أهالي منطقة دحليش بالإسكندرية لـ"الفجر": البيوت بتقع علينا والمياه بنشحتها والجبل كله تعابين (فيديو)
تعيش عشرات الأسر البسيطة بحارة "دحليش" غرب مدينة الإسكندرية فى مأساة حقيقية، إذا تجمعهم بعض الأكشاك ذوي الأسقف الخشبية فوق الجبال، دون وجود حياة أدامية كأبسط حقوقهم في الحياة، فالحارة التي تقع بمنطقة القباري مجرد النظر إلى أحوال قاطنيها سوف ترى الجانب الأخر من الإسكندرية التى لم تراها من قبل، إذ تعاني المنطقة بالكامل بالنقص الشامل فى الخدمات والإهمال السائد بها والعيش في أكشاك ذوي أسقف خشبية وسط مهاجمة الثعابين والحيوانات الجبلية، والتى كانت سببًا فى أحداث الذعر ما بين أهالى المنطقة وخاصة الأطفال، ورغم كل ما تحملوه من ألم فيأبى القدر أن ينصفهم ويعطى لهم حقوقهم البسيطة والتى تمثل لهم شريان أخر من الحياة، فشقة بسيطة تكفى لرفع هموم أبناء تلك المنطقة ورسم الأبتسامة بين أبنائها.
عدسة "الفجر" استطعت أن تنتقل إلى المنطقة التي تتواجد أعلى الجبال غرب الإسكندرية.
فى البداية وعند الدخول إلى المنطقة فسوف تقابلك سوق لبيع الخضار مكون من بعض الأكشاك الخشبية، والذى إتخذه الأهالى للمكسب الحلال دون الإنحراف إلى الطرق الأخرى.
تقابلنا مع السيدة "بدرية عجمى عبد الجواد" 31 عام إحدى أهالى القرية التى تحدثت قائلة:" نعيش 5 أفراد فى كشك صغير منذ ما يقرب من 25عام مع والدى ووالدتى، وعندما تزوجت بقيت فيه أيضا لأن الوضع المادى لزوجى لا يسمح بتأجير شقة فى الخارج، أصبح عندى طفلين وبعدها زوجى دخل إلى السجن ولم نستطع أحضار محامى للدفاع عنه، الوضع مأساوى إلى أقصى درجة، فنحن نعيش فى أكشاك مهددة بالإنهيار علينا خاصة فى موسم الشتاء، إلى جانب أننا نرى الموت كل ليلة بسبب مهاجمة الحشرات والزواحف والثعابين علينا فى كثير من المرات.
وإستطردت بدرية حديثها:" ذهبت إلى مصلحة السجون من أجل الحصول على ما يثبت أن زوجى بالسجن للحصول على معاش، وبعد أن قمت بتقديمها إلى المسؤولين ردوا علي بالرفض وأن لابد أن يكون زوجى قد صدر بحقه حكمًا نهائيا وإلى الأن لم يصدر أى حكم نهائى بحق زوجى، إضطريت العمل على عربة خضار من أجل العيش وتربية أبنائى، ولكن بسبب الحالة المادية السيئة لم أتمكن من التقديم لإبنائى بالمدرسة إلى الأن، فكل يوم أتألم من كم المشاكل التى تواجهنى ولكن ما يهمنى أكثر هو أن أخرج من هنا ولو حتى فى حجرة صغيرة تحتوينى أنا وأبنائى بعيدًا عن الموت الذى يحاصرنا فى هذا المنطقة.
وأضافت "ماجدة على محمود" 56 عام:" أنا عايشة هنا مع ولادى بعد وفاوة زوجى، وقمت بالعمل فى الكثير من المستشفيات عشان أعرف أربى ولادى وبعدها بدأت أشتغل فى سوق الخضار على نفس العربة التى كان يعمل بها زوجى قبل وفاته، ولكن صحتى مبقيتش مستحملة أى مجهود وقعدت فى البيت، وأصدقاء زوجى أجمعوا مبلغ من المال وأعطهولى وإنتقلت للعيش فى هذا الكشك الذى يمثل مقبرة لى أنا وأولادى، فالمنطقة بخلاف القطون فى الأكشاك المتهالكة التى تسترنى عن أعين الأخرين إلا أنها تعانى معانأة كبرى من مشاكل عدوم وجود صرف صحى، أو عدم وجود مياه للشرب والتى نضطر إلى أخذها من المناطق المجاورة عن طريق الجرادل، ولكن الأن لم نستطع تحمل أكثر من ذلك بسبب الخطر الذى يهدد أبنائنا بدخول الزواحف والثعابين علينا فى الأكشاك، حتى الكشك الذى نمكث فيه بدأ فى الإنهيار ونحاول ترميمه بشتى الطرق على قدر إمكانيتنا المادية.
