استطلاع: نصف الأمريكيين يعتقدون أن نظام الترشيح في الانتخابات يُزوّر

عربي ودولي

بوابة الفجر


أظهر استطلاع أجرته (رويترز إيبسوس) أن أكثر من نصف الناخبين يعتقدون أن النظام الذي تستخدمه الأحزاب السياسية الأمريكية في اختيار مرشحيها لدخول البيت الأبيض يجري تزويره، وأكثر من الثلثين يريدون تغييره.

                                         

 

وتعيد النتائج أصداء شكوى المتقدم في استطلاعات الرأي للفوز بترشيح الجمهوريين دونالد ترامب، والمرشح عن الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، من أن النظام يجري التلاعب فيه ضدهما ولصالح مرشحين لهم علاقات وثيقة داخل حزبيهما، وهو الانتقاد الذي أثار نقاشاً على مستوى البلاد بشأن ما إذا كانت العملية تتم بنزاهة.

 

 

والولايات المتحدة واحدة من قلة من الدول التي تعطي الناخب العادي حق التصويت على من يمكنه الترشح في انتخابات الرئاسة، لكن نظام المؤتمرات الحزبية في كل ولاية على حدة معقد، وكان التنافس تاريخياً حدثاً يتعلق بالأحزاب لكن مع تزايد نفوذ التصويت الشعبي منذ منتصف القرن العشرين ظل للأحزاب نفوذ كبير.

 

 

ومن خواص هذا النظام الغريب، والتي تتيح للحزب استعراض قوته، هو استخدام المندوبين وهم أعضاء الحزب المكلفون بدعم المرشحين في مؤتمراتهم استناداً عادة إلى نتائج التصويت، فكل حزب يقوم بتوزيع المندوبين على المرشحين في كل ولاية وتختلف الإجراءات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

 

 

ويمكن أن يكون لرأي المندوبين وزن في مؤتمرات الحزب إذا كانت النتائج متقاربة، وهو الأمر الذي أصبح مثار جدل في هذا الموسم الانتخابي.

 

 

ومن التعقيدات الأخرى أن حكومات الولايات لديها قواعد مختلفة بشأن ما إذا كان يتعين على الناخب أن يكون مسجلاً كعضو في الحزب ليتمكن من المشاركة، في بعض الولايات تقصر الأحزاب اختيار المندوبين على لجنة صغيرة من صفوة أعضاء الحزب مثلما فعل الحزب الجمهوري في كولورادو هذا العام.

 

معيب جداً

 

وقال أحد سكان سوسيتي هيل في ساوث كارولينا، رويس لونج البالغ من العمر 76 عاماً، والذي يؤيد الديمقراطية هيلاري كلينتون، إن "أفضل تطبيق نظام صوت واحد لرجل واحد .. هذا النظام معيب للغاية".

 

 

وكثيراً ما وجه ترامب انتقادات لهذا النظام ووصفه في بعض الأحيان بأنه غير ديمقراطي، وبعد أن خصص الحزب الجمهوري في كولورادو كل مندوبيه للمرشح تيد كروز على سبيل المثال، ثار غضب ترامب الذي عبر عنه في مقال رأي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، وجه فيه الاتهامات قائلاً "النظام يجري تزويره عن طريق العاملين بالحزب ومندوبين يعملون كعملاء مزدوجين ويرفضون قرار الناخبين".

 

 

ورفض رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رينس برياس شكاوى ترامب باعتبارها مجرد "خطابة" وقال إن القواعد لن تتغير قبل المؤتمر الجمهوري في يوليو تموز.

 

وعلى الجانب الديمقراطي اعترض ساندرز وهو عضو مجلس الشيوخ عن فيرمونت على استخدام الحزب لمندوبين مميزين، وهم مئات من صفوة أعضاء الحزب الذين يمكنهم دعم من يرغبون فيه في المؤتمر والذين ألقوا بثقلهم هذا العام وراء هيلاري كلينتون.

 

 

وأكدت كلينتون مراراً أنها ستهزم ساندرز سواء بإجمالي الأصوات أو بنظام المندوبين المرتبطين بنتائج التصويت، مما يكاد يبطل شكاوى ساندرز من المندوبين المميزين.

 

 

وانتقد ساندرز كذلك زعماء الحزب لعدم تقديمهم ما يكفي من المناظرات على الهواء في أوقات ذروة المشاهدة، وقال إن "المستقلون فقدوا حقهم في التصويت" مشيراً إلى عائق على تصويت كان يمكن أن يأتي لصالحه.

 

الغموض يسود

 

قال مدير مركز سياسات جامعة فرجينيا لاري ساباتو، إن نظام الترشيح الأمريكي يمكن تحسينه على الأرجح في عدة مجالات لكنه أشار إلى أن قدرة قيادات الحزب على التحكم لا تظهر عادة سوى عندما يكون الفارق ضئيل بين المتنافسين.

 

 

وأضاف "عادة ما يطغى التصويت الشعبي على القواعد لكن في هذه الانتخابات التي تتقارب فيها النتائج ينتبه الجميع لهذه القواعد الغامضة".

 

 

وقال 51% من المشاركين في الاستطلاع الذي أجري بين يومي 21 و26 أبريل (نيسان) على المواقع الإلكترونية، إنهم يعتقدون أن نظام المندوبين "زوّر" لصالح بعض المرشحين، وأضاف نحو 71% من المشاركين إنهم يفضلون اختيار مرشح حزبهم بالتصويت المباشر وإنهاء دور الوسيط الذي يقوم به المندوبون.

 

 

وأظهر الاستطلاع كذلك أن 27% من الناخبين المحتملين لا يفهمون كيف يعمل النظام، وأن 44% لا يفهمون سبب وجود المندوبين، وكانت الردود متوازنة بين الجمهوريين والديمقراطيين.

 

 

وشمل الاستطلاع 1582 أمريكياً وبهامش خطأ 2.9 نقطة مئوية.