عبدالعزيز العقاد لـ "الفجر": رفضت بيع منزل العقاد للشيخه موزة.. والتشققات مستمرة في متحف منزل العقاد
قال المهندس عبدالعزيز العقاد، ابن شقيق الكاتب والأديب عباس محمود العقاد، في تصريح خاص لـ "الفجر" أنه منذ عامين أو ثلاثة سنوات قبل ثورة 25 يناير، كانت الشيخة موزة حرم أمير قطر السابق، كانت في زيارة رسمية لمحافظة أسوان وزارت متحف العقاد وطلبت مقابلتي، ولكن سفرها المفاجىء من أسوان حالت دون ذلك، وبعد اسبوع فؤجئت بمندوب من دوله قطر حضر خصيصًا لزيارتي بمنزل العقاد بأسوان، وقام بتصوير المنزل لعمل متحف باسم العقاد، ورفضت هذا العرض، وقلت له بالحرف الواحد "منزل العقاد ليست للبيع" وإذا حكمت الظروف سوف تقوم وزارة الثقافة والآثار ومحافظة أسوان بعمل متحف أو كدولة تفعل ماتشاء بشرط تعويض الورثة بنفس مساحة الأرض والمبالغ، وأضاف عبدالعزيز العقاد بأن وزارة التوثيقات بدوله قطر، أخبروني بوضع أي مبلغ أريده في سبيل التنازل عن المنزل.
تشققات بمنزل العقاد بأسوان
وأشار عبدالعزيز العقاد، بأنه لاحظ بعض الحوائط الملاصقة للجار بها بعض التشققات ما يعزز احتمالية سقوط هذه الحوائط، وحضر بنفسه اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان الى المنزل ليشاهد على الطبيعة عن هذه التصدعات بمنزل العقاد ورافقه بعض القيادات التنفيذية، وطلب منهم ترميم هذا المنزل ، واستطلاع احد المكاتب الاستشارية الهندسيه باسوان وبمشاركه الاثار والثقافه والوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان لإنهاء الاجراءات الخاصة بالترميم ووضعه كأنه مبنى اليوم.
وأوضح عبد العزيز العقاد ، بان محافظ اسوان طلب بتشكيل لجنه من المسئولين ودخول عبد العزيز العقاد فى اللجنه كمسئول حكومى ، وذلك لسرعه الترميم وتجديد الاثاث ، واننى عرضت على المحافظ بأن الورثه ليست لديها مانع من عمل المنزل كمتحف يضم مقتنيات العقاد الموجودة
وأوضح عبد العزيز بأنه تم إنشاء بيت العقاد فى عام 1948 على مساحة 220 متر بنظام الحوائط الحاملة ومكون من 3 أدوار ولم يشهد أى أعمال إحلال وتجديد ، فيما عدا بعض الدهانات حيث قام الكاتب الراحل بأول زيارة للبيت فى عام 1950 ، وكان يلتقى بمحبيه وزائرية فى الدور الأرضى للمنزل بشكل سنوى حيث كان يعقد حلقات الأدب واللقاءات والدواوين الشعرية معهم.
وأشار عبدالعزيز العقاد بأنه صدر قرار مجلس الوزراء رقم 2650 لسنة 2007 بضم بيت العقاد للطراز المعمارى للأثار ، ولكن فوجئ فى شهر نوفمبر 2015 بوجود بعض التصدعات والتشققات بأحد غرف المنزل فى الدور الأرضى وأيضاً بالمطبخ ودورة المياه نتيجة للمياه الجوفية ، وقام بمخاطبة الوحدة المحلية ووزارة الإسكان لتنفيذ أعمال الترميم ، ولكن حرص المحافظ بزيارة المنزل وأتخذ إجراءات هامة سيكون لها مردود إيجابى فى القريب العاجل.
