أول من رفع علم مصر على دشمة خط بارليف: "البندقية والسلاح كان طعامنا" (صور)
قدمت محافظة الشرقية الكثير من أبطال حرب أكتوبر والذين شاركوا في يوم الكرامة، واستردوا أراضيهم من العدو الصهيوني في 1973، كان أحدهم محمد محمد عبدالسلام العباسي، أول من رفع علم مصر على أول دشمة في خط برليف في السادس من أكتوبر.
"البطل".. هكذا يلقبه أهالي بلدته من مدينة القرين في محافظة الشرقية، تقدم للتجنيد في 1 يونيو 1967، لكنه اصطدم بنكسة بعدها بخمسة أيام أثرت على معنوياته وزملائه من جنود الجيش المصري، حالة سلبية عاشها الجنود بعدها، لكن القادة تداركوا الموقف بسرعة، وبدأوا في تدريبهم على كافة الأسلحة، لاستعادة الأرض التي تم اغتصابها من قبل العدو الصهيوني، وفق "محمد".
في بداية 1968، انتقل ابن "القرين" إلى مدينة الإسماعيلية، كان وقتها العدو يبني خط برليف، وشيد 33 دشمة حصينة على الخط، لمنع المصريين من عبور قناة السويس، ما بين الدشم، تم بناء جبل ترابي طوله 15 مترًا، لكن الجنود المصريين تم تدريبهم على أعمال تحطيم الرمال، وفق قوله، "كان الدم يغلي في وجوهنا، وكان طعام كل مجند فينا بندقية وسلاح آلي وكوريك فردي، وعزيمتنا قوية لفعل أي شيء".
"كانت هناك أوامر بعدم إطلاق الرصاص على العدو، رغم عملياتهم الاستفزازية".. هكذا يصف الرجل السبعيني وضع زملائه على الجبهة، وبحسب رواية "محمد عبدالسلام"، كان التعطش لقتال العدو لدى كل الجنود، قائلًا: "قائد يدعى محمد القصاص، ضابط ذخيرة، انطلق إلى الموقع واختار اثنان من القناصة وصعدوا أعلى مستشفى قناة السويس، وقال لهم (اصطادوا صيد ثمين)، ونجحوا في استهداف قائد القطاع الشمال الإسرائيلي، وتم مكافأتهم من قبل القادة بدفع 50 جنيهًا، ومنذ تلك اللحظة، نشطت القناصة المصرية على قناة السويس، وكان رد فعل إسرائيل سريعًا حيث استهدفت عبدالمنعم رياض".
في عام 1970، كانت أوامر قادة الجيش المصري بخطف أسير، فذهب "محمد" برفقة 11 مجندًا، عابرًا قناة السويس ليلًَا، في انتظار الدورية القادمة من رأس العش إلى منطقة الكاب، يقول محمد عبدالسلام: "كانت مهمتنا تدمير الدورية مع خطف الأسرى، وانتظرنا من الفجر حتى العصر واستطعنا الهجوم وأخذ 3 أسرى، وعودنا بهم، وكانت الفرحة كبيرة، وبعد ذلك، حاولوا أخذ أسرى من جنودنا لكنهم فشلوا".
في عام 1973، شارك "محمد" برفقة أبطال الجيش، في مشروع تكتيكي بالذخيرة اشترك فيه جميع الأسلحة والطيران، وبعد الانتهاء اجتمع قائد الكتيبة بالجنود، قائلًا لهم: "اشكركم على المشروع، والمشروع القادم سنكون استردينا سيناء من إسرائيل"، وبعدها بأيام، قال: "يا أسود مصر.. مصر في انتظاركم.. ومن اليوم من لديه أسلحة أو ذخيرة متهالكة أو ناقصة يستبدلها بدون حساب"، في ذلك الوقت، علم "محمد"، أنه دقت ساعة الحسم.
يضيف البطل: "جاء يوم 5 أكتوبر، وقمنا بأداء صلاة الجمعة وقام الخطيب برفع الروح المعنوية لدينا، وفي المساء، أمرنا قادة الكتيبة بعدم الصيام، وبدأ القتال الساعة الثانية وكان الحماس بداخلنا، وقمنا بتمويه العدو وقامت المدفعية بإطلاق غلال كبيرة من النيران ثم يليه الطيران وعبرنا المانع المائي في دقائق بسيطة ثم وصلنا إلى اول دشمة في خط بارليف وقمنا بمساعدة المهندسين بفتح ثغرات، وقمت بالصعود إلى الدشمة وقمنا بتدمير الدشم الحصينة دون قتل أو شهداء، وقال لي القائد (خد العلم وارفعه على أول دشمة)، وفي مساء يوم 6 أكتوبر جاءت 3 دبابات إسرائيلية لضرب المعبر المصري 48، وفي اليوم التالي/ جاءت الأوامر بالسيطرة على دشمة البلاح وبالفعل سيطرنا عليها وأخذوا 21 أسيرا وسلمه، وصلنا التقدم حتى جاءت التعليمات بوقف إطلاق النار وبالفعل تم وقف إطلاق النار وتدحدروا إلى الخلف ولن يبقي سوى طابا التي استحوذت عليها"، مؤكدًا أن الإصرار وراء تحرير جميع أراضي سيناء.
وأنهى أحد أبطال اكتوبر وأول من رفع العلم المصرى على أول دشمة، قوله بإنه في الآونة الأخيرة توجه إلى وزارة الدفاع لتقديم طلب بالحج في بعثة القوات المسلحة، فكان ردهم أن 6 أكتوبر أوانها مضى، قائلًا: "كلنا رفعنا العلم على أرض سيناء.. وبعثة القوات المسلحة للمتواجدين ومعاقي الحرب والشهداء وأسرهم، وتلك الشروط لا تنطبق عليك، رغم إني مصاب في دفعة نار في الفخد الأيسر".