محال جوّالات العاصمة بعضها للتقبيل وأخرى لم تستوعب

السعودية

أحد المحﻻت - أرشيفية
أحد المحﻻت - أرشيفية


كشفت جولة ميدانية، لـ "سبق"، على مجموعة من محال الاتصالات في العاصمة الرياض، أن كثيراً منها اضطر للإغلاق إما لتصحيح أوضاعها وإما لتغيير النشاط، فيما مازال عدد من المحال يديرها عمالة، وذلك تزامنا مع قرب توطين 50 % من القطاع بعد 12 يوماً، وتحديداً مع بداية شهر رمضان المقبل.

 

لا ضرر على السوق

قال الأخوان محمد وسالم بن قادر؛ خريجا الثانوية، إنه ليس هناك أي خوف أو ضرر على السوق، وإنه سيتأقلم مع وضعه الجديد.

 

وأضافوا: دخلنا مجال صيانة وبيع أجهزة الحاسب منذ سنتين فقط، حيث اعتمدنا على مهارة اكتسبناها بشكل ذاتي وطوّرناها دون أخذ دورات، وأصبحت تدر علينا دخلاً رائعاً مقارنةً بأعمال قمنا بها في السابق، مثل كاشير في أحد أسواق التجزئة أو الحراسة الأمنية.

 

يقول "سالم": عملت برواتب متدنية لا أستطيع معها تدبير تكاليف زواجي، هذا إضافة إلى ارتفاع المعيشة، وهو ما جعلني أفكر ملياً في مهنة أستطيع الحصول بموجبها على مبالغ أكبر، ومن هنا قمت أنا وشقيقي ببيع سيارتنا والمشاركة في محل صغير، والذي نجد فيه، ولله الحمد، بغيتنا واستقرارنا وسيتوسّع - بمشيئة الله - مع الأيام ليصبح معرضاً كبيراً.

 

تركت الطب

ويقول "أحد الشباب الطموح عمار محمد الشمري؛ خريج طب أسنان، لـ "سبق"، تخرجت في كلية طب الأسنان، ولكن هوايتي   في إصلاح أجهزة الجوّال وبرمجتها وصيانتها؛ ما جعلني أترك الطب وألتحق بهذا المجال الذي سبقني فيه والدي منذ سنوات.

 

وأضاف: بدأت منذ سن مبكرة في مجال الاتصالات منذ عشر سنوات؛ حيث تركت مجال الطب؛ لأنه لا يقارن بمجال الاتصالات لا من حيث الدخل ولا المجالات والآفاق التي يمكن أن يفتحها ليّ.

 

ويؤكّد الشمري؛ إيجابيات قرار وزارة العمل بقصر العمل في تلك المحال على السعوديين؛ حيث إنه سيسهم في تقليل نسب البطالة في المجتمع ويجعل الشباب السعودي أكثر مسؤولية واعتماداً على الذات، لكنه يقترح إعطاء فرصة أطول لتطبيق القرار حتى يكتسب الشباب السعوديون الخبرة التي تمكّنه من السيطرة على السوق.

 

لم تستوعب القرار

على جانب آخر، هناك بعض المحال لم تستوعب القرار على ما يبدو حتى إنهم وضعوا إعلاناً للسعوديين الراغبين في العمل في الفترة المسائية وبرواتب مجزية، وفي الوقت نفسه إعلاناً للمقيمين للتقدّم والعمل لفترتين وبمميزات أخرى.

 

وعلّق على الإعلان بندر عبدالعزيز - صاحب محل - قائلاً: "الشباب الجاد الذي يتحمّل المسؤولية سبب في تخوّف أصحاب المحال من تطبيق القرار، واكتساب الخبرة وثقة المجتمع بالسعودي يحتاجان إلى وقت.

 

 ويوافقه الرأي أبو عبدالرحمن - أحد زبائن سوق الجوّالات - الذي يقول :"في العموم هناك تقبُّل للشاب السعودي، خاصة مَن يُظهر منهم  رغبة في التدرُّب والعمل بجد، ولعل قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الملزم لم يدع خياراً آخر للتجار، فإما إعطاء الفرصة للشباب والفتيات السعوديين وإما تغيير نشاطهم، خاصة أن الأرباح من جرّاء ذلك  كبيرة، وهو ما يعني بكل تأكيد أن تركه للوافد خسارة للوطن واقتصاده".