مجزرة "حلب".. "الغد السوري" يرفض استنكارات الغرب.. وسياسيون يحذرون من التدخل السعودي

عربي ودولي

بوابة الفجر


على الرغم من الهدنة ما زالت قائمة في سوريا، إلا أن مدينة حلب لم تدخل تحت حيز المناطق التي سيتم تنفيذ الهدنة بها، حيث شهدت مدينة حلب السورية قصفاً على مدار إسبوع متواصل، راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب السوري، خاصةً أن مدينة لها أهمية خاصة لدى قوى المعارضة السورية ونظام "الأسد"، حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزائها الشرقية، بينما تسيطر القوات الكردية على الجزء الغربي، في حين تسيطر قوات النظام وحزب الله والميليشيات الشيعية على أجزاء من الريف.


قصف "حلب"
شنت القوات الحكومية غارات متعددة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، أمس الجمعة، كما قام مسلحي المعارضة بالهجوم المسلح على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في المدينة. 
 
وليلا، قتل 14 مريضا وثلاثة أطباء في قصف جوي على مستشفى في حلب، حسبما قالت منظمة أطباء بلا حدود، ومن بين القتلى في مستشفى القدس الذي تدعمه أطباء بلا حدود واحد من آخر أطباء الأطفال في المدينة. 

كما تم قصف منطقة مساكن الفردوس في مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، مما أسفر عن سقوط  7 قتلى و15 جريحًا، كما سقط ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 25 آخرون عندما سقطت قذائف مورتر أطلقها مقاتلون من المعارضة على مسجد فى حلب أثناء مغادرة المصلين بعد صلاة الجمعة. 

 
إلغاء صلاة الجمعة 
وفي سابقه هي الأولى من نوعها تم إلغاء صلاة الجمعة في مساجد حلب للحفاظ على أرواح المسلمين من القصف الدموي المستمر على حلب، وأعلن المجلس الشرعي في محافظة حلب هو الأخر تعليق صلاة الجمعة لأول مرة في تاريخ أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، نتيجة للقصف المستمر الذي استهدف هذه أحياء في شمال سوريا، وتم التأكيد على الأئمة والمواطنين أن صلاة اليوم ظهر فقط وعلى القائمين بالمساجد الاختصار بها وسرعة فض التجمعات سريعًا.


"الغد السوري" يرفض استنكارات الدول
تسائل أحمد الجربا رئيس تيار "الغد السوري": "هل يعقل أن فى حلب يموت أطفال ونساء بالقصف، وترمى البراميل الحارقة فوق المدارس والمشافي ويموت الأطباء في قصف الطائرات ويحدثنا العالم عن حل سياسي؟".

  وأضاف الجربا، في بيان له اليوم السبت، أن كل عبارات الشجب التي تصدر عن بعض الدول وخاصةً بعض الدول الكبرى مرفوض، مشيراً إلى أنهم متفهمين تشجب الجمعيات الأهلية أو المنظمات غير الحكومية، إلا أن وقوف دول عاتية لتشجب وتستنكر مجازر كارثية، فهذا منتهى الاستخفاف بعقولنا وعقول العالم. 

  وأشار الجربا، إلى أن ما نطلبه هو قليل من الإنسانية في مقاربة مآساة الشعب السوري، مع كثير من الواقعية في التعاطي مع سفاحٍ امتهن القتل والخداع، والذي صار الميزة الأساسية لنظامه وسيرته الدموية.


التدخل العسكري لن يفيد
أكد المستشار حسني السيد، المحلل السياسي، أن ما حدث في مدينة حلب السورية جريمة ضد الشعب السوري، وضد الإنسانية بأكملها، لافتاً إلى أنه إنذار لبداية حرب دموية بين نظام الأسد والمعارضة السورية خلال الفترة القادمة، وسيذهب ضحيتها المئات من أبناء الشعب السوري.

وأضاف السيد، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن الدول العربية يجب أن تتحرك في أسرع وقت لوقف نذيف الدم في سوريا الشقيقة، وأن يحاول التوصل إلى حل في أقرب وقت لتهدئة الأوضاع المتأزمة في سوريا.

وأشار السيد، أن تدخل قوات التحالف السعودية للشاركة في الحرب السورية لن يكون  الحل لتلك الأزمة، بل أن تدخل لدولة عربية جديدة في هذا الحرب مما سيزيد من تفاقم الأوضاع في المنطقة بأكملها، لافتاً إلى أن التدخل العسكري في سوريا لن يفيد.


تمهيد لتنفيذ المخطط الغربي
ومن جانبه، أكد أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن ما حدث في سوريا جاء نتيجة فشل مفاوضات جنيف هذا الإسبوع، قائلاً إن ما يدور في سوريا الآن يحمل مسؤوليته كلاً من نظام بشار الأسد والمعارضة السورية.

وأضاف شعبان، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن ما يدور في سوريا الآن حرب لتبادل الانتصارات بين النظام السوري والمعارضة، والشعب السوري المدني هو من يدفع ثمنها، لافتاً إلى أن المستفيد الوحيد مما يحدث في سوريا هو الغرب، وأن كلا الطرفين ينفذون مخطط الأمريكان الذي يهدف إلى تدمير دول المنطقة بأكملها.

وعن اتجاه السعودية لإرسال قوات التحالف الإسلامي للتدخل في سوريا، أشار رئيس الحزب الاشتراكي، إلى أن السعودية يجب أن تنتبه إلى أن المخطط الأمريكى يطالها، وأن اتهامها بأحداث برجي التجارة العالمي هو تمهيد لتنفيذ مخططها الشيطاني الذى قال "العراق هدف تكتيكي والسعودية هدف استراتيجي ومصر الجائزة الكبرى"، وأن اتجاهها للاشتراك في هذه الحرب يخدم هذا المخطط.


تحذيرات من تدخل السعودية
فيما أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أنه بعد فشل مفاوضات جنيف الأخيرة لحل النزاع السوري، حث محمد علوش، القيادي بجبهة تحرير سوريا، أتباعه على استهداف مواقع تابعة للجيش السوري في عدة مناطق لتأجيج الوضع، لافتاً إلى أن الإشارة وصلت إلى المتأسلمين من جبهة النصرة باستهداف الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرة الدولة السورية فى مدينة حلب.

وأضاف الشهابي، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الذى يقتل ويدمر الآن فى حلب هم عملاء الغرب من الجماعة المتأسلمة وأخواتها، قائلاً: "لقد شهدنا سيارة يقودها انتحاري داعشي يفجر مستشفى حلب".

وحذر رئيس حزب الجيل، قوات التحالف الإسلامي التي شكلتها السعودية من دخول سوريا، مشيراً إلى أن هذه القوات لا شأن لها بما يدور فى سوريا، خاصةً أنه تخوض معركة استعادة أراضيها ومنها الرئيسية من إيدى عملاء الغرب الصهيونى.