هواة الصيد على ألسنة الإسكندرية: نبحث عن الرزق والراحة النفسية(صور)

محافظات

بوابة الفجر


بين طيات الصخور وفوق الكتل الخرسانية على بحر الإسكندرية، ينتشر هواة الصيد على طول محازاة البحر، في مشهدًا جماعي، حاملين صنارات البوص، لاصطياد أنواع اسماك البحر التي تشتهر بها المحافظة،ففور قدوم موسمي الربيع والصيف يتواجد الهواة بشكل مكثف على الشواطئ وألسانتها عن نظيره في فصل الشتاء.

وعند وقوفك على سور كورنيش البحر يبدو المشهد أمامك كلوحة فنية مكتملة العناصر، بوقوف الهواة مرتدين قبعات الصيادين ورافعين الصنارات في انتظار التقاط الأسماك للطعم، وعند قربك من المشهد تجدهم بصحبة أسرهم أو بتواجدهم الفردي، وقد التقت «الفجر» بعدد من هواة الصيد على صخور منطقة المنشية، الذين كشفوا بلجؤهم إلى الصيد بحثًا عن الرزق ولحل أزمة ارتفاع الأسعار، وأملًا في الاسترخاء والراحة النفسية.
«بصطاد عشان أعوض خانات الثلاجة الفارغة» هكذا عبر الخمسيني مصطفى حسين عن أسباب لجوءه إلى هواية الصيد على شاطئ الإسكندرية، قائلًا: "غلاء أسعار المعيشة، جعلتني أذهب إلى الصيد، فبدلًا من شراء سمك البطاطا لأسرتي 50جنيه، فيمكنني أنا أقف واصطاده، فالاسعار مرتفعة في جميع أنواع الأكلات، والغلابة وحدهم، هم من يعانون من غلاء الأسعار، فالموضوع أصبح عندي هواية وهروب من الغلاء والمشاكل".

واضاف مصطفى حسين أنه يأتي إلى الصيد في موسم الصيف، من أجل التمكن من صيد أسماك البطاطا والشراخيش، قائلًا: "عندما يكون الريح غربي اصطاد شراخيش، وعندما يكون الريح شرقي، اصطاد الموزة، وبطاطا، في شهور أبريل، مايو، يونيه، ويوليو"، مشيرًا في ذات الوقت: "أنا اقف للصيد منذ شروق الشمس إلى الغروب، وخصوصًا أن جميع الصيادين معهم شبك ضيق، بيسحب جميع الأسماك في المياه، ونجد صعوبة في اصطياد الأسماك الكبيرة".

واكمل: "السمك بالنسبة لي في المنزل أصبح الطبق الرئيسي في معظم أيام الأسبوع، ويعتبر وجبة غذاء وعشاء، فأنا اصطاد أربعة أيام في الأسبوع، ولو طولت عندي استعداد انا اصطاد الأسبوع كله، والصيد يعتمد على الرزق، ففي يوم اصطاد نصف كيلو، ويوم أخر كيلو، وأقوم ببيع جزء منه للأهالي أو الصيادين اكسب فيه ما بين 20-50جنيه، وجزء منه لأسرتي"، خاتمًا قوله: "أغرب المواقف التي حصلت لي أثناء الصيد، كنت مرة اصطاد في رمضان عقب صلاة الفجر، وجلست على الشاطئ، ونمت في انتظار التقاط أية سمكة الطعم، وقد انقلبت في المياه أثناء نومي".

فيما قال أحد الشباب في الثلاثينات من عمره«إبراهيم محمد» والذي ارتبط بهواية الصيد منذ 18سنة: "كيلو اللحمة 90جنيه، ولا أحد يشعر بالفقير، فلماذا لا أقف واصطاد السمك، فانا أتي إلى الصيد في فصل الصيف والشتاء، وعلى الرغم من برودة الجو في الشتاء، وقلة تواجد الهاويين، إلا أقوم بصيد السمك، وأقف لمدة 24ساعة".

وأضاف أنه يقوم بالصيد في منطقة القلعة، كامب شيزار، ستانلي، المكس، والكيلو 21 والمنتزه، قائلًا: "اصطاد البطاطا والشراخيش والقاروس والدنييس ومرمار، وأوزع السمك على أسرتي واخوتي، فلا يمكن لأحد أن يشعر بالفقير، وأنا أتواجد للصيد على حسب وقت عملي، واصطاد لمدة 12ساعة، ولكن الانتعاش في الصيد يكون في موسم الصيف، لاختلاف أنواع الأسماك، غير أن الوقوف أمام البحر يسحب الطاقة السلبية ويمنعك عن التفكير في أحوال الدنيا".

وأضاف أحد الشباب «عبد الله خالد» 21سنة: "أنا اصطاد للراحة النفسية والاسترخاء، ليس بهدف توفير وجبة غذائية أو بيعها، وهوايتي صيد الكابوريا التي تقف بين الصخور عن طريق الغطس"، مكملًا: "من تعود على هواية الصيد لا يستطيع تركها، والصيد قائم على الرزق، فكنت اصطاد بجوار أحد اصدقائي وكنت اطلع سمك قاروص، وكانت هو صنارته فارغة، وقد قمنا بتغيير المكان والوقوف في مكان أخر، اصطدت انا السمك وظل هو صنارته فارغة على الرغم اننا في نفس الموقع".