"حصير البحيرة" على وشك الإنقراض (فيديو وصور)
تعتبر صناعة "الحصير" من الصناعات الشعبية التي تنتشر بشكل كبير في مجتمعنا، صنعت خصيصًا لمواجهة مشكلة الحشرات والرطوبة التي يعاني منها كثير من الناس في بلدنا، وتستخدم طريقة الغزل في صناعة الحصير لذا نجد أن صناعة الحصير هي أصل صناعة الغزل والنسيج والأثاث في العصور الأولى في مصر حيث ظهر النول.
التقت بوابة "الفجر" بأحد متخصصي صناعة "الحصير" بمحافظة البحيرة، تحديدًا في ريف مركز المحمودية، للتعرف علي تاريخ الصناعة بالمحافظة ومراحلها المختلفة، كذلك ذبذبة الأسعار ومدي تأثيرها علي شراء الخامات وعلي البيع للمواطنين.
وقال نبيل خورشيد، إن الحصير نزل مصر في السبعينات وتعلمناها في دول أخري مثل ليبيا والعراق، وكنت من أوائل الصانعين بمحافظة البحيرة وذلك في عام 1990، وكانت الماكينة تتكلف صناعتها ما بين 30 إلى 35 ألف جنيه، لكن اليوم مع زيادة الأسعار وصلت تكلفة الماكينة إلي 60 إلى 65 ألف جنيه، وتبدأ مقاسات الماكينة من 90سم حتى 3 متر.
وأضاف "خورشيد" أن أسعار الخامات اليوم أصبحت غالية جدا، ونعمل بمادة اسمها "بروبلين" وكان سعرة 1800 جنية وسعر الحصيرة كان لا يتعدى 15 جنيهًا، لكن الآن سعر الخام وصل 12 آلف جنيه، وأصبح البيع صعب للغاية نظرًا لزيادة سعر الحصيرة، ما آدى إلى حالة من الكساد في عملية البيع.
رصدت عدسة "الفجر" مراحل صناعة الحصيرة تفصيليًا، حيث وأوضح سيد محمد، أن المرحلة الأولى تبدأ بخام "البروبلين" مخلوط ببودرة خام للبلاستيك، وهو أساس صناعة الحصير البلاستيك، يتم خلطه ويخرج علي هيئة فروع ألوان من فرن صغير به بريمه مرورًا بحوض مياه للتبريد ويتم تجفيفه وتقطيعة بالأطوال المراد العمل عليها".
وأكد "سيد" على أن المرحلة الثانية لصناعة الحصير هي ماكينة النسيج والتي تستخدم فيها الفروع البلاستيكية وخيوط الغزل ومزودة بالعديد من الرسومات من خلال "إبره رقمية" حتى تتناسب مع الأذواق، وتأتي المرحلة الثالثة وهي تقطيع الأطوال المناسبة للحصيرة الواحدة، وبعدها مرحلة السرفلة التي يتم فيها خياطة الحصيرة وربطها جيدًا لبيعها بالسوق.