من الحكم بالإعدام إلى خلافة "مغنية".. مصطفى بدر الدين قيادي "حزب الله" المقتول بـ "سوريا"
مصطفى بدر الدين أمين، ويعرف أيضًا بـ "إلياس فؤاد صعب وسامي عيسى"، الرجل الثاني في حزب الله، وخليفة القائد العسكري للحزب عماد مغنية وصهره، وهو أيضاً عضو في مجلس شورى حزب الله، ومتهم بإغتيال رفيق الحريري في 2005، كما كان أحد المتهمين المحتملين من قبل المحكمة الخاصة للأمم المتحدة.
مولده ونشأته
ولد بدر الدين، في 6 أبريل 1961، ووالداه هم أمين بدر الدين وفاطمة جزيني وهو شقيق الزوجة الأولى للقيادي في "حزب الله" الذي قتل في سوريا عماد مغنية، وارتبط اسمه ببناية خليل الراعي، الكائنة في شارع عبد الله الحاج في الغبيري بجنوب بيروت، وببناية الجنان الكائنة في شارع العضيمي، في حارة حريك ببيروت.
إلتحاقه بـ "حزب الله"
بدأ بدر الدين عمله ضمن الجماعات الإرهابية منذ عام 1982، حيث جنده الحرس الثوري الإيراني مع "مغنية" قبل تأسيس "حزب الله"،حيث كان "بدرالدين" و"مغنية" في صفوف قوات 17 وهي جزء من حركة فتح في بيروت، إلى أن أنضم إلى حزب الله
كما أسس مع "مغنية" مجموعة تتبع لإيران والتحقت بـ"حزب الله"، و يُعرف بدر الدين بكونه متخصصاً في التكتيكات العسكرية، حيث تلقى التدريب على يد خبراء أوكرانيين استقدمهم الحرس الثوري الإيراني لتدريب كوادر "حزب الله" عام 1984 في بيروت.
عمله بـ "حزب الله"
كان "بدر الدين" عضواً في مجلس الشورى لحزب الله، ورئيس وحدة العمليات في الخارج، وكان يتولى منصب قائد الذراع العسكري لحزب الله حتى مقتله، ومستشار الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وإلى جانب كل تلك المهام، كان بدر الدين يقود التدخل العسكري لـ"حزب الله" في الميادين السورية، ويحضر شخصياً الاجتماعات التي تعقد بحضور رئيس النظام السوري بشار الأسد، أو أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله.
خلفاً لـ "مغنية"
يرتبط بدرالدين بعلاقة مصاهرة مع عماد مغنية، الزعيم السابق للجناح العسكري لحزب الله والذي اغتيل في دمشق بتفجير سيارته عام 2008، ويعتقد أنه خلفه على رأس قيادة قوات حزب الله منذ ذلك الحين.
أحكام قضائية
ونظراً لنشاطه الإرهابي المُتكرر في الكثير من الدول العربية، اعتقل في الكويت مع 17 مشتبهاً بهم بعد شهر واحد من سبعة انفجارات في الكويت حدثت في يوم واحد عام 1983، وحكمت عليه السلطات الكويتية بالإعدام على تفجيرات استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية والمطار في العام التالي.
كم حُكم عليه بالإعدام بتهمة تدبير هجمات، ومن أجل إجبار السلطات على إطلاق سراح بدرالدين وغيره قام أعضاء حزب الله برئاسة عماد مغنية بخطف أربعة مواطنين غربيين على الأقل في لبنان، وقام مغنية باختطاف طائرة تتبع الخطوط الجوية الكويتية للمطالبة بالإفراج عنه ومعتقلين آخرين، وفر بدر الدين من السجن عام 1990 أثناء غزو الكويت، إلى أن أعاده الحرس الثوري الإيراني إلى بيروت.
كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على بدر الدين في شهر يوليو الماضي جاء في مبرراتها أنه كان مسؤولاً عن العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا منذ عام 2011، بما في ذلك انتقال مقاتلي الحزب من لبنان إلى سوريا.
آخر ظهور
وظهر بدر الدين، لآخر مرة حينما كان حاضراً في جنازة جهاد مغنية، ابن نسيبه ورفيق دربه الطويل في "حزب الله" عماد مغنية، الذي قتلته غارة نفذتها طائرة إسرائيلية بلا طيار على قافلة عسكرية كان جهاد في عدادها، إلى جانب مستشارين إيرانيين، في المقلب السوري من هضبة الجولان.
وقالت "نيويورك تايمز" حينها إن بدر الدين نفسه كان المستهدف في الغارة، إذ كان من المفترض أن يواكب الضباط الإيرانيين، لكنه غيّر خططه في آخر لحظة.
إختفاءه
وأعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في تقريرها المؤرخ في يونيو 2011، أن بدر الدين وثلاثة أشخاص غيره كانوا وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وكان بدرالدين المتهم على وجه الخصوص بالتخطيط والإشراف على الاغتيال من قبل المحكمة، ووصفته المحكمة الخاصة بلبنان باعتباره المخطط الرئيسي للعملية، ومنذ ذلك الحين، اختفى بدر الدين.
أبرز عملياته الإرهابية
ضلع بدرالدين، في الكثير من العمليات الإرهابية، والتي كان أبرزها تفجير السفارة الأمريكية في بيرون عام 1983، وإرسال انتحاريين لتفجير مقري المارينز والقوة الفرنسية في بيروت في ذات العام، والمشاركة في عدد من التفجيرات بالكويت في العام التالي، وعقب خروجه من السجن عام 1990، حضر "بدر الدين" لاعتداءات في دول عربية من السعودية إلى البحرين، كما تم الكشف عن علاقته بتفجير الخبر في السعودية عام 1996، وأخيراً وقبل سنوات من بدء الحرب السورية، قام عام 2005 مع عدد من قياديي "حزب الله" باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
مقتله
أعلن حزب الله اللبناني مقتل القيادي مصطفى بدر الدين داخل سوريا، عن عمر ينهاز 55 عاماً، الثلاثاء الماضي، حيث قتل في انفجار كبير استهدف موقعاً له بالقرب من مطار دمشق الدولي، وقال حزب الله في بيانه تعليقاً على موت بدر الدين "إنه شارك في معظم عمليات المقاومة الإسلامية منذ عام 1982".
إتهامات لإسرائيل
وأعتبر نائب في البرلمان اللبناني عن ميليشيات حزب الله، اليوم الجمعة، أن إسرائيل هي المسئولة عن مقتل مصطفى بدر الدين، أحد كبار قادة الميليشيات، مشيرًا إلى أن حزب الله سيرد في الوقت المناسب.
وقال نوار الساحلي لقناة "المنار"، التابعة لحزب الله: "هذه حرب مفتوحة، لا ينبغي أن نستبق التحقيق، والمقاومة ستقوم بواجبها في الوقت المناسب"، إلا أنه أضاف أن إسرائيل بالتأكيد هي التي تقف وراء مقتل بدر الدين.