عزيمة "طالب طب" بالطائف تتغلب على "السرطان" ليحصد الشهادة بتفوق
لم تتوقف عزيمة وإصرار طالب طب سعودي بكلية الطب بجامعة الطائف عند إصابته بمرض السرطان قبيل تخرجه بأشهر قليلة؛ إذ استطاع إكمال ما تبقى من دراسته في الطب، والحصول على الشهادة بتفوق قبل نحو أسبوع.
ويروي والد الطالب "عبدالله سعد الأسمري" لـ"سبق" تفاصيل اكتشاف إصابة ابنه بمرض السرطان، وقال: التحق ابني بكلية الطب بمحافظة الطائف، وبعد أكثر من ست سنوات من الدراسة، وتجاوز غالبية المواد بتفوق - ولله الحمد -، أُصيب بمرض السرطان في الغدد اللمفاوية، وكنا نحن عائلته نسكن في العاصمة الرياض، وهو يسكن في الطائف؛ ما اضطرنا للانقسام لعائلتين، نصفنا معه والنصف الآخر بقي بالرياض؛ كون لدينا أعمالاً هنا وأبناء وبنات ملتحقين بالدراسة، فيما بدأ الخوف والقلق يدب فينا على ابننا المصاب بالسرطان، خاصة أنه بدأ يردد أن زملاءه سوف يتخرجون وهو لا يستطيع ذلك. وأضاف: قمنا بإدخاله مركز الأميرة نورة للأورام بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بجدة، وبدأ ابني مراحل العلاج، ولمسنا حرص المركز على رفع معنويات ابني والمحافظة على تحسين نفسيته، عندها طلب منا التواصل مع جامعة الطائف لمساعدته في إجراء الاختبار في المادتين المتبقيتين له، ووجدنا التعاون التام من مسؤولي الجامعة الذين وقفوا بجانبه، وأكدوا أنهم على استعداد لتسهيل عملية دخوله الاختبار. وبفضل الله، ثم بمساندة مسؤولي كلية الطب بالجامعة، تمكن ابني من دخول الاختبار وتجاوزه، وحصل على الشهادة بتفوق.
وزاد: في ظل تطوُّر الطب والمراكز التي تهتم بمريض السرطان لم يعد هناك مجال للتشاؤم بعد الإيمان المطلق بالله تعالى، كما أن الاقتناع الداخلي للمريض هو ما يغيّر التفكير بالمرض، ومدى تقبله لبدء العلاج وممارسة حياته بشكل طبيعي، كما أن التثقيف الصحي للمريض له دور مهم، إضافة إلى الدعم النفسي من الأسرة للمريض.
وأكد أنهم لمسوا هذا الدور من الأطباء بمركز الأميرة نورة للأورام بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني بجدة، الذين قالوا له: "نتمنى أن نراك تعمل طبيبًا بصحبتنا في المركز بعد تخرجك".
وقدم والد الأسمري شكره للعاملين في مركز الأميرة نورة للأورام على الجهود التي بذلوها مع ابنه، كما شكر جميع من وقف معهم أثناء علاج ابنه، سائلاً الله أن يجعل ما بذلوه في موازين حسناتهم.