سلطنة عُمان: الوقوف مع مصر ضمانة لاستقرار دول وشعوب المنطقة
أكدت عُمان في أن الوقوف مع مصر يصب لصالح مستقبل المنطقة، وأنه في ظل مجمل التطورات والتحديات والحرائق التي تشتعل في أطراف المنطقة، والتي يريد بعض مهندسيها الدفع بالمنطقة والشعوب العربية إلى التفكك والاضطراب وعدم الاستقرار لسنوات طويلة قادمة، وحرمان شعوب المنطقة من فرص الحياة الآمنة والمستقرة.
أوضحت أنه ليس من المصادفة على أي نحو أن تتعرض مصر إلى سلسلة متلاحقة من التحديات والحوادث التي لا يمكن إلا أن تكون مترابطة مع بعضها البعض بخيط رفيع، وربما غير مرئي أحيانا، وذلك لسبب بسيط هو أن محاولات تفكيك المنطقة، والدفع بشعوبها إلى دائرة الاضطراب وعدم الاستقرار، لن تصل إلى غاياتها المنشودة إلا إذا تم تحييد مصر على الأقل، باعتبارها أكبر الدول العربية، وأكثرها قدرة على العمل مع شقيقاتها لمواجهة ما يحيط بالمنطقة، وما يراد الوصول اليه بها.
وأعلنت عمان أنه ومع عدم الإيمان بنظرية المؤامرة، إلا أن إستعراض جانب من مجموعة الأحداث التي تعرضت لها مصر الشقيقة على مدى العامين الأخيرين على الأقل، يشير بوضوح إلى أن مصر دولة وقيادة وشعبا، تبذل قصارى جهدها للنهوض والوقوف على قدميها، والسعي إلى بناء حياة كريمة لشعبها الشقيق، ولكن ما تعرضت وتتعرض له من محاولات لضرب السياحة – وهي مصدر أساسي لدخلها من النقد الأجنبي – وللتأثير السلبي في إقتصادها وأمنها وإستقرارها كفيل بالحديث بلسان فصيح عن نفسه وعن أهداف ومخاطر ما تتعرض له مصر بشكل مباشر وغير مباشر، على مستويات مختلفة.
وأكدت عُمان أنه ومع الألم الشديد لحادث الطائرة المصرية، التي تحطمت في البحر المتوسط، وتقديم العزاء والمواساة للقيادة المصرية ولأسر الضحايا وللشعب المصري الشقيق، فانه من المؤكد أن الوقوف إلى جانب الدولة والقيادة والشعب المصري، خاصة في هذه الظروف والتضامن معها ومساندتها، في مواجهة ما تتعرض له، إنما يشكل في الواقع عملا يصب لصالح مستقبل دول وشعوب هذه المنطقة وإستقرارها وإزدهارها أيضا، وإنه إذا كانت الأوضاع في أكثر من دولة عربية تمر الآن بتطورات مفتوحة على إتجاهات عديدة ومتناقضة أيضا، تتراوح بين إحتمالات السلام والعودة إلى القتال بشكل أكثر شراسة، فان الوقوف إلى جانب مصر الشقيقة هو ضرورة، بل وضمانة هامة لعدم الانجرار إلى مزيد من التدهور في المنطقة، وهو ما تدفع الشعوب ثمنه في النهاية.