تحذيرات من التدخل الأجنبي بعد اقتحام الداخلية لـ"الصحفيين".. وخبراء: الخوف من القادم وانتهاكات الشرطة تسيء للدولة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

فؤاد: التدخل الأجنبي سيبدأ عن طريق الصحف والخوف من القادم
أبو سعدة: اقتحام النقابة أعطى للدول الاستعمارية الطامعة بمصر فرصة
سليمان: أتوقع وصول وفد حقوقي للتحقيق في الواقعة

في سابقة هي الأولى من نوعها على مدار التاريخ، اقتحمت قوات الأمن، نقابة الصحفيين، وألقت القبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، بتهمة قلب نظام الحكم وتكدير الأمن العام، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من السياسيين والإعلاميين، والمراقبون الاستراتيجيين، مناشدين وزارة الداخلية باحترام كرامة الصحفي المهانة، وإلا الخوف من التدخل الأجنبي بحجة الدفاع عن الحريات.

بداية التدخل الأجنبي عن طريق الصحف والخوف من القادم
تقول الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار الرئيس السابق، إن اقتحام نقابة الصحفيين، أمر غير مقبول، مشيرةً إلى أن من حق قوات الأمن تطبيق القانون؛ ولكن دون اقتحامات لنقابة الحريات، كما أنه كانت هناك إجراءات لتسليم الزملاء من نقابة الصحفيين، فلما التعرض لحرمة النقابة.
وأضافت فؤاد، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا التصرف أعطى فرصة لأعداء الوطن بالتدخل لاسيما التدخل الأجنبي، وهو ما فعلته بعض الصحف الأجنبية اليوم من استنكارات لانتهاك الحريات بمصر لاسيما من منبر الكلمة، محذرة من التصرفات الأجنبية المقبلة بحجة قمع الحريات في مصر.
وطالبت فؤاد، بضرورة الحفاظ على كرامة الصحفيين لأنهم صوت الأمة، في وجود النزاعات السياسية، لاسيما المنتفعين، لافتة إلى أن هذه الانتهاكات تسئ لسمعة الدولة، بل تساعد على انتشار الفوضى فيها خاصة أن البلد تمر بظروف اقتصادية ونزاعات حزبية وسياسية.
اقتحام النقابة أعطى للدول الاستعمارية الطامعة بمصر فرصة
وتابع حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، بأن القبض على صحفيين من داخل النقابة، أمر غير هين ولن يمر مرور الكرام، لاسيما عقب الاتهامات التي اتهم بها الزميلين الصحفيين دون وجه حق، محذرًا من التدخل الأجنبي.
وأشار أبو سعدة، إلى أن مصر محط أنظار الدول الاستعمارية الطامعة، وبهذا التصرف من قبيل الداخلية سهلنا عليهم خططهم لاسيما في ظل العلاقات الناجحة خلال هذا الشهر، والذي ولدت خوفًا من نجاح مصر في الفترة المقبلة في ظل المشروعات الاقتصادية، مطالبًا الرئيس عبد الفتاح بخطاب يوضح ويضع النقاط على الحروف، وإرجاع هيبة الصحفيين والنقابة التي ظلت على مر العصور منبرا للحق دون أن يقترب منها أحد.
توقعات بوصول لجنة حقوقية للبحث في الأمر
وأردف حسن سليمان، منسق عام لجنة الحريات، أننا نحن أمام واقعة سياسية فكرية تتعلق بالرأي وحرية التعبير والاعتقاد، من حرفها الأول إلى حرفها الأخير، وفيما عدا ذلك من خلافات واختلافات مع هذا الطرف أو ذاك هو من قبيل التفصيلات الإجرائية التي لا تنتقص من جوهر الأمر شيء، أما القانون فهو فيها إما ضحية أو مطية، حسب الطرف الذي يتحدث باسمه ويدافع عنه، لكنه بالقطع ليس جوهر القضية.
واستطرد سليمان، قائلاً: إن هذه مواجهة مفصلية، بين ما يقبضون على أحلامهم فى مستقبل تسوده العدالة والإخاء والمساواة وبين الاستبداديين الذين يقبضون على مقاليد السلطة، ولا يطيقون التنوع والاختلاف في الرأي، ويرون أن من حقهم أن يحلقوا فوق رؤوسنا بلا عوائق، ولا ضوابط، وهو ما ينذر بخطورة التدخل الأجنبي إزاء هذه الانتهاكات خاصة بعد بيان وزير الداخلية المتناقض، والذي أرسل رسالة للخارج بأن الوضع في مصر شديد القمع، مضيفًا: "مش بعيد بعد يومين يبعتولنا لجنة من حقوق الإنسان للبحث في الأمر" وهو غير مقبول تمًا.
وطالب سليمان، انتفاضة المعنيين بالأمر ضد الإجراءات غير المسبوقة، للوقوف ضد البلطجة والهمجية التي لن يقبلها الشعب المصري، ولن يفرط في أي من المكتسبات التي حققها بعد ثورة يناير، ولن ينتظر تدخل جمعيات حقوق الإنسان بالخارج لحل مشاكلنا الداخلية ولاسيما الرأي والكلمة، محذرًا من تضيع الوقت في إدارة هذه الأزمة.
 
