"النظام الرئاسي" بتركيا يشعل الخلاف بين الحكومة والمعارضة.. وخبير: هدفه انفراد "أردوغان" بالحكم

عربي ودولي

أردوغان - أرشيفية
أردوغان - أرشيفية



منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نيته لتحويل النظام التركي إلى نظام رئاسي، وجه بانتقادات كبيرة من جانب المعارضة التركية والتي يتزعمها كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، والذي أكد مؤخراً أن النظام الرئاسي لن يتحقق إلا بإراقة الدماء، مما أثار غضب الحكومة التركية وخرجوا بتصريحات قوية للرد على "قليتشدار".

وفي هذا السياق ترصد "الفجر"، الصراع الناشب بين "أردوغان" وحكومته وبين المعارضة التركية.


التحالف بين الحزب الحاكم والمعارضة
طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إمكانية التحالف بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية، لكتابة دستور جديد يحول تركيا إلى النظام الرئاسي الذي يطمح إليه الرئيس التركي.

وقال أردوغان، وفق ما نقلت صحيفة "حرييت" التركية: "أعتقد أن الحزب الحاكم وحزب الحركة القومية لديهما أرضية مشتركة، وأنا من أنصار الرأي الذي يقول إن الناس سيقولون نعم لدستور وطني يعكس النسيج الثقافي، وهذا يتحقق إذا اجتمع الحزبان معاً".

وأوضح أردوغان، أن اللجنة الحزبية المكلفة بتعديل الدستور انتهت من كتابة 60 مادة، لكن لا يمكن تشريعه وتحويله إلى النظام الرئاسي، بسبب اعتراض حزب المعارضة الرئيسي "الشعب الجمهوري"، وتابع: "لكن هناك حاجة لإشراك المعارضة الرئيسية في عملية صياغة الدستور".

وأضاف الرئيس التركي: "ليس من الضروي أن يضع كل منا يده في يد الآخر، ولكن من الممكن أن الحزب الحاكم والحركة القومية يسيرا جنيا إلى جنب باتجاه تحويل تعديل الدستور إلى الاستفتاء الشعبي".


الدعوة لاستفتاء شعبي
ودعا الرئيس التركي، في6 مايو الجاري، إلى تنظيم استفتاء على الإصلاح الدستوري لتعزيز النظام الرئاسي في أقرب وقت.

وقال الرئيس التركي، إنه بوجوب طرح النظام الرئاسي للاستفتاء الشعبي بأسرع وقت، من أجل تحقيق الاستقرار وضمان مستقبل الأجيال القادمة ومن أجل من عقدوا آمالهم على تركيا قوية، وفقاً لما نقله موقع "أر تي".


المعارضة القومية تعلن رفضها
قال زعيم المعارضة القومية في تركيا، الثلاثاء الماضي، إن مساعي حزب العدالة والتنمية الحاكم لتطبيق الرئاسة التنفيذية "باطلة"، نافيا تكهنات بأنه قد يؤيد دستوراً جديداً لتغيير النظام السياسي في البلاد.

وأضاف دولت بهجلي رئيس حزب الحركة القومية اليميني، أمام نواب الحزب في البرلمان، أن تهيئة الأجواء لانتخابات مبكرة بعد إعلان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو تنحيه الأسبوع الماضي تصل إلى حد "الخيانة".


الكلمة الأخيرة للشعب
ورداً على تصريحات المعارضة القومية، أفاد أردوغان، الثلاثاء الماضي، أن الشعب التركي هو الذي سيعطي الكلمة الأخيرة بخصوص الانتقال إلى النظام الرئاسي في البلاد، مؤكداً ضرورة التوجه نحو الشعب وعدم الخشية من خياراته، وفقا لما ذكرته وكالة "الاناضول" التركية.

وأشار أردوغان، أن الدستور الجديد ليست عملية إعادة صياغة للدستور الحالي للبلاد، بل تطبيق مفهوم إداري جديد في تركيا، ولفت أن إجراء نقاشات حول الدستور الجديد والنظام الرئاسي معاً في البلاد أمر طبيعي، وأن النظام الإداري الحالي لم يجد حلاً للمشاكل لغاية اليوم.


لا يُمكن تحقيقه دون إراقة دماء
فجر  كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض،  قنبلة سياسية كبيرة في كلمة خلال الجلسة العامة لاتحاد الغرف والبورصات التركية الأربعاء الماضي، قائلا: "ما هو هذا النظام الرئاسي؟ سيتكلم شخص واحد وتصمت تركيا، سيتكلم شخص واحد والقاضي سيحكم بموجب كلامه، وسيجري إعداد قوائم النواب بموجب أوامره، شخص واحد يأمر فيدخل من يريد إلى السجن، ما هو هذا النظام؟ إنه النظام الرئاسي، هذا النظام الرئاسي لا يمكن تطبيقه في هذ البلد دون إراقة الدماء". وفقاً لموقع "دايلي صباح".


تصريحات خطيرة للغاية
وأثارت تصريحات "جليجدار" فضب الحكومة التركية، حيث وصف الناطق باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، عمر جليك الأربعاء الماضي، تصريحات "قليجدار" حول الانتقال إلى النظام الرئاسي بـ الـ"خطيرة للغاية"، داعياً إياه إلى تصحيحها.

