أحمــد متولــى يكتب: قوليلــه بحبــك يا حمــار
خطفتني إحدى الزميلات، والتى تعمل فى مجال الصحافة والتلفزيون، بمشكلتها التى وقعت فيها بعدما أحبت شخص (حب من طرف واحد)، وبسبب حالتها الصعبة التى جعلتها متغيرة عن العادة ومشتتة الفكر والتركيز حاولت استدل تفاصيل الموضوع لمساعدتها، واكتشفت أنها وقعت فى حب زميل لها يعمل بالصحافة منذ 3 أشهر، ولكنه مرتبط بفتاة أخرى، وما جعل هذه الفتاة (زميلتنا) تقع فى حبه هو اهتمامه بها وخوفه عليها وتشابههما فى كثير من الأشياء لدرجة أنه يتحدث لها أكثر من الفتاة التى أرتبط بها ارتباط شبه رسمي وأهله يعرفونها جيدًا، كما يسرد لها ويحكي تفاصيل لا يعرفها أحد عن حياته سواها، وهى تبادله نفس الشعور، ولكنه لم يصارحها بأي شيء.
كانت نصيحتي المباشرة والصريحة لهذه الفتاة أن تفعل كما فعلت "جميلة
عوض" أمام "أحمد مالك" فى فيلم "هيبتا" بعدما صارحته
بحبها علانية قائلة له: "بحبك يا حمار من 3 إعدادي"، وأن تفعل مثلها
وتصارحه مباشرة وتقوله: "أنا بحبك من 3 شهور"، أو تنسحب من حياته دون
أدني مشكلة وبكل شجاعة وتتركه لخطيبته وتحترم مشاعر الفتاة الأخرى التى أرتبط بها،
لأنها لو كانت مكان تلك الفتاة فلن ترضى بذلك الوضع، وذلك لسبب بسيط وهو أن الحب
لا يعرف الخوف، ومن يحب حتى ولو كان (حب من طرف واحد) فعليه أن يكون شجاع ويصارح
الطرف الأخر بحبه وشعوره تجاهه (ليعرف راسه من رجليه، وياخدها من قاصرها ويعرف أنه
هل هيكمل مع هذا الشخص؟.. وألا يكبر دماغه ويريح راسه ويدور على الحب فى مكان
تانى).
موضوع تلك الفتاة أثار حفيظتي وجعلني أتذكر نفسي فى فترة الجامعة، عندما
كنت أشارك فى حل مشاكل دفعتي العاطفية (وكنت عامل فيها أسامة منير الدفعة – 2003 جامعة
عين شمس)، لدرجة أن والد أحد أصدقائنا اتصل بي أنا وصديق أخر يدعي محمد يحيي
لنجدته من نجله الذى أصابه الجنون بعدما وقع فى حب فتاة من دفعتنا كـ(حب من طرف
واحد)؛ ورغم تدين صديقنا الشديد وانضمامه لجماعة إسلامية فى اتحاد طلبة الجامعة ومعرفتنا
له جميعا بأنه شخص يحب دراسته ودينه ويكره (البص والبحلقة) فى بنات الدفعة
لاحترامه الشديد لنفسه وعقيدته الإسلامية السمحة، إلا أنه وقع فى المحظور (بالنسبة
له) وأحب فتاة علمانية متحررة الفكر (والملابس كمان) تشبه فى جمالها وملابسها
هيفاء وهبي، قبل إجرائها عمليات التجميل (وكانت وقتها هيفاء فى بداية مشوارها
الفنى ولم تعرف الشهرة الحالية).
أعترف بأن كل دفعتي، بل شباب الجامعة فى تلك السنة كان يلهث وراء هذه
الفتاة الجميلة، التى كانت تعيش فى الخليج وانضمت لدفعتنا فى العام الثالث، بعدما أنهى
والدها عمله هناك وانتقلت عائلتها الثرية بالكامل للعيش فى مصر.
ما جعل صديقنا المتدين يصل لمرحلة الجنون هو حبه لها (حب من طرف
واحد) للدرجة التى جعلته يعرف كل تفاصيل حياتها دون أن تعرف هى، وكان ينتظر الفرصة
المناسبة ليعبر فيها عن حبها لها، لكن الظروف لم تخدمه، ورغم الفروق الطبقية الواضحة
التى بينهما (فوالده لديه محل بقالة، ووالدها رجل أعمال ولديها سائق يقوم بتوصيلها
إلى باب الجامعة يوميًا، بخلاف المستوى الفكرى والثقافى بينهما)، جعلته كل هذه
الظروف يفكر فى أن يصبح شخص ثري فى أقل وقت ممكن حتي يتقدم لخطبة هذه الفتاة، فكان
قراره هو شراء (خروف)، على أن يصبح هذا الخروف بعد فترة وجيزة (10 خرفان) ويتطور
الأمر إلى أن يصبحوا 100 باستثماره البسيط، ومن كثرة تفكيره جن جنونه ووصل لمرحلة
متأخرة جدًا أشبه بتفكير الطفل الصغير الذى مازال فى فترة الطفولة.
صديقنا وصل لمرحلة الجنون وتم إدخاله مصحة نفسية (وأهله داخوا عليه
على المشايخ لشكوكهم أن نجلهم تعرض لسحر وشعوذة) وكانت النتيجة هى حرمانه من عام
دراسي كامل بعدما فشل فى تحصيل أى معلومة فيه، كل هذا حدث رغم أنه لم يصارح تلك
الفتاة التى أحبها بمشاعره، وكان حبه مجرد (حب من طرف واحد).
أصبحت من واقع خبرتي فى تلك الأمور ومن كثرة المشاكل العاطفية التى
ساعدت فى حلها أو تعرضت لها أعترف بأن الحب لا يعرف الجبناء، ويعترف بالشجاعة والصراحة،
وأن أهم شيء فى إنقاذ صاحب الحب من الوقوع فى مشكلة (الحب من طرف واحد) هو مصارحة
من أمامك بحبك له حتى ولو كنت تعلم كامل العلم أنه يستحيل أن ترتبط بهذا الشخص (قول
اللى فى قلبك ومتخبيش حاجة) لأن أضرار (الحب من طرف واحد) أكثر من حلاوته نفسيًا
وجسديًا؛ فأما أن تكون شجاع مثل "جميلة عوض" وتعترف بحبك للشخص الذى
تريده، أو أما أن تكون جبان مثل صديقي الذى أختل عقله عندما أحب فتاة تُشبه
"هيفاء وهبي" وفكر فى شراء (الخروف) قبل أن يعرف رد فعلها.
وكانت نصيحتي الأخيرة لصديقتي.. قوليله: "بحبك يا حمار من 3
شهور"، إذا أعترفلك بحبه كملى معاه المشوار.. وإذا عمل (عبيط) فقرري الخروج
من حياته فى أسرع وقت، واسأليه على ميعاد خطوبته الرسمي (علشان تبعتيله بوكية ورد)
موقع باسم "الحب لا يعترف بالجبناء".
للتواصل مع الكاتب
@ramadan_ah