الفساد يطول امتحانات "الوعاظ" بالأزهر.. والمشيخة تؤكد: "الشفافية" مبدأ لا يتجزأ
غضب عارم، واحتجاج وتجمهر شهده محيط مشيخة الأزهر، للمتقدمين لمسابقة الأوعاظ التي تم الإعلان عنها في وقت سابق، متهمين المشيخة بالتلاعب في نتيجة المسابقة، مطالبين الأزهر بإعادة المسابقة وتحقيق العدالة في الاختيار، وهدد البعض منهم بالدخول في اعتصام مفتوح.
الأمر بدأ منذ أن قامت مشيخة الأزهر الشريف، بالإعلان عن مسابقة في أغسطس من العام الماضي لعدد 11880 وظيفة متاحة، والتي اختص الوعظ منها بعدد 2205 وظيفة، وقال المحتجون أن الأزهر بعد أن قام بإعلان النتائج الخاصة تبين أنه لم يقم بإتباع الشروط المطلوبة، بل قام بإعداد كشوف الناجحين بناء على الوسطة والمحسوبية -على حسب قولهم-.
وطالب الكثير من المتضررين بضرورة إعادة فتح باب الامتحان مرة أخري والتعامل وفق الشروط المنصوص عليها، وقد كانت هذه الشروط كالاَتي:-
أولا: عامل السن أن لا يتجاوز المتقدم أربعون عام، وفي نفس الوقت أن يكون خريج جامعي بتقدير جيد علي الاقل.
ثانياً: هو التواجد بمقر الامتحانات واجتياز الامتحان التحريري ثم الامتحان الشفوي، والمقابلة الشخصية، وأن الأسبقية في التصفية النهائية تأتي وفقا لنتائج الاختبارات والمقابلة الشخصية وعند التساوي في ذلك يقدم الأعلى في مرتبة الحصول على المؤهل المطلوب فالدرجة الأعلى ومن ثم فالأقدم في السن.
وقال المحتجون: ما قد حدث في المسابقة كالاتي:
أولاً: وضع الأزهر شروطًا للمسابقة وأوضح أن من سينطبق علية الشروط سوف يقوم للخضوع لامتحان تحريري، ومن ثم ووفق للنتيجة يتعرض المتقدم على الامتحان الشفوي في حين كانت بداية الامتحانات التحريرية في سبتمبر 2015، بمراقبة أساتذة الجامعة ووعاظ من مجمع البحوث الإسلامية، وقبل دخول هذا الامتحان يقوم الممتحن بتقديم صورة من الأوراق الشخصية لتأكد من صحة البيانات.
ثانياً : في 15 ديسمبر، تم الإعلان عن نتيجة الناجحين الذين اجتازوا الامتحان التحريري ونشر أسمائهم على بوابة الأزهر وأوضح أنهم سوف يقومون بتحديد مواعيد الاختبارات الشفوية.
ثالثاً: في ديسمبر أعلن الأزهر عن بدء الامتحانات الشفوية، إلا إنه في منتصف الوقت تم وقف الامتحانات فجأة، بحجة إعطاء المتقدمين فرصة للمراجعة وفحص التظلمات.
رابعاً: في 24 من يناير 2016 أعلن الأزهر أمرا مختلفا وهو الامتحان المركزي النهائي لجميع من سبق امتحانهم (الناجين والراسبين) و أن من يجتاز هذا الامتحان سوف يستلم عمله مباشرة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يخضع فيها الممتحن لأكثر من اختبار.
خامساً: في 19 إبريل من عام 2016 أعلن الأزهر عن اختبار شفوي ومقابلة شخصية لمن اجتازوا الامتحان التحريري الثاني، ولم يلتزم بما اتفق علية بان هذا هو الامتحان النهائي، وفي اليوم التالي وضعت بوابة الأزهر استمارة بحث بالرقم القومي على الموقع الالكتروني لمن يحق له دخول الامتحان مخالفًا شروط العلانية المطلوبة في المسابقات العامة لسبب غير معروف.