وأشارت السيدة ماجد:" إلى قيام قار صغير بعضها منذ ما يقرب من شهرين وهى ناعسة، حتى تورمت قدماها حتى لم تستطع الذهاب إلى المستشفى، حيث كل ما تملكه هو معاش تضامن إجتماعى 323 جنيه، إلى أن قامت إحدى الجمعيات الخيرية بالتكفل بعلاجها، موضحة أن الكارثة الكبرى تتمثل فى وجود الثعابين الكبيرة والزواحف الغريبة التى تهاجمهم بطبيعة مكوثهم أعلى جبل، حيث تفاجأت فى يوم بدخول ثعبان كبير عليها فى الكشك التى تمكث به إلى أنها صرخت بصوت عالى حتى قام الأهالى بقتل الثعبان، وفى مرة أخرى إستيقظت من نومها رأت ثعبان بجانبها وقام أيضًا الأهالى بقتله.
ويحكى "أحمد إبراهيم" 35 عام:" كنت بشتغل سواق ومتزوج ومعايا 3 أولاد، والغرفة اللى كنا قاعدين فيها كانت كلها عفش ولكن بسبب مياه الأمطار فى الموسم اللى فات العفش كله خرب، بسبب السقف الخشبى اللى بنعيش تحتيه واللى كان سبب فى دخول المياه علينا، حتى أننى كنت بهرب مع أولادى وزوجتى من كمية المياه الغزيرة اللى بتدخل علينا، ففقدت كل حاجه بسبب المياه والحالة المادية صعبة للغاية، وأرى معانأة كبيرة هنا بسبب الثعابين والزواحف التى تهاجمنا ومشاكل المنطقة من عدم وجود صرف صحى أو مياه شرب، ونتيجة للإهمال هذا إبنى تعب واتحجز فى المستشفى شهر كامل ورفضت إدارة المستشفى إخراج إبنى إلا بعد دقع المبالغ المستحقة، حتى إستلفت المبلغ من أصدقائى.
وأضاف "أحمد" قائلًا: قمنا بتقديم الكثير من الأستغاثات للمسؤولين من أجل أن يخرجونا من هنا ولكن لم يتحرك أحد، فمن قبل جاءوا إلينا مسؤولى حى غرب الإسكندرية وطلبوا مننا أن نعطيهم صور بطاقات الرقم القومى الخاصة بنا، وقالوللنا أننا هنيجى بعد كام يوم ليلًا ومعنا سيارات نقل وسنقوم ونقلكم من هنا، لنتحرك إلى المساكن الجديدة لنا ونخرج من هذا المنطقة ولكن لم يحدث شئ إلى الأن، وجاءت أيضا قوات من الشرطة مع أحدى الجمعيات الخيرية منتصف الصيف الماضى، وطلبوا منا مرة أخرى صور بطاقات الرقم القومى وبعدها بحوالى 4 أيام جاءوا 4 بنات من أجل السؤال عن أحوالنا المعيشية عشان يطلعونا من هنا ولكن لم يحدث شئ، وحتى أعضاء مجلس الشعب لن نراهم منذ أن جاءوا إلى هنا قبل الأنتخابات رغم أنهم قد وعدونا بحل جميع مشاكلنا، فكل اللى عايزينه شقة صغيرة والاهم أننا نخرج من هنا لأن الوضع سيئ جدا وأطلب من المسؤولين أنهم يأتوا إلينا ويعيشوا معنا لبضع دقائق ونرى هل سيستحملوا هذا الوضع أم لا.