
الحرمين الشريفين والحضور، وقال: "إن تفضلكم يا خادم الحرمين الشريفين بتشريفكم
هذه المناسبة الغالية لهو استمرار لاهتمامكم بالعلم والعلماء، فمرحبًا بكم خادم الحرمين
الشريفين وبصبحكم الكرام في رحاب هذا الصرح العلمي الذي يكفيه فخرًا أنَّه يحمل اسم
الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-".
وأضاف: "إنَّ
الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجامعة خلال الخمسين عامًا من عمرها لم تكن لتتأتي
لولا فضل الله تعالى، ثم الدعم غير المحدود الذي حظيت به من لدن قادة هذه البلاد المباركة
خلال تلك السنوات، مؤكدين هنا جميعًا عمق الولاء لهذه البلاد الطاهرة، والسير على المنهج
الذي وضعته قيادتنا الرشيدة، لمواصلة هذه المسيرة المباركة للجامعة".
وعبَّر عن شكره
وتقديره للهيئة التأسيسية لمشروع الجامعة، التي تشرفت برئاسة حكيمة من جلالة الملك
فيصل -رحمه الله- وعضوية أبناء كرام أوفياء من أبناء هذا الشعب الأبي، الذي حملوا مسؤولية
تأسيسها بالجهد والمال والفكر، حتى تكللت الجهود بالنجاح والتوفيق، فتحولت الفكرة إلى
حقيقة، وصار الحلم واقعًا.
واستعرض الدكتور
اليوبي المراحل التطويرية التي مرت بها الجامعة، مشيرًا إلى أنَّ الجامعة بدأت بكلية
واحدة وبأقل من مائة طالب وطالبة، وأصبحت اليوم تضم ما يزيد عن ثلاثين كلية وأكثر من
مائة ألف طالب وطالبة، وأكثر من مائة قسم علمي في مختلف التخصصات الصحية والهندسية
والحاسوبية والعلمية والإدارية والإنسانية، كما تضم أكثر من ثمانية آلاف عضو هيئة تدريس
غالبيتهم من السعوديين ولله الحمد، إضافة إلى العديد من المعاهد والمراكز البحثية المتميزة.
وبيّن أنَّ الجامعة
حققت تطورًا ملحوظًا في المجالات كافة، حتى أصبحت من أوائل الجامعات جودة في التعليم
والبحث العلمي، وانتشرت فروع جامعة الملك عبدالعزيز في مختلف مناطق المملكة فضلاً عن
فروعها التي أنشئت في محافظات رابغ وخليص والكامل التابعة لمنطقة مكة المكرمة، وامتدت
رعاية الدولة لهذه الفروع حتى اشتد عودها وأصبحت صروحًا تعليمية شامخة تبلورت حتى أصبحت
جامعات مستقلة في مختلف مناطق المملكة.
ثم شاهد خادم الحرمين
الشريفين والحضور فيلمًا وثائقيًا عن الجامعة بعنوان "نشأة ومسيرة عطاء"،
يتناول مسيرة الجامعة منذ نشأتها وجهودها في المسيرة التعليمية في المملكة.
عقب ذلك تفضل خادم
الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتدشين المرحلة الثالثة
من مشاريع توسعة الجامعة بتكلفة إجمالية بلغت خمسة مليارات ونصف المليار ريال، وشملت
المدينة الجامعية للطلاب ومباني مرحلة السنة التحضيرية للطلاب والطالبات والقرية الرياضية
وسكن أعضاء هيئة التدريس ومباني أكاديمية في فرع الجامعة برابغ.
كما وضع -رعاه
الله- حجر الأساس لعدد من المشاريع الجامعية داخل الجامعة وفروعها بتكلفة تقدر بأكثر
من ستة مليارات ريال، وشملت إنشاء مشروع منارات المعرفة لتحقيق الأهداف والرؤى العلمية
والمعرفية للجامعة، إضافة إلى بناء فندق مجهز ومركز للتسوق ومسجد جامع ومركز للمؤتمرات.
كما شملت المشاريع،
مشروع تطوير المدينة الجامعية للطالبات ومشروع مستشفى رابغ وتأسيس المباني الأكاديمية
الدائمة في فرع الجامعة برابغ بمختلف الكليات.
