الطائرة المنكوبة.. تفضح نفاق الغرب في التعامل مع الأزمة

 

 

فور سقوط الطائرة الروسية على الأراضي المصرية صباح السبت 31 أكتوبر 2015، قامت الدنيا ولم تقعد وفي أول رد فعل لدول الغرب تم إلغاء رحلات طيران دول غربية رغم أن التحقيقات لم تكن تشر بعد لصحة وجود عمل إرهابي وراء الحادث.. على الجانب الآخر نرى أن الدول ذاتها وقفت صامته تجاه تحطم الطائرة المصرية المُقلعة من باريس، ولم تتخذ أي إجراءات تصعيدية بوقف رحلة طيران واحدة مثلًا، رغم شبهة عمل إرهابي وراء الحادث.. الأمر الذي يطرح تساؤل "لماذا لم يكن التعامل بالمثل في قضية مشابهة"؟.

 

في البداية نعيد تذكير الأذهان بردود فعل دول الغرب بعد تحطم الطائرة الروسية نهايات العام الماضي.

 

قرار سلطة الطيران المدني الروسي بوقف رحلات "مصر للطيران"، شركة الطيران الرسمية المصرية، إلى المطارات الروسية أضاف بعدا جديدا للأزمة المحتدمة ضمن تداعيات سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر الماضي، في سيناء، وذلك رغم أن التحقيقات في الحادث ﻻ تزال جارية حتى الآن.

 

في نوفمبر 2015، أصدرت السلطات الفرنسية بعد اجتماع لمجلس الأمن الفرنسي، بقيادة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بيانا أوضحت فيه اتخاذها قرارا بوقف كافة الرحلات الجوية المباشرة بين فرنسا وشرم الشيخ بعد تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء لضمان سلامة المواطنين الفرنسيين، ومن الآن فصاعدا سيتم إلغاء الرحلات المباشرة بين فرنسا وشرم الشيخ.

 

لم يقتصر الأمر على "باريس" فقد قرارت السلطات البريطانية والهولندية منع الطيران المباشر لشرم الشيخ ومنع تحليق الطائرات فوق شبه جزيرة سيناء لضمان سلامة مواطنيها.

ألمانيا

كما أعلنت شركات الطيران الألمانية "لوفتهانزا" و "يورو وينجز" و "إديلويز"  وقف رحلاتها المباشرة من وإلى شرم الشيخ.

من جانبها قررت شركة طيران الخطوط الجوية التركية، الحد من رحلاتها لشرم الشيخ، كما أعلنت عن توجه فريق من الخبراء في مجال السلامة إلى مطار شرم الشيخ لتقييم الإجراءات الحالية في المطار.

 

كما أعلنت أيرلندا هي الأخرى توقف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، إضافة إلى إعلانها تجنب المجال الجوي فوق شبه جزيرة سيناء.

 

وأشارت وكالة " بلومبرج" إلى البيان الذي أصدرته شركة طيران البلطيق "إير بلطيق" والذي أعلنت فيه هي الأخر تعليق رحلاتها اليومية من وإلى شرم الشيخ..

 

كان هذا جانب من تعامل الغرب مع أزمة تحطم الطائرة الروسية على الأراضي المصرية، ولنستطلع دلائل وجود عمل إرهابي وراء حادث الطائرة التي انطلقت من مطار شارلي ديجول بباريس.

 

 

قال المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء إنه لا يستبعد وجود عملية إرهابية في سقوط الطائرة المصرية، داعيًا في تصريحات للتليفزيون المصري، جميع أجهزة الدولة للتعاون من أجل الوقوف على أسباب اختفاء الطائرة، موضحًا أنه يجرى إطلاع أهالي الطائرة بكافة تطورات الحادث. 

كما رجح وزير الطيران المصري شريف فتحي وجود عمل إرهابي وراء تحطم طائرة مصر للطيران. وقال فتحي إن احتمال أن يكون هجوم إرهابي وراء تحطم الطائرة أكثر ترجيحا من وجود خلل فني.

 

أما رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي ألكسندر بورتنيكوف فقال إن تحطم الطائرة سببه "عمل إرهابي على الأرجح"، داعيا الشركاء الأوروبيين للعمل سويا لتحديد المسؤولين عن إسقاط الطائرة.

 

قال العقيد حاتم صابر، الخبير الأمني في شئون الإرهاب، إن حادث سقوط الطائرة المصرية المنكوبة هو حادث إرهابي.

 

وأوضح "صابر"، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "غرفة الأخبار" عبر فضائية "سي بي سي اكسترا"، أن فرنسا مستهدفة على مستوى مخابراتي عالي وبعيد، وفرنسا هى كلمة السر في العمليات الارهابية، نظرًا لكونها تغرد خارج السرب الأمريكي الأوروبي، مستبعدًا أن يكون سبب الحادث خطأ فني.

 

أجاب على التساؤل المطروح سلفًا الدكتور نور فرحات الفقيه الدستوري، الذي قال في تدوينه على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "عندما انفجرت الطائرة الروسية في الأجواء المصرية قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن وقيل أن مطارات مصر غير آمنة وتوقفت السياحة، هذه طائرتنا أقلعت من مطار شارل ديجول أحد أعظم مطارات العالم وفشلت سلطات الأمن الفرنسية في تأمين الطائرة قبل إقلاعها".

 

وأضاف: "مطارات فرنسا غير آمنة، ولابد من مراجعة احتياطات الأمن فيها، ومن الناحية الأخلاقية يجب على روسيا وبريطانيا تحديدًا وقف الرحلات الجوية إلى فرنسا حتى يتم تأمين المطارات الفرنسية تحت إشراف دولي، أم أن الكيل بمكيالين حتى في الطيران؟".

 

 

وفي رد مثير للعجب قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنه من السابق لأوانه الحديث عن وقف حركة الطيران بين روسيا وفرنسا، حتى في حال تأكيد وقوع عمل إرهابي على متن الطائرة المصرية.

 

وأضافت "زاخاروفا"، ردًا على سؤال حول إمكانية تقديم الخارجية الروسية توصيات بوقف حركة الطيران مع فرنسا، حسبما نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية: "لابد أولا من الحصول على معلومات مؤكدة حول ما حدث هناك، ومن ثم استخلاص الاستنتاجات".

 

وبدوره يقول الدكتور أحمد مهران، الخبير القانوني، إن تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل يكون عادة بين الدول التى تتقارب بينهم موازين القوى سواء على المستوى الاقتصادي أو العسكري و التقني متى كانت بينهم مصالح قوية مشتركة تحرص كل دولة منهم على استمرارها.

 

وأضاف مهران في تصريح خاص، أن مصر حليف سياسي لدول أوربا العظمي ولذلك لا تريد أن تخسر علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع هذه الحكومات.

 

وتوقع الخبير القانوني، تحقيق قضائي ونتائج وتقارير على غرار تلك التي خرجت من وزارة الداخلية فى قضية ريجيني.