وقال جليك: "هذه التصريحات خطيرة للغاية، ونأمل تصحيحها، لكن للأسف لا يبدو على حزب الشعب الجمهوري أنه سيتخلى عن عاداته السياسية التي ينتقدها الجميع، وهذا من سوء حظ تركيا"، مشيراً إلى أن حزب "العدالة والتنمية" سيقترح على البرلمان، الانتقال إلى النظام الرئاسي الكامل، دون أن يحدد موعد ذلك بحسب ما اوردت وكالة "الأناضول".


تحقيق في تصريحات "كليجدار"
ومن جانبه، أعلن المدعي العام في أنقرة، الخميس الماضي، عن فتح تحقيق بشأن تصريحات "كليجدار"، وأفادت وكالة الأناضول أن المدعي العام اعتبر الأخبار التي نقلت تصريحات كليجدار أوغلو، في وسائل الإعلام بمثابة "بلاغ"، وفتح تحقيقاً حول ذلك.


النظام الرئاسي ضروري
أفاد وزير الغابات وشؤون المياه التركي "فيصل إيرأوغلو"، بأن النظام الرئاسي ضروري لدولة بحجم تركيا، مؤكدا أن70 % من الشعب يفضلون النظام الرئاسي.

وقال: "أمامنا العديد من القضايا التي تحتاج إلى الالتفات إليها، من بين هذه القضايا "النظام الرئاسي"، تركيا أصبحت دولة كبيرة، وأصبح النظام الرئاسي شرطاً ضرورياً لدولة بحجم تركيا".

وتابع: "إنني كرجل عارف بالتاريخ السياسي أؤمن بالنظام الرئاسي وأرى أنه نظام في غاية الأهمية، وسنبذل قصارى جهدنا من أجل الوصول إليه، والإحصائيات كلها تشير إلى أن 70 بالمئة من الشعب يفضلون النظام الرئاسي على البرلماني، فالنظام الرئاس ضروري جدًا من أجل نمو تركيا، وضروري كي لا تدخل تركيا خلال المراحل القادمة في أزمات إئتلافية كما كانت عليه عند حدوث انتخابات برلمانية".

وانتقد "إيرأوغلو" تصريحات "كيلجدار أوغلو" زعيم حزب المعارضة فيما يخص النظام الرئاسي، قائلاً: "إن الشعب التركي صاحب فراسة، ويعلم أين تكمن مصلحته، ومن هنا أعيب على كليجدار أوغلو، على التصريحات التي أدلى بها فيما يخص النظام الرئاسي، وأقول له: إن كنت تثق بالشعب اذهب إليه، فإن السيادة من دون شرط أو قيد للشعب، ونحن لذلك نثق بالله أولا ثم بالشعب". وفقاً لموقع "ترك برس".


رئيس الوزراء ينتقد
انتقد نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، تصريحات زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو، التي قال فيها "إن تغيير نظام الحكم لن يتم دون إراقة الدم"، ووصف هذه التصريحات بأنها تنم عن العقلية الانقلابية القديمة لحزبه.

وأضاف كورتولموش، وفقاً لموقع "ترك برس" اليوم السبت، أن طريق تغيير الدستور، تتم عبر البرلمان، وإذا استلزم الأمر يكون عن طريق طرح الدستور للشعب للتصويت عليه.

وأوضح نائب داود أوغلو، أن تصريحات زعيم المعارضة تنم عن العقلية الرجعية للحزب، مبيناً أن القرار أصبح في يد الشعب التركي، ولن يتم الرجوع إلى العهد القديم.

وقال كورتولموش: "إننا نطالب باسم الشعب التركي، وباسم الديمقراطية، زعيم المعارضة بالتراجع عن تصريحاته الأخيرة، مؤكداً أن هذه التصريحات تدل على عدم اللامبالاة، والتناقض، والجهل بالديمقراطية، وعدم معرفة قواعد الديمقراطية"، موضحاً أن زمن الانقلابات، وإراقة الدماء، والإعدامات انتهى، وصار في الماضي.


"أردوغان" يهاجم المعارضة
هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، قائلاً:" زعيم المعارضة يتحدث عن إراقة الدماء في حال انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي، هؤلاء جاهلون في السياسة وآدابها، هل أراقت الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية الدماء عند انتقالها للنظام الرئاسي؟ كلا لم يحدث أبدًا".

وأكد أردوغان أن "الشعب هو الوحيد المخول للبت في هذا الأمر، وليس لكيليجدار أوغلو الصلاحية أو القوة لمعارضة ذلك، ففي حال صوّت الشعب التركي لصالح الانتقال إلى النظام الرئاسي، فعليك وقتها متابعة هذا الانتقال كالحمل الوديع"، وفقاً لوكالة الشرق الأوسط.


انفراد "أردوغان" بالحكم
فيما أكد محمد عبدالقادر خليل، الخبير في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحكومة التركية دخلت في حرب مفتوحة مع المعارضة، لافتاً إلى أن التصريحات الأخيرة للمعارضة تدل على رفضها الشديد لتحويل البلاد إلى النظام الرئاسي.

وأضاف خليل، أن المعارضة لن تسمح بتحقيق ما يطمع "أردوغان" في الوصول إليه عن طريق النظام الرئاسي، موضحاً أن المعارضة القومي حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، تعي جيداً أن الهدف من هذا النظام الجديد هو انفراد "أردوغان" بالحكم.

وأشار خليل، إلى أن جميع محاولات "أردوغان" للحصول على موافقة المعارضة على التحويل إلى النظام الرئاسي باءت بالفشل، وهو ما تسبب في الوصول إلى هذه الحالة من الهجوم المتبادل بين الحكومة التركية والمعارضة.