أسباب الغضب و كيف يمكنك التحكم فيه
يعتبر بعض الناس الغضب عاطفة سيئة السمعة إلا أن العلوم الإنسانية تؤكد أن ذلك فيه ظلم لهذه العاطفة الطبيعية ، فالغضب استجابة إنسانية عادية تمامًا لما يشعر به الإنسان من التهديد أو الإحباط أو المهاجمة، حيث يستعد الجسم البشري بطريقة أوتوماتيكية لرد فعل دماغي من هذه العوامل الخارجية والداخلية، ما يزيد ضربات القلب ويسرع التنفس،
كما يزداد إفراز الأدرينالين في الدم، وهكذا يزداد التوتر، وهذا جزء من الشعور الذي يطلق عليه الغضب، الذي يعد عطية منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان لتكون منفذًا يُخرج الضغط الزائد، كما أنه قوة كامنة ومصدر من مصادر الطاقة مثل البترول والجازولين القابل للانفجار الذي قد يدمر كل شيء إذا أسيء استخدامه،
ولكنه في المقابل له فوائد ضخمة إذا أحسن الإنسان إدارته مثلما يتعامل ويستفيد من البترول نفسه في إدارة المحركات.
الأسباب الحقيقية للغضب، وقد أمكن حصرها في العوامل التالية:
عوامل خارجية
وهي عوامل خارجة عن نطاق الإنسان مثل أن يذهب شخص مسافر لركوب الطائرة ويفاجأ بتعطل العربة التي تقله إلى المطار، أو مثل أن تفرغ أنبوبة الغاز ما يؤخر أو يفسد الوجبة التي تجهزها الزوجة.
عوامل سيكولوجية
وهي عوامل نفسية داخلية خاصة بالشخص مثل أن ينتاب الرجل شعور بالغضب نتيجة قلقه على مستقبله الوظيفي، أو مثل الفتاة التي ينتابها شعور الغضب نتيجة إحساسها بعدم الأمان كونها امرأة. وغيرها أمثلة كثيرة، وهنا تتوقف إدارة الغضب والتحكم به بتجارب الإنسان السابقة ورؤيته النفسية وإمكاناته الخاصة.
عوامل فسيولوجية
وهي العوامل الجسدية التي يتعرض لها الإنسان منها قلة النوم والإرهاق، والإصابة ببعض الأمراض مثل السكر، والضغط، والقلب، وفترة ما بعد الوضع (الولادة) بالنسبة للأم.
وحيث إن هناك فروقًا فردية بين الأشخاص بالنسبة لتأثرهم بتلك العوامل، فبالتالي هناك تفاوت في الاستجابة لعاطفة وشعور الغضب من حيث سرعته أو شدته.
وبناء على هذه العوامل فإن الغضب يختلف بين الرجل والمرأة، حيث أثبتت الأبحاث العلمية المستفيضة في هذا المجال أن الرجل أسرع غضبًا من المرأة والتي تمتاز أيضًا بقدر أكبر من تحمل وكتمان مظاهر الغضب. وللغضب دورة يمر بها الإنسان الذي يشعر بهذا الإحساس وهي بالأهمية للتعرف عليها من أي نقطة يجب السيطرة عليه والإفلات من الوقوع في دوامته.
وأخيرًا، هناك بعض النقاط العملية للتعامل مع هذه العاطفة الجياشة
- عند أي موقف غضب هدئ من نفسك تدريجيًا، وقد يلجأ بعض الناس إلى الصلاة.
- تعلم كيف تتحاور مع الناس.
- اجعل حوارك بطريقة بناءة.
- حاول تحليل المشكلة التي أدت إلى الغضب لتكتشف السبب الحقيقي وراء هذا الغضب.
- لا تأخذ قرارًا في أثناء الانفعال.
- اجعل قراراتك تحل المشكلة من جذورها.
- حاول أن تراجع نفسك في مواقف الغضب.
- أخيرًا حاول التماس العذر للناس فربما يكون الطرف الآخر الذي أغضبك يعيش ظرفًا صعبًا.
إذَا فالمشكلة ليست في الغضب ولكن في التعبير عنه، فالغضب مسموح به ولكن احذر من التعبير عنه بالتهور