فلورنس نايتنجيل.. سيدة المصباح ورائدة التمريض (بروفايل)

تقارير وحوارات

فلورنس نايتنجيل
فلورنس نايتنجيل

كانت تمثل ملائكة الرحمة فعليا، صاحبة القلب الرقيق، ذات الوجه الهادئ الذي يفيض بهدوئه على المرضى، يدها لطالما استعملتها في تطبيب الموجوعين والمتألمين، فهي من أحبت مهنة التمريض، بل وسكنت في أعماقها وجوانحها ولم لا؟ وهي من عارضت والديها عندما أرادوا منعها من عملها في مهنة التمريض، لم تعرف الفقر يوما فهي من وجدت بين أحضان عائلة كانت معروفة بغناها وحالها الميسور جدا، لكن وعلى الرغم من ذلك اختارت أن تكون دائما بجوار أصحاب الآهات والآلام، مطببة إياهم، وساهرة بجوارهم، رفضت الزواج في سبيل عدم تقييدها كي تطلق العنان لنفسها في حبها الأول والأخير وهي مهنة التمريض، إنها الرائدة في عملها، إنها "فلورنس نايتينجيل". 

ولدت "فلورنس نايتنجيل" في مثل هذا اليوم  الموافق 12 مايو في العام 1820، في بلدة فلورنسا بإيطاليا ، وكانت من عائلة بريطانية غنية تؤمن بتعليم المرأة، وعليه فقد تلقت تعليمها على يد والدها حيث كانت تطمح دائما بأن تصبح خادمة للآخرين من خلال مهنة التمريض. 

تعليمها 
عشقت فلورنس مهنة التمريض، وباتت عاقدة العزم على تعلمها هذا العلم، ففي العام 1851 تعلمت فعليا التمريض في بعض المدارس التي كانت تدعى بالكايزرورات، فسرعان ما أبدعت وباتت تفكر في أهمية وضع قواعد للتمريض، وبرامج لتعليم التمريض والعمل على تدريسها مطبقة هذا على نساء مدربات يتمتعن بالأخلاق العالية ويتحلين بالصفات الحميدة، كما اهتمت أيضا بالنظافة وقواعد التطهير، حيث تعتبر أول من وضع قواعد لهذه المهنة. 

فلورنس ومصر 
كانت تحب مصر جدا، حيث قامت بزيارة لها ولليونان في الفترة ما بين عامي 1849- 1850 بصحبة بعضا من أصدقاء أسرتها، وأثناء زيارتها لمصر قامت بزيارة بعض الراهبات اللواتي يعملن في المستشفيات لمساعدة الفقراء والمرضى، من أبناء الشعب، ترجمت حبها لمصر من خلال الرسائل التي قامت شقيقتها بارثي بنشرها في كتاب يحمل اسم "رسائل من مصر"  إذ تقول   " إنه بلا شك أن المصريين المتعلمين في مصر القديمة اعتقدوا في الإله الواحد .."  ثم قالت في رسالة أخرى أرسلتها من معبد فيلة  " إنه لم يسبق لي أن أحببت مكانا بمثل هذا المكان الذي تشعر فيه بالدفء الأسري، أشكر الله الذي وضع فيّ هذه المشاعر والأفكار ..

إنني لا استطيع وصف مشاعري وأنا بداخل معبد فيلة، كما أنها زارت مدينة الإسكندرية في مصر موفدة من جمعية " سان فنسان دي بول " حيث قامت بزيارة المستشفيات والمدارس التابعة لهذه الجمعية الدينية لتتعلم شيئا جدا، ألا وهو النظام وأثره في إدارة المستشفيات. 

دورها الرائد في حرب القرم 
اندلعت حرب القرم في عام 1854 بين روسيا من جهة وبين بريطانيا وتركيا وفرنسا من جهة أخرى، وأثناء هذه الحرب نقلت حينها صحيفة التايمز البريطانية عن حجم المأساة التي كان يعيشها الجرحى الذين كانوا يتساقطون موتى بالمئات بعد النصر الذي حققه الإنجليز في تركيا لتتلقف فلورنس الدعوة وتذهب في التو واللحظة لمساعدة هؤلاء الجنود دون تلكأ أو تأخر . 

وفاتها 
توفيت رائدة التمريض فلورنس نايتنجيل في 13/8/1910 عن عمر ناهز التسعين بعد حياة حافلة قضتها بنبل ليس له مثيل في رعاية المرضى، لتبكيها الملكة فيكتوريا بعد سماع نبأ رحيلها .