باسم يوسف يحيي الذكرى الأولى لرحيل والده

الفجر الفني

باسم يوسف
باسم يوسف


أحيا الإعلامي باسم يوسف، الذكرى الأولى لرحيل والده، والتي تحل في الثالث والعشرين من شهر مايو، حيث أعاد نشر "منشورا" له عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من العام الماضي، يروي من خلاله تخوفه من أن يصاب والده بأي مرض قبل وفاته، ويتعرض لألام كبر السن.


وكان المنشور عبارة عن الأتى: "و انا صغير فاكر قوي لما جدتي (والدة والدتي) وقعت في الحمام و جالها كسر في الحوض و عملت عملية. بعد العملية دي ما رجعتش زي الاول و فضلت حالتها تتدهور لغاية لما الشيخوخة و عوامل تانية خلتها عايشة عيشة معاناة على السرير و آدميتها وكرامتها استقلاليتها بتضيع منها يوم ورا التاني. فاكر امي و خالتي لما كانوا بيتناوبوا على خدمتها و ازاي ده اثر في امي جدا لدرجة ان وصيتها المستمرة طول حياتها "بلاش تخلوا حد يشوفني بالمنظر ده". و فضل العذاب ده سنوات طويلة لحد ما اتوفت جدتي. جدي و جدتي لابويا مروا بمصير مشابه لكن لفترة اقل. و اصبح الهاجس ده مسيطر عليا. حاعمل ايه لو ابويا و امي حصلهم كده؟ هل حييجي اليوم اننا نطلب لهم الرحمة من ربنا بدل ما ندعي انهم يستمروا في الحياة من كتر القهر و المعاناة؟ من سنة و نص امي كانت في المصيف، مش بتشتكي من حاجة. قامت، صلت الفجر، نامت، . ما قامتش. ما اتعذبتش و ما عذبتش حد معاها. و يمكن ربنا رحمها انها ما شافتش ابنها بيسيب البلد و مش عارف يرجع تاني".


وأضاف: "ابويا بعديها الحمدلله ما انكسرش. و فضل عايش. و سافر و لف الدنيا و فضل يدي مشورات قانونية و يعيش حياة كاملة. و جه زارني في مكاني الجديد و انبسط و اتطمن عليا. ولسه من يومين حضر عيد ميلاد حفيدته الكبيرة بين ابنه الكبير و احفاده التانيين. لما عرفت ان عربية خبطته و انه مش فايق و انهم بيعملوا اشعة مقطعية على دماغه. اتمنيت انه يا يقوم بكامل صحته يا ما يخشش في المصير اللي طول عمر الهاجس بتاعه بيطاردني. ساعة واحدة و الموضوع ما طولش. ابويا حرفيا مات واقف على رجليه. الحياة مكان قاسي، ظالم. و حتى الناس اللي بنتعرف عليهم و بنحبهم بيتاخدوا مننا بعنف و بقسوة كأننا بندفع تمن اللحظات الحلوة اللي عرفناهم فيها.".


وتابع: "لكن في نفس الوقت انا احب افكر في ابويا و امي انهم عاشوا حياة كاملة. فرحوا بولادهم و احفادهم و لم يتم ابتلاؤهم بمرض او عجز في جسمهم او مخهم. قصة حلوة بس نهايتها قاسية و ما يخففش منها الا ان ربنا رحمهم من نهايات طويلة مؤلمة مهينة تجعل الاستمرار في الحياة نقمة مش نعمة. ابويا النهاردة ما ماتتش. ابويا عاش حياة حلوة. ".