بالتزامن مع زيارة "أبو مازن" للقاهرة.. هل يقود "السيسي" مبادرة بديلة للفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في زيارة رسمية إلى القاهرة التقى اليوم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ابو مازن، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحثا خلال اللقاء عدة ملفات تخص الشأن الفلسطيني الداخلي والمصالحة بين حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى محاولة إيجاد حل لفتح معبر رفح للتخفيف عن قطاع غزة في ظل سيطرة حركة حماس عليه وعدم جديتها في إيجاد حلول لتسليمه لحكومة عباس لتشرف عليه. 

كما تضمن اللقاء  الوقوف على آخر مستجدات المبادرة الفرنسية والتي رفضتها "تل آبيب"، بالإضافة إلى استعراض توجهات القيادة الفلسطينية السياسية في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل انعدام أي فرص للسلام في ظل التعنت الإسرائيلي ورفضة أي مفاوضات  للإعلان عن الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة . 

ومن جانبها قالت القناة السابعة العبرية، إن الرئيس "السيسي" يعرض مبادرة لتجديد مفاوضات السلام بين فلسطين وتل أبيب، للاعتراف بدولة فلسطينية، خصوصًا بعدما رفض "نتنياهو" المبادرة التي تقدمت بها فرنسا لحل الأزمة بين الطرفين والتي تتضمن الاعتراف بدولة فلسطين بجدول زمني محدد . 
 
وانقسم محللون مختصين في الشأن الفلسطيني، حول زيارة عباس للقاهرة وما تتضمنه من ملفات داخلية، او لمبادرة تطرحها القاهرة للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة .

وفي هذا السياق أكد الدكتور صبحي عسيلة، خبير الرأي العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية، والخبير في الشأن الفلسطيني، على ضرورة طرح مثل هذه المبادرات للضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أعوام، إضافة إلى تمكين الفلسطينيين من استغلال مناطق تشكل 64% من مساحة الضفة الغربية وتقع تحت السيطرة الكاملة للكيان الصهيوني . 

وأشار "عسلية" إلى أنه كان من المنتظر تنظيم مؤتمر دولي برعاية مصرية فرنسية يقام في مدينة شرم الشيخ، لفتح باب السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قام برفض المبادرة بداعي أن الوقت غير مناسب لمثل هذه المبادرات والدخول بمفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية برئاسة "أبو مازن"، مشككا في مدى نجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مقابل نزع السلاح واقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأكد الدكتور ياسر طنطاوي، خبير الشئون الإسرائيلية والفلسطينية بمركز الاهرام، أنه من المنتظر أن يعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، مبادرة لتجديد مفاوضات السلام بين رام الله وتل أبيب، مضيفًا أنه في حالة تأكيد المفاوضات ستصبح خطوة جيدة ضد المبادرة التي تقدمت بها فرنسا للسلام، والتي تتضمن الاعتراف بدولة فلسطين إذا ما فشلت المباحثات.

وتابع "طنطاوي" إن الرئيس "السيسي" يسعى إلى إعادة دور مصر الرائد والفعال بحل مشكلات منطقة الشرق الأوسط، وما يتعلق بصرعاتها من نزاعات وما وصل إليه حال الدول العربية بسبب الحروب في السنين الخمس الأخيرة . 

ومن جانبه توقع الدكتور عماد جاد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تدور مناقشات حول الشأن الفلسطيني الداخلي، وصراع السلطة بين حركتي فتح وحماس، ومحاولة الصلح بينهما، مشيرًا إلى أن الرئيس الفلسطيني، سيحاول دفع المبادرة الفرنسية لإعادة المفاوضات مع إسرائيل، رغم رفض "تل أبيب" للمبادرة التي من شروطها الإعلان عن الدولة الفلسطينية خلال جدول زمني محدد .

واختتم "جاد" أن الرئيس الفلسطيني، "ابو مازن" يسعى لكسب ثقة القاهرة والقادة المصرية، في ظل الصراع الدائر بين مصر وقطاع غزة المواجهة المباشرة بينهما وبهذا يستطيع "عباس" دعم من القاهرة في حل القضايا الفلسطينية  .