«الأرثوذكسية» تتهم «الإنجيلية» بممارسة حملات تبشير «سرية» لاستقطاب فقراء الأقباط

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

الكنيسة حذرت رعاياها قبيل عيد الميلاد من استقبال البروتستانت

■ رئيس الإنجيلية يرد: شائعات مغرضة هدفها تعطيلنا عن رسالتنا.. ونطالب فى كل مهرجان جميع الحاضرين من غير البروتستانت بالعودة لكنائسهم


لا يزال الصراع مستمراً بين الكنائس الإنجيلية والأرثوذكسية، خاصة أن الأخيرة دائماً ما تكيل الاتهامات للطائفة الإنجيلية بأنها تستقطب فقراء الأقباط الأرثوذكس من خلال تدشينها حملات تبشير «سرية» خلال الأعياد.

ما يؤكد ذلك أن الكنيسة الأرثوذكسية حذرت رعاياها قبيل الاحتفال بعيد القيامة المجيد من الحملات التبشيرية التى تنظمها الطائفة البروتستانتية، واتخذت تلك التحذيرات شكلاً «ودياً» بين الكاهن ورعاياه.

عدد من الأساقفة والكهنة الأرثوذكس أقروا بوجود هذه الحملات، منهم الأنبا موسى أسقف الشباب الأقباط الأرثوذكس، ووكيل معهد الرعاية والتربية، قائلاً: الإيقاع الذى تجرى عليه الترانيم الإنجيلية يشبه «الديسكو تايب» بهدف استقطاب فقراء الأقباط.

أيضاً الأنبا رفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس، الذى قال إن الشباب الذى لا ينشأ على الصوم والزهد والسهر داخل الكنيسة لا يقوى على مواجهة الموت والاستشهاد، فى إشارة صريحة لبعض أتباع الأرثوذكس الذين يتم استقطابهم من قبل الكنيسة الإنجيلية.

وكذلك القمص داود لمعى، راعى كنيسة القديس مرقس الرسول، مؤسس الكنيسة المصرية، بمنطقة كليوباترا بمصر الجديدة، والذى اشتهر بالرد على أسئلة المشككين فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والمنحازين للكنيسة الإنجيلية، مؤكداً أن أوقات الأعياد تعتبر أرضاً خصبة لرجال الكنائس الأخرى، لخطف الفقراء منهم والذين يعانون العوز والاحتياج، مطالباً الأقباط الأرثوذكس بالحذر أثناء استقبال رجال الكنائس الأخرى، لاسيما الكنيسة البروتستانتية.

 مصدر كنسى من داخل الكنيسة الأرثوذكسية، رفض ذكر اسمه، قال إن رجال الكنيسة الإنجيلية يطوفون على فقراء الأقباط الأرثوذكس فى منازلهم قبيل الأعياد ويغدقون عليهم المال، ويتظاهرون بتهنئتهم، إلا أنهم فى واقع الأمر يمارسون حملات تبشيرية ممنهجة –على حد قوله.

السبب الرئيسى الذى يدفع البروتستانت للقيام بهذه الحملات- حسب وجهة نظر المصدر- أنهم يريدون زيادة أعداد طائفتهم التى لا تتجاوز الـ 10 آلاف قبطى. 

المصدر أوضح أن الكنيسة الإنجيلية تلعب على وتر الاحتياج الخاص برعاياها، حيث إنها توفر العون المادى للفقراء، والرحلات والأيام الترفيهية والهدايا الثمينة للشباب، مؤكدة أن الاقتراب لله وإن كان يقابل المادة فلا قيمة له، لأن الاقتراب لله لايجب أن يبنى على أى شىء إلا محبة الله فقط.

عادل.أ.م، حارس أمن، 45 عامًا، متزوج ولديه 3 أبناء، قال لـ«الفجر»، إنه دخل إلى المسيحية بالاعتماد فى معمودية كنيسة أرثوذكسية، وكذلك الحال نفسه بالنسبة لزوجته وأبنائه الثلاثة، بعدما ولدوا جميعًا، وأتم جميع إجراءات زواجه داخل الكنيسة الأرثوذكسية، معللًا ذلك بأن الكنيسة الإنجيلية لا يوجد بها الطقوس والإجراءات الدقيقة التى تتمتع بها الكنيسة الأرثوذكسية.

وأكد أن سبب تردده على الكنيسة الإنجيلية هو أن رجالها من قساوسة وإخوة دائمو التردد على منزله والسؤال عنه وعن أفراد أسرته، لافتاً إلى أن الكنيسة الإنجيلية توفر لهم- لاسيما مع اقتراب العيد- جميع ما يحتاجه منزله من مأكل وملبس ومعونة مادية، بالإضافة إلى متابعتهم فى جميع المناسبات مثل دخول المدارس، وتبديل الفصول الشتوية والصيفية، مؤكدًا أن كثرة ترددهم على المنزل يجبرهم على زيارة الكنيسة الإنجيلية مرة تلو الأخرى.

«ماجد. م. ش»، 25 عامًا، أوضح لـ»الفجر» أن سبب تردده على الكنيسة الإنجيلية، هو وجود جو من الألفة والترحيب من قبل البروتستانت، مؤكدًا أن الكنيسة الإنجيلية لا تربطهم بصوم معين أو برباطات معينة، ولا ممارسة طقس الاعتراف الذى يصيبه بالإحراج نظرًا للإقرار بخطاياه كاملة أمام القس، فضلاً عن تنظيمها للأنشطة الترفيهية المجانية، إلى جانب الهدايا التى يحصل عليها فى الكنيسة نظرًا لاشتراكه فى المسابقات الروحية أو الرياضية والتى تبدأ من الأجهزة المنزلية مثل «ثلاجة- تليفزيون- بوتاجاز- موبايل»، ووصولًا إلى قطع ذهبية.

فيما علق الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الكنيسة الإنجيلية فى مصر، قائلاً: نحن لا نحتاج لجذب أو استقطاب أحد، فلدينا 1400 كنيسة يتكدس داخلها أبناء الطائفة الإنجيلية فى الأعياد وغيرها.

وأضاف: ما يتردد عن أن الكنيسة الإنجيلية تستقطب فقراء «الأرثوذكس» لا تخرج عن كونها «شائعات» لا تلتفت إليها الطائفة «البروتستانتية» نهائياً، ولا تدعها تعطل رسالتها فى خدمة المجتمع. وأكد زكى أن الكنيسة الإنجيلية تطالب فى كل مهرجان جميع الحاضرين من غير البروتستانت بالعودة لكنائسهم، لافتاً إلى أن علاقة الطائفة الإنجيلية بشقيقتيها الأرثوذكسية والكاثوليكية، فى منتهى الود والتفاهم والاحترام.