وطالب ابن شقيق العقاد، بنقل المكتبة إلى منزل العقاد في أسوان وتحويل المنزل بالكامل إلى متحف، مؤكدًا أن المنزل يتسع للمكتبة ليكون متحفًا متكاملًا للعقاد هناك
وقال إن هناك بعض مقتنيات العقاد موجودة، منها حجرة النوم والمكتب الخاص به في قصر ثقافة أسوان، وهناك بعض المقتنيات والمتعلقات الشخصية للعقاد به من بينها حجرة معيشته ومكتبته الخاصة وبعض الملابس التى كان يشتهر بها مثل الروب والكوفية والعصى والطربوش.
وأكد ابن شقيق العقاد، أن العقاد كان ثائرًا بقلمه وأدبه، معربًا عن أمله أن تقوم وزارة الثقافة بتعويض أسرة العقاد وتحويل المنزل إلى متحف متكامل للعقاد ، فى هذه الحاله على المحافظة توفير قطعه ارض بمساحه المبنى وتعويضهم على المبانى المقامه على هذا المبنى ، فرحب محافظ اسوان الحالى بهذا الكلام وطلب من التنفيذيين ان يعرض الامر عليه من خلال اللجنه المشكله حتى تتبع الاجراءات القانونية في ذلك.
وعلى مقربة من مقبرة العقاد يوجد تمثال ضخم للأديب العقاد يقول عنه ابن شقيقه عبد العزيز العقاد ، إن لدينا بعض التحفظات على التمثال منها، عدم وجود كوفيته الشهيرة التى كان يرتديها وأيضا طول التمثال المفرط وعدم تناسقه مع حجم الرأس فى الوقت الذى لم يكن فيه العقاد طويل القامة ولكن أشكر كل من ساهم فى عمل هذا التمثال وعلى رأسهم المثال المصرى الكبير "عبد العزيز مصعب" و الذى قام بتصميم التمثال.
يُذكر أن الأديب الكبير عباس العقاد ولد في أسوان جنوب مصرفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من يونيو عام 1889م وكان أجداده يعملون في صناعة الحرير، فعرفوا بذلك اللقب العقاد؛ الذي يطلق على من يعقد الحرير، والعقاد ولد لأب ينتمي لمحافظة دمياط وأم من أصول كردية وحصل على الابتدائية عام 1903 ولم يكمل تعليمه لكي يساعد أبيه في المعيشة وتوفيرًا لنفقات الأسرة لما تعانيه من مصاعب في المعيشة مما خلق بداخل وجدان العقاد روح التحدي وقوة الإرادة وصلابة المواجهة لصعوبات الحياة ليُلقب بحق (عملاق الأدب العربي) وكانت من علامات نبوغ العقاد في الأدب وتنبوء الأيام بشموخ قامته الأدبية يومًا ما.
حينما زار إمام الإصلاح والتنوير و التعليم (محمد عبده) لمدرسة العقاد بأسوان عام 1903 وأخذ كراريس الطلبة ووجد العقاد كاتبًا موضوعًا للتعبير عن فوائد الحرب وناقشه في هذا الأمر شفويًا كناية على ما كتبه العقاد في كراسته وبعد الانتهاء من هذا الموضوع صـرّح محمد عبده وهو يربت على كتف العقاد: ما أجدر بهذا الفتى بأن يكون كاتبًا كبيرًا يومًا ما.
وعقب اتمام تخرجه في المدرسة الابتدائية رأي والده أن يكتفي بما حصل عليه من العلم وأن يعين في الوظيفة الحكومية فلم يجد الفتى بُدًّا من أن يطيع والده.
ومكث في البيت في انتظار الوظيفة تحقيقًا لرغبة والده وأفراد أسرته، وطال انتظاره، فتطوع بالتدريس في المدرسة الإسلامية الخيرية بأسوان، لكن والد العقاد استطاع بعد فترة أن يوظفه بأربعة جنيهات بالقسم المالي بمدينة قنا عام 1904م، وفي أثناء عمله بالصعيد كان هو وبعض زملائه الموظفين من أنحاء قنا يعقدون الندوات الأدبية لإلقاء الزجل ومقطوعات الشعر التي ينظمونها، ثم انتقل العقاد في نفس العام إلى مدينة الزقازيق، وأخذ يتردد على القاهرة كل أسبوعين لينهل من ندواتها الأدبية ويقتني منها الكتب القيمة.
