20 مايو ذكرى ميلاد الشهيد "أحمد حمدي" وإطلاق اسمه على نفق بالسويس
نفق الشهيد أحمد حمدي الذي يربط محافظة السويس وشبه جزيرة سيناء ويعبر منه يوميًا الآف السيارات وهو أكبر وأهم المشاريع العملاقة التي نفذتها مصر لربط سيناء بباقي محافظات الجمهورية ويبعد عن القاهرة بنحو 130 كيلومتر، وقد تم إنشائه بمساهمة أوروبية وتنفيذ شركة بريطانية والمقاولون العرب، وأطلق الرئيس محمد أنور السادات اسم الشهيد اللواء أحمد حمدي على النفق تكريمًا للأعمال البطولية التي قام بها الشهيد في حرب 1973 وسمي نفق الشهيد أحمد حمدي.
واللواء مهندس أحمد حمدي، عسكري مصري، ولد في 20 مايو 1929 واستشهد في 14 أكتوبر 1973، وهو أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، كان والده من رجال التعليم بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفي عام 1951 التحق بالقوات الجوية ومنها نُقِل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وقد حصل الشهيد على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتى بدرجة امتياز.
أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 – من جيوش فرنسا وبريطانيا وإسرائيل – أظهر حمدي بطولة واضحة حينما فجّر بنفسه كوبري الفردان في نطاق محافظة بورسعيد حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، وأطلق عليه زملاؤه لقب "اليد النقية" لأنه أبطل آلاف الألغام قبل انفجارها، وكان معروفًا عنه بمهارته وسرعته في تفكيك الألغام، وقد درّب أجيالًا في هذا المجال، كما كان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربى لقناة السويس بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو.
تولّى حمدى قيادة لواء المهندسين المتخصّص فى تنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثانى الميدانى، وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر 1973، وعندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973، طلب اللواء من قيادته التحرك شخصيًّا إلى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل فى تركيب الكبارى على القناة، وتحرّك بالفعل إلى القناة، واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، ينتقل من معبر إلى آخر حتى اطمأن قلبه إلى بدء تشغيل معظم الكبارى والمعابر، فصلّى ركعتين شكرًا لله على رمال سيناء المحررة.
فى يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك جنوده فى إعادة إنشاء أحد الكبارى لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة لتطوير وتدعيم المعركة، وفى أثناء ذلك ظهرت مجموعة من "البراطيم" متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذى تم إنشاؤه من الكوبرى، مُعرِّضة هذا الجزء للخطر، وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل إلى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبرى وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدًا عن منطقة العمل، وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبرى أُصيب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده، كانت الإصابة الوحيدة وكان هو المصاب الوحيد ولكنها كانت إصابة قاتلة، ليستشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائمًا.