خبراء يكشفون الأيادي الخفية وراء الحرائق المنتشرة بالقاهرة.. وجهادي سابق يؤكد: هدفهم تكبيد الدولة الخسائر

غطى الضباب سماء القاهرة والجيزة على مدار الساعات الماضية، جراء نشوب العديد من الحرائق، ما بين الهائلة والمحدودة، ولازالت بعض أسبابها خفية، وكان أبرزها حريق ميدان العتبة بوسط القاهرة، والذي انتقل إلى الشوارع المجاورة، ناهيك عن الحريق الذي اشتعل في الساعات الأولى من فجر اليوم بمنطقة الغورية، وتلاه انفجار البستان.

وأكد عدد من خبراء الأمن، أن أسباب تلك الحوادث تتمحور حول إهمال أصحاب المصانع لعدم استيفائهم التراخيص، إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي يسود البلاد، ناهيك عن عبث الأيادي الخفية التي لا تريد لمصر الاستقرار وتعمل على زعزعته.

تلقت غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة، ظهر اليوم، بلاغا بانهيار عقار بشارع السوق القديم من شارع طه بحي البساتين نتيجة انفجار أنبوبة بوتاجاز بالطابق الثاني، أسفر عن مصرع شخصين (طفلة وسيدة) حتى الآن، وإصابة 7 حالات ما بين حروق وإغماءات، تم نقلهم إلى المستشفى.

اندلع فجر اليوم الأربعاء، حريق هائل في منطقة الغورية، حيث تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على حريق شب في 12 محل وفاترينة بشارع الحمزاوي بالغورية التابع لقسم الدرب الأحمر، بعد أن تسبب في إصابة شخصين وخسائر بملايين الجنيهات.

نشب حريق العتبة، في الساعات الأولى من صباح أمس أول الإثنين، وكان في بادئ الأمر في بعض المتعلقات بسوق الباعة الجائلين، إلا أنه سرعان ما امتد إلى باقي السوق وتصاعدت ألسنة اللهب إلى أحد العقارات، وشب الحريق في فندق الرويعي المكون من 6 طوابق، وقامت الحماية المدنية بإخلاء الفندق، وأسفر حريق العتبة عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 91 آخرين.

وبلغت خسائر الحريق أكثر من 26 مليون جنية فضلا على أن غرفة العمليات بالجيزة تلقت ما يقرب من50 بلاغ براء مختلفة أيضا داخل شقق سكنية ومحلات تجارية ومولات وغيرها.

وكشفت غرفة عمليات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، أن حريق العتبة امتد إلى عمارتين مجاورتين بشارع الجيش واستمرت عملية إطفائهم نحو 6 ساعات.

واستمرارً لحوادث الحرائق التي تكررت خلال الثلاث ليالي الماضية، شب حريق بأحد المطاعم بمنطقة الدقي، وتمكن رجال الحماية المدنية بالجيزة، الاثنين، من السيطرة عليه.

وفي منطقة الطوابق بفصل، نشب حريق محدود، اندلع في كمية من المخلفات، ودفعت وحدة الإطفاء بالجيزة، بـ4 سيارات إطفاء إلى مكان الحادث، وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق.

وفي الطابق الثالث بالمبنى القديم بقصر العيني، اشتعل به حريق محدود، تمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة عليه، وذلك بعد انتقال سيارتي إطفاء، ولم ينتج عن الحريق وقوع أي إصابات.

وحول تكرار هذه الحرائق أعرب اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق للأموال العامة، عن تعجبه من تكرارها في الآونة الأخيرة، قائلاً: " تلك الحرائق التي نشبت مؤخراً لابد من فحص كل حريق على حدة ومعرفة أسباب نشوبه".

وأكد المقرحي، في تصريحاته الخاصة لـ "الفجر"، أن هناك ثلاث جهات أمنية معنية بفحص الحرائق؛ مباحث الأموال العامة، والتهرب الضريبي، والمباحث الجنائية، مطالباً بسرعة التكثيف من دور هذه الجهات للكشف عن المتسبب في الحريق.

وعن توقعه لسبب نشوب هذه الحرائق في الوقت الحالي، أوضح المقرحي، أن هناك احتمالات عديدة، مشيراً إلى أن هناك العديد من العناصر التي تعبث بأمن الوطن، ويرتكبون الجرائم ويشعلون الحرائق، لافتاً إلى أن اختيار التوقيت يرجع إلى أننا نعيش مرحلة من الركود الاقتصادي، اعتقد أن هناك بعض العقول الساذجة التي يمكنها فعل ذلك بهدف الحصول على التعويضات أو التهرب الضريبي.    

واختتم: " فلننتظر حتى تنتهي الأجهزة الأمنية من التحريات وجمع المعلومات عن كل حريق وحينها نعرف الأسباب سواء سببها الركود الاقتصادي أم عبث أفكار بعض الناس أو لاحتمالات أخرى".

فيما أبدى اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، عن تعجبه من تكرار تلك الحوادث، التي نشبت في الفترة الماضية، قائلاً: "إن السبب جراء هذه الحرائق ليست شبهة جنائية كما يروج البعض، وإنما عدم استيفاء التراخيص والإهمال في استخراجها.

وأضاف نور الدين، في تصريحاته الخاصة لـ "الفجر"، أن استيفاء المصانع للتراخيص من الأمن الصناعي حافز لتزويد تلك المصانع بأنظمة الإطفاء الذاتية لتحجيم الخطر مبكراً قبل أن يصبح كارثة.

ودعا نور الدين، أصحاب المصانع ضرورة استيفاء الإجراءات القانونية والتراخيص بدلاً من الخسائر الجمة التي تلحق بهم، وتلحق بالدولة.

كما طالب نور الدين، الدولة باستخدام سلطاتها وتفعيل القانون لمنع تكرار تلك الحرائق، وضرورة إخلاء المناطق السكنية من الباعة.

ومن جانبه أكد الشيخ نبيل نعيم، الجهادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن تكرار الحرائق في الآونة الأخيرة أمر مثير للشك، وأنه لا يمكن النظر إلى هذا التكرار على أنه تم من قبيل الصدفة، لافتاَ إلى أنه لابد من وجود يد خفية في تلك الحرائق.

وأضاف نعيم، في تصريحاته الخاصة لـ "الفجر"، أن تكرار تلك الحوادث، يدل على توجه المسؤولين عن تنفيذها إلى رغبتهم في أن تكبد الدولة خسائر كبير في الأرواح والأموال أيضاَ.

وطالب نعيم، الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل حول من المتسبب في وقوعها بهذا الشكل، والهدف وراء تكرارها، كما ناشد البرلمان بالوقوف إلى جانب الجهات المتضررة من تلك الخسائر، وصرف تعويضات عاجلة لهم.

وقال النائب العميد جمال محفوظ، إن تكرار الحرائق في الفترة الأخيرة، يعد كارثة بكل المقاييس وأمر يدعو إلى الشك في أسباب هذه الحريق وأنها مدبرة بفعل فاعل.

وأكد محفوظ، أنه يجب على البرلمان سرعة التحرك بشكل موقت لصرف تعويضات للمتضررين من جراء هذا الحادث مع تشكيل لجنة تحقيق لأن هناك أيادي خفية تعبث بأمن الوطن.

 وأضاف محفوظ، أنه إذا ثبت أي تقصير من جانب الحكومة سوف نقوم باستدعاء الحكومة للبرلمان لمحاسبة المقصر.