"الطائرة المنكوبة".. فخ جديد للسياحة المصرية.. وخبراء يحذرون من تداعياته
المهدي: تراجع الاقتصاد يرجع لأسباب الحادث.. والتداعيات قصيرة المدى
عبد العظيم: تأثيرات سلبية على عدة القطاعات الاقتصادية
عبد العظيم: ضرب السياحة عقب حادث الطائرة المنكوبة
الفولي: صعب إقناع السياح بالقدوم إلى مصر
ضربة جديدة قد تزيد من جراح السياحة الذي لم يلتئم إلى الآن، ما أدى إلى تدهور الاقتصاد المصري في الوقت الذي يحاول أن يتعافى فيه، لتضاف أزمة جديدة سببها سقوط الطائرة الروسية، التي يتوقع أن تعمق جراح قطاع السياحة بشكل خاص، كما توقع الخبراء المختصين في هذا الشأن، والذين أكدوا أن تداعيات الحادث ستؤثر على مصر بشكل سلبي، فضلا عن الخسائر الجمة التي تقع على عاتق القطاع السياحي.
أطاحت الأزمة التي تمر بها السياحة حاليًا، ومنذ أكثر من خمس سنوات، بعدد كبير من العاملين في القطاع السياحي، حيث كشفت الاحصائيات التي تلقاها اتحاد الغرف السياحية، أن سوء الأحوال السياحية وتدني الأجور، أدى إلى إرتفاع أعداد العمالة التي هجرت قطاع السياحة إلى أكثر من مليوني عامل من إجمالي 4 ملايين يعملون في جميع الأنشطة السياحية على مستوى الجمهورية أي بمعدل 50%.
وأكدت الإحصائيات أن هجرة العمالة المدربة أصبحت أهم مشكلة تؤرق قطاع السياحة في الفترة الحالية خاصة في ظل انحسار الحركة السياحية الوافدة إلى مصر عقب حادث الطائرة الروسية بسيناء في أكتوبر الماضي وتعليق عدد من الدول الأوروبية رحلاتها إلى مصر، فضلا عن حادث الطائرة المنكوبة.
واستطلعت "الفجر"، آراء بعض الخبراء في هذا الصدد، عن تأثير حادث الطائرة المنكوبة على القطاع الذي يشهد تدهورا منذ حادث الطائرة من خسائر جمة ستطال الاقتصاد المصري والسياحة.
تراجع الاقتصاد يرجع لأسباب الحادث
في البداية تقول الدكتورة عالية المهدي، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر إذا كانت ليست لها دخل في أسباب الحادث، سيكون الأمر بسيط ولا يؤثر تأثيرًا يذكر، أمَا إذا كان هناك دخل لمصر في هذا الحادث؛ فهذه قضية أخرى ستزيد الأمر صعوبة.
وأضافت "المهدي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، في كلتى الحالات سيكون هناك تداعيات قصيرة الأجل، لاسيما في ظل الحملات الإعلامية التي تحاول أن تلقي اللوم على مصر بشكلاً أو بآخر، لكن لو ثبت بالدليل القاطع أن مصر ليس لها دخل أو لها، سيؤثر أكثر من التأثير الذي نحن عليه الآن في ظل التدهور الاقتصادي.
ولفتت "المهدي"، إلى أن وقف الحال الذي يصيب السياحة المصرية حاليا لا يوجد أصعب منه، فمنذ فترة والسياحة تعاني، مؤكدةٍ أن هذه الفترة صعبة على القطاع السياحي، ما أدى إلى تدهور الاقتصاد بشكل كبير وملحوظ لاسيما هذا الصيف وفي ظل ارتفاع سعر الدور الأمريكي.
تأثير سلبي على الاقتصاد المصري
وفي السياق ذاته أكد حمدي عبد العظيم، الخبير الاقتصادي، إن حادثة سقوط الطائرة الروسية سيكون له تأثيرات سلبية على عدة قطاعات اقتصادية بمصر، وفي مقدمتها السياحية والطيران اللذان يشكلان مصدرًا رئيسيًا لجلب الدولار الأمريكي، لاسيما في ظل الظروف الحالية للبلاد ومع رفع قيمة الدولار.
وأشار" عبد العظيم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إلى أن الاقتصاد المصري يتدهور منذ فترة تحت وطأة أزمة الدولار، بينما ستزيد هذه الحادثة حدة الأزمة، متوقعًا تباطؤ حركة الطيران باتجاه مصر، مما سيؤثر بدوره على التجارة الخارجية للبلاد، وعلى أداء الشركات ذات الارتباط بهذه القطاعات.
وتوقع "عبد العظيم"، أن تشهد البورصة المصرية ضعفًا في الأداء في ظل إحجام منتظر من قبل المحافظ الأجنبية على التداول في السوق، عقب حادث الطائرة.
ضرب السياحة عقب حادث الطائرة المنكوبة
واستطرد عماري عبد العظيم، رئيس شعبة شركات السياحة والطيران، قائلا: إن "حادث الطائرة المنكوبة، سوف يؤثر على قطاع السياحة، حتى لو مصر ليس لها دخل في ارتكاب الحادث، مؤكدًا أن السياحة لن تنتعش إلا إذا أثبتنا أن جميع المطارات تعمل بمعايير عالمية.
وأضاف "عبد العظيم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أنه لا يستطيع أحد توقع مدى تأثير الحادث على قطاع السياحة في الوقت الحالي، قبل إظهار النتائج التي سوف تسفر عنها التحقيقات، متمنيًا أن لا يكون لمصر دخل فيها.
وأشار" عبد العظيم"، إلى أن جميع الدول تنتظر نتيجة التحقيقات، ونحن نعمل على توضيح ذلك أمام الجميع، مضيفًا أنه عقب إظهار ملابسات الحادث، سوف يعكفون على دراسة الموقف بالكامل، حتى نستطيع العبور من الأزمة بسلام، مردفًا أننا نأمل أن يمر الحادث بسلام على قطاع السياحة، خاصة أنها لم تستعد بعد كامل عافيتها، فالسياحة تلقت العديد من الضربات مند قيام ثورة 25 يناير حتى الأن.
صعب إقناع السياح بالقدوم إلى مصر
من جانبه قال محمد الفولي، مدير شركة "ماتيجي" للسياحة والسفر في القاهرة: "ما إن تستطيع إقناع السياح بالمجيء إلى مصر، يصبح من الصعب جدا تهيئة مناخ يساعدهم على قضاء وقت ممتع".
وأضاف "الفولي"، في تصريحات صحفية تلقت الفجر نسخة منه، "عندما تذهب إلى مكان يمتلئ عادة بالأشخاص من كل أنحاء العالم، عندما تذهب هناك وتجد أن غرفتك في الفندق هي الوحيدة المشغولة، فهذا أمر محبط للغاية".