بعد ذلك ألقى وزير
التعليم الدكتور أحمد العيسى كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين، وقال: "أرحب
بكم يا خادم الحرمين الشريفين في هذا الصرح التعليمي العريق من صروح العلم في بلادنا
الحبيبة، مرحبًا بكم يا خادم الحرمين الشريفين في هذه الليلة التاريخية التي ترعون
فيها حفظكم الله احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسها،
مرحبًا بكم يا خادم الحرمين الشريفين وأنتم تواصلون غرس مشروعات الخير ومنها المشروعات
التعليمية التي تدشنونها -حفظكم الله- في هذه الليلة المباركة بتكلفة إجمالية تقدر
بأكثر من أحد عشر ألف مليون ريال.
وأضاف: "أصبحت
جامعة الملك عبدالعزيز من الجامعات الرائدة في المنطقة، كما أصبحت مرجعية علمية عالية
بعد استكمالها متطلبات الاعتماد الأكاديمي العالمي في عدد من التخصصات والأقسام العلمية،
وها هي هذه الجامعة العريقة تنافس شقيقاتها الجامعات السعودية الأخرى في سباق تحقيق
"رؤية المملكة 2030" التي أكدت على تطوير منظومة التعليم بكافة مراحله والعمل
على أن تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل من بين أفضل 200 جامعة دولية بحلول عام
2030 بإذن الله تعالى، وأن تشريفكم يا خادم الحرمين الشريفين لهذه الاحتفالية التاريخية
وتكريمكم للرواد الأوائل وفي مقدمتهم جلالة الملك فيصل -رحمه الله، يمثل إحدى صور الوفاء
النبيل منكم- حفظكم الله- لأولئك الرواد البررة لهذا الوطن المعطاء.
وعد هذه الزيارة
الميمونة لجامعة الملك عبدالعزيز في هذه الليلة التاريخية امتداداً لرعاية القيادة
الرشيدة السامية للعلم والعلماء في بلادنا الغالية.
وبيّن أنه بفضل
من الله سبحانه وتعالى ثم بالتوجيهات السديدة والدعم السخي المتواصل الذي يحظى به التعليم
من قادة هذه البلاد المباركة، قفز التعليم بجميع مراحله قفزات كمية ونوعية كبيرة جداً
حتى أصبحت الجامعات والمدارس تغطي كافة مدن المملكة وقراها وهجرها، وابتعث أبناؤنا
وبناتنا إلى كافة أصقاع المعمورة ينهلون من معين العلم والحضارة، وأصبح طلابنا وطالباتنا
ينافسون في معظم المحافل الدولية ولله الحمد.
وأعرب عن شكره
وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على هذا الدعم السخي الذي تلقاه قطاعات التعليم من
الحكومة الرشيدة، سائلاً المولى جلت قدرته أن يديم نعمة الصحة والعافية على خادم الحرمين
الشريفين -حفظه الله- وأن يجزيه خير الجزاء على ما يقدمه من أعمال جليلة في خدمة العلم
والتعليم.
كما قدم الشكر
لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء
وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد
النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على توجيهاتهم السديدة ودعمهم غير المحدود.
بعد ذلك تم تكريم
جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- رئيس الهيئة التأسيسية للجامعة.
كما كرم خادم الحرمين
الشريفين -حفظه الله-، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير
خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، وأصحاب المعالي
كبار الداعمين والمؤسسين للجامعة، ومديري الجامعة السابقين.
عقب ذلك تسلم خادم
الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، شهادة الدكتورة الفخرية من جامعة
الملك عبدالعزيز في مجال "تعزيز الوحدة الإسلامية ".
وفي ختام الحفل
عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مقر الجامعة مودعاً بمثل ما استقبل
به من حفاوة وترحيب.
حضر حفل الجامعة،
الأمير خالد بن فهد بن خالد، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز،
ووكيل وزارة الحرس الوطني للقطاع الغربي الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي، والأمير
فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز، و المستشار في الديوان الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان
بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز،
ووكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للحقوق الأمير فيصل بن محمد بن سعد، ووكيل إمارة
منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية المكلف الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، والأمير
سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، والوزراء وعدد من المسؤولين.