غضب "بان كي مون"
وخارجيًا أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" عن قلقه البالغ إزاء اقتحام قوات الأمن المصرية مقر نقابة الصحفيين، واعتقال صحفيين اثنين من داخله.
  
"أحرونوت": السيسيسي يستخدم القمع لحجب الاحتجاجات
وعقبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، على اقتحام قوات الأمن مقر نقابة الصحفيين، وإلقاء القبض على الصحفين: بـ"الأمر يأتي وسط محاولات الرئيس عبد الفتاح السيسي لقمع الاحتجاجات ضد نظامه، والاعتراض على إعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير للملكة السعودية"، لافتًا إلى أن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لم يحدث ذلك.
وأضافت أحرونوت : "مقر نقابة الصحفيين مثَل دائمًا ومركزًا مستمرًا لتنظيم المظاهرات والاحتجاجات ضد النظام، وقوات الأمن المصرية تحاول قمع الاحتجاجات التي اندلعت أخيرًا وبدأت في 15 أبريل الماضي، عندما خرج الآلاف من المتظاهرين في الشوارع بشأن تيران وصنافير".
وتابعت: "إعلان تبعية الجزيرتين للرياض يعتبر جزءًا من توثيق وتوطيد العلاقات بين مصر والسعودية، في الوقت الذي ستضخ فيه الأخيرة مليارات الدولارات للقاهرة، مما سيساعد الدولة العربية الكبيرة في تحسين اقتصادها"، مشيرة إلى أن "الأمر يأتي وسط الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه مصر وعدم وجود أي علامات لتحسنه، لكن رغمَّ ذلك لا توجد أي مؤشرات على وجود خطر يهدد النظام الحاكم، وأحد الأسباب وراء ذلك هو أنَّ المعارضين الأساسيين ألا وهم الإخوان المسلمون يقبعون في السجون، وتم حظرهم من الإنخراط في العمل السياسي.

"ستريت": اقتحام النقابة يجدد دعوات إصلاح الداخلية
فيما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال": "الشرطة المصرية واجهت دعوات جديدة للإصلاح بعد حادثة الاقتحام غير المسبوقة لنقابة الصحفيين، والقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا المعارضين للحكومة".
وأضافت ستريت: "على الرغم من اعتقال عشرات الصحفيين خلال الحملة التي استمرت لسنوات، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي داهمت الشرطة مقر النقابة منذ تأسيسها قبل 75 عامًا"، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية واجهت اتهامات من جماعات حقوق الإنسان بتزايد حالات "الاختفاء القسري" التعذيب في مقرات الاحتجاز.

وأوردت ستريت، ما أوردته منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" بأنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي يعزز ثقافة الإفلات من العقاب منذ وصوله إلى السلطة في عام 2013.