وفي عام 1906م استقال العقاد من وظيفته بعد أن ملَّ منها؛ فذهب إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنائع، ثم تركها وعمل بمصلحة البرق، وكان يسكن في حجرة يستأجرها ببضعة قروش يضع فيها كل ما يملك من كتب قديمة كان يشتريها من حي الأزهر العتيق، وتتعثر أحوال عباس العقاد المادية، ويعجز عن مواجهة أعباء الحياة، حتى إيجار الحجرة التي كان يسكن فيها أصبح يمثل له مشكلة كبيرة، فاضطر إلى الرحيل إلى بلدته أسوان تاركًا كتبه ومتاعه في الحجرة، فمكث هناك مدة قصيرة، وسرعان ما عاد إلى القاهرة سريعا، لتبدا انطلاقتة الحقيقية مع الشعر والأدب والصحافة ليترك لنا مئات من الكتب والعبقريات والمؤلفات التى أثرى بها المكتبة العربية.
العقاد خلال مسيرته تعرض للسجن عام 1930 بسبب عيبه في الذات الملكية حينما قام الملك فؤاد بإلغاء دستور 1923 وحل محله دستور 1930 وصرح في مقالة له: (إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه).
كان العقاد من أكثر المدافعين عن سعد زغلول وأكثر من هاجموا كل من ينتقد سعد زغلول خاصة بعد دخول سعد زغلول في سياسة المفاوضات مع الإنجليز بعد ثورة 1919.
و ظل العقاد منتميًا للوفد وسياسات الوفد ، تعرف بمقتنياته، ومنزلة الصغير بمدينة أسوان والمقبرة الخاصة التى دفن بها باسوان المتواجدة الآن أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بالقرب من كورنيش النيل، فيما وضع أمامها تمثال له لتخليد ذكراه، كما ان قصر ثقافة العقاد والذي أنشأها ليخلد اسم عملاق الأدب العربى ، محافظ أسوان السابق محمد عزت سلامة هو من اختار مقبرة العقاد ، دفن فيها فى 12 مارس عام 1964 حيث كان من المقرر أن يدفن العقاد فى مقبرة الأسرة بجبانة أسوان القديمة.
وتحتفل مصر من كل عام بذكرى رحيل عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد والذي رحل عن دنيانا في 12 مارس عام 1964.
صـرّح عنه الزعيم الراحل سعد زغلول: "أديب فحل، له قلم جبار، ورجولة كاملة، ووطنية صافية، واطلاع واسع، ما قرأت له بحثًا أو رسالة في جريدة أو مجلة إلا أعجبت به غاية الإعجاب" وكان يناديه سعد زغلول بلقب (جبار القلم) واعتبره خير معبر عن الوفد وأهدافه.
وصرح عنه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر "كنت دائما معجبا بالعقاد ولاسيما فى الفترة التى خرج فيها على الوفد وكان يكتب فى روز اليوسف اليومية، وخلال الحرب كان مؤيد للحفاء واتهمه البعض بأنه عميل لهم، ولكني لا أعتقد أن العقاد يمكن أن يكون عميلا لأحد".
فيما صـرّح عنه السادات "إن حرية الفكر والنظر تتطلب غزارة معرفة واتساع أفق وعمق بحث وسلامة منطق ونصوع حجة وإيمان قلب وإنصاف رأي واستقامة مذهب وتنزها عن الهوى، ولما كان محل اتفاق أن الأستاذ عباس العقاد موفور النصيب من هذا كله، كان طبيعيا أن يتجة التفكير آلية، وكان طبيعيا أن يرتاح هو إلى هذا الاتجاه لما أخذ نفسه به من مؤازرة الحق وتأييده ومقاومة الباطل وتفنيده