الحملة الإعلانية تزيد خسائر البريد ١٠ مليون جنيه.. وخططه الاستثمارية غير واضحة
رغم أن الخسائر المرحلة لهيئة البريد تقدر بنحو ٤٣٦.٣ مليون جنيه، إلا أن النسبة الأكبر منها يخص الخدمات البريدية التى تحاول الهيئة تطويرها، كما ان الجزء الأخر يخص استثمار أموال المودعين التى بلغت حوالي ١٧٤ مليار جنيه بنهاية مارس الماضي.
وقد حاولت الهيئة من خلال إدارة التسويق الجديدة التى تم تشكيلها أخيراً برئاسة المهندسة علياء تحسين العمل على زيادة الإقبال على الخدمات البريدية لتحقيق بعض الأرباح منها أسوة بشركات البريد السريع الخاصة التى تعمل فى مصر منذ سنوات وتحقق أرباح طائلة من خدمات الشحن والبريد السريع التي طالما فشل البريد المصري فى تحسينها أو المنافسة فيها، وزاد الطين بلة، الحملة الإعلانية الأخيرة والتى كلفت الهيئة - وفق مصادر مطلعة ما يقرب من 10 ملايين جنيه دون طائل، بكافة فئاتها سواء الورقية أو الإلكترونية أو إعلانات الطرق أو التليفزيون فلم يكن لها هدف واضح أو رسالة توعية بالخدمات الهامة التى يقدمها البريد المصري.
وأكدت المصادر أن الحملة تعتبر من أفشل الحملات التي تم تدشينها وأن نسبة الإقبال على الخدمات لم تحقق أى ارتفاع يذكر.
وعلى مدار أكثر من 160 عاماً ويعمل البريد على تحسين خدماته البريدية، باعتباره أقدم مؤسسة بريئة في الشرق اﻻوسط ورغم أنه جهة خاضعة للأشراف الحكومي إلا أنه هيئة أقتصادية مستقلة تتمتع بحرية نسبية فى استثمار أمواله، ورغم ضخامة الإيداعات لكنه لم يستطيع وضع خطة استثمارية طموحة تقوم على أساس تحقيق أرباح او التوسع في أنشطته الاستثمارية بما يوازي الشركات العالمية، التى تحقق أرباح طائلة داخل وخارج مصر.
وتستعرض "الفجر" في هذا التقرير ٣ شركات عالمية تعمل في مجال البريد السريع والخدمات اللوجيستية استطاعت تحقيق أرباح سنوية طائلة وفق خططها الاستثمارية الطموحة.
الشركة الأولى "دى اتش إل" الألمانية والتى ارتفعت ارباحها بنسبة ٦٪ خلال العام الماضي لتحقق أرباح بقيمة ٥٣٤ مليون دولار.
أما شركة أرامكس الإمارتية فقد ارتفعت أرباحها بنسبة ١٢٪ لتحقق أرباح بنهاية الربع الأول من العام الجاري وصلت إلى 96.9 مليون درهم ،مقارنة بـ 86.6 مليون درهم أرباح الربع الأول من العام الماضي.
وعلى مستوى النتائج السنوية، فقد بلغت الأرباح الصافية للشركة ٣١١ مليون درهم خلال عام 2015، مقابل 318 مليون درهم في عام 2014 ، بتراجع 2.2%.
فيما ارتفعت أرباح فيديكس الأمريكية بنهاية ٢٠١٥ لتحقق ٦٩٢ مليون دولار مع توقعات بزيادة ارباحها بعد تقدمها للاستحواذ على شركة تى ان تى الأوروبية وهو ما ينذر بزيادة حصتها بالسوق الأوروبي.