ورصدت "الفجر" مجموعة من آراء المتضررين من المسابقة ومطالبهم..
من جانبه أكد الشيخ محمد بخاطروا -35 عام- من محافظة الغربية، أن هناك ممتحنين التحقوا بالمسابقة، و لا تنطبق عليهم شروطها، كما أن وجود رقم سري منع شرط العلانية في المسابقات العامة، وهذا مخالف للقانون -على حسب قوله-.
وأضاف "بخاطروا" أن المقابلة الشخصية فقط وضع لها ثلاثون بالمائة، من درجات الامتحان بما يخالف كل مقاييس القبول في المسابقات وقد تم تقسيم الدرجات 40 درجة للامتحان التحريري، و30 درجة للامتحان الشفوي مقسمين إلى 10 درجات للقراَن و10 درجات لأصول الدين و10 للغة العربية، بالإضافة إلى30 درجة للمقابلة الشخصية، الأمر الذي يفتح باب الوساطة والمحسوبية -على حد قوله-.
وفي سياق متصل أوضح الشيخ غنيم القصاص، أحد المتقدمين للمسابقة من محافظة كفر الشيخ، أن الالتحاق بالمسابقة كان أشبه بالحلم للعمل بالحكومة، ولكن التلاعب الذي حدث في النهاية هو أمر غير مقبول به، لافتاً إلى أن هناك امتحان تحريري قد تم إلغاء نتيجته دون وجه حق، وأن هناك امتحان شفوي لم يتم الالتحاق به نظرًا لسوء الادارة في الامتحانات.
وأضاف "القصاص" أن هناك أشخاص لم يتجاوزوا سن السادسة عشر والسابعة عشر وقد تقدموا للمسابقة واجتازوا الامتحان الأول والثاني.
ومن جانبه أوضح الشيخ رضا عبد الجليل، 33 عام، كفر الشيخ، أن المسابقة كانت تتميز بمنتهي النزاهة، عندما كان هناك فصل بين المحافظات، لافتًا إلى أن تغير الشروط والتأخير الذي حدث، كان نتيجة لإضافة مسابقة القاهرة ومسابقة كفر الشيخ معًا.
وطالب "عبد الجليل"، بأن تعاد الامتحانات مره أخرى، وأن يكون هناك فرصة عادلة بين جميع المتقدمين دون وسطي أو محسوبية.
وفي سياق متصل أوضح الشيخ أحمد عيسي، دراسات عليا بقسم الفقه العام، وهو أحد المتقدمين للمسابقة بمحافظة كفر الشيخ، أن هناك أشخاص لم تؤدي الخدمة العسكرية، أو أكملت شهاداتها الدراسية ومع ذلك كانت من المتقدمين في الامتحانات، لافتًا إلى أن كان من بين المتقدمين أشخاص خريجي كلية أداب وفنون، وهذه ليست التخصصات المعلن عنها في المسابقة.
وطالب "عيسي"، بضرورة الالتزام بالشفافية في المسابقات الخاصة بالوظائف الجديدة، وأن يكون أولويه الناجحين نابعه من تفوقهم وأحقيتهم بالفرصة.
ومن جانبه قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف: أن المسابقة يتم التعامل معها بشفافية تامة، لافتًا إلى أن مشيخة الأزهر تتعامل مع المسابقة وفق القواعد والقوانين، وأن التعامل أصبح إلكترونيًا بدلًا من التعامل بالشكل الروتيني بالأوراق، حتي يتساوى الجميع دون واسطة أو محسوبية كما يقال ويشيع البعض، ولا يكون هناك أي فرصه للتلاعب أو فرصه لتغير النتائج، نافيًا ما تردد علي لسان بعض المتقدمين.
وأضاف "شومان" أن عند الانتهاء من الاختبارات سيتم الإعلان عن نتيجة المسابقة بكل شفافية، وستكون النتائج وفق المعايير الموضوعة عن طريق نتائج الاختبارات، الشفوي والتحريري، والمقابلة الشخصية، ثم الرجوع إلى معيار المؤهل الدراسي والسن.