اللى يحب صاحبه.. يقطع هدومه

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر

دعوة مفتوحة فى «أفراح المهرجانات»

■ «لا كوشة ولا كراسى ولاترابيزات للمعازيم.. والعريس يرتدى ملابس عبدة الشيطان»


العريس لا يجلس مع عروسته فى كوشة واحدة، كل منهما مع أصحابه فى مكان مستقل عن الآخر، يقف العريس مرتدياً «تى شيرت» مرسوماً عليه جماجم وثعابين أشبه بـ»تى شيرتات» عبدة الشيطان وبنطلون جينز ضيق جداَ، فيما ترتدى العروس جلباباً بلدياً.. هكذا هو الوضع فى أفراح المهرجانات.

بمجرد أن تدخل الفرح لا تجد كراسى ولا ترابيزات يمكن الجلوس عليها، بل تجد المعازيم وأغلبهم شباب يقفون داخل الساحة المنصوب داخلها الفرح، وأغلبهم يرتدون «تى شيرتات» وبنطلونات جينز ضيقة جداً، بالإضافة إلى تسريحة معينة للشعر تشبه تسريحة عبدة الشيطان، وجمعيهم يرقصون على أنغام الموسيقى التى لا تخلو من «الخبط والرزع» طوال الوقت.

ولعل ما يلفت انتباهك أيضاً فى «أفراح المهرجانات»، هى الفراشة التى غالباً ما يكون مرسوماً عليها أشكال مختلفة مثل الجماجم والثعابين، وملونة بـ»الفسفورى» لتلائم أشكال الرقص التى تؤديها «فرق المهرجانات».

«المهرجانات» تختلف عن أفراح القاعات والأفراح البلدى التى اعتدنا رؤيتها فى شوارع المحروسة، بدءًا من الدعوة للفرح مروراً بالتجهيزات والترتيبات النهائية لإتمام المهرجان.

الدعوة لأفراح المهرجانات تبدأ بأن يعلن العريس عن فرحه من خلال «بانرات» تعلق فى أغلب شوارع الحى الذى يسكنه، وتتم هذه الخطوة بعدما يختار مع عروسته اسماً للمهرجان كـ»الموت والدمار والقتل وفرحة التوءم».. وغيرها. ثم يطبع العريس كارت الدعوة واضعاً عليه اسم المهرجان الذى اختاره لفرحه، بالإضافة إلى صورة الفرقة التى ستحيى الفرح، من منطلق أن اسم الفرقة يكون سبباً فى إقبال المعازيم على الفرح.

هذه الأفراح لها فرق خاصة يطلق عليها فرق المهرجانات»، لعل أشهرها «الجماهير، الدخلاوية، والمدفعجية، وغاندى، والسادات، والشعوذة، والمدمرون»، يتم الاتفاق معها قبل الفرح بفترة طويلة، وأسعارها تختلف حسب شهرة الفرقة فى الوسط الخاص بالمهرجانات.

الفرقة الواحدة تتكون من 20 أو 30 شخصاً يقودهم شخص منهم يطلقون عليهم «البوس اللى هيولع الفرح» يكون واقفاً على المسرح ويحرك باقى زملائه المنتشرين أسفل المسرح وسط المعازيم الذين يكون أغلبهم شباباً، ومهمتهم الرقص على أنغام الموسيقى بأشكال مختلفة.

وصلات الرقص تتنوع ما بين «التشكيل والتكسير»، حيث يقول كيشا، عضو بإحدى فرق المهرجانات: لما الزبون يتفق على الرقصة دى بيكون فى سعر للتشكيل القائم على تأدية حركات باليد يصحبها حركات فى الجسم بشكل غريب، أما التكسير فيفضله المعازيم، ذلك لأن التشكيل قد يتسبب فى مشاجرة بين الراقصين.

وهناك رقصة «الموت» التى يلتف فيها أعضاء الفرقة المنتشرون أسفل المسرح وأصدقاء العريس حوله، ويشعلون الشماريخ والبيروسول على ألحان أغنية «يامساء الاستغراب»، فى أجواء تسودها الحماس والاندماج الشديد فى الرقص لدرجة تصل إلى حد قيام أى من المعازيم بحرق وجه الآخر، وغالباً ما تكون هذه الرقصة فى نهاية الفرح، تحسباً لكثرة المشكلات التى تنجم عنها.

ومن رقصة «الموت» إلى لحظة «الدمار الشامل» التى تبدأ بعد الساعة 12 صباحاً، وفيها يصطف أعضاء الفرقة المنتشرون بين صفوف المعازيم أمام المسرح بشكل معين، ثم يقف « البوس» أى رئيس الفرقة أعلى المسرح، ويقول «طاللى بيحب صحبه يقطع هدومه.. عايزنها تولع زى هيروشيما» .. وفى هذه اللحظة يقوم المعازيم من الشباب بتقطيع ملابسهم وضرب بعضهم البعض، بعد احتسائهم كميات من الخمر وتعاطيهم المخدرات كالبانجو والحشيش.

«الفرقة سعرها بيتحدد بقدرتها على توليع الفرح».. بهذه الجملة شرح أحمد دروشة، أحد متعهدى أفراح المهرجانات، أساليب التعاقد مع الفرق، مضيفاً: « لو العريس غنى ممكن يعمل مهرجان يتكلف 30 ألف جنيه بما فيه الفراشة والفرقة التى تحصل على مبلغ يتراوح من 8 إلى 10 آلاف جنيه، أما إذا كان العريس على قد حاله فممكن يعمل فرح يوصل سعره 7 آلاف جنيه، ويجيب فرقة بـ 3 آلاف جنيه».

أهم حاجة فى أفراح المهرجانات- بحسب كلام دروشة- أن العريس يوجب مع أصحابه بالمخدرات والخمور عشان تكمل الليلة صح، قائلاً: «لو مظبطش دماغ صحابه، مش هيرقصوا كويس».

«مصطفى. و»، أحد مطربى أفراح المهرجانات فى حى «المطرية» قال: دورى كله فى الفرح أن أقف على المسرح، وأولع الدنيا، ولو مولعتش الفرح مش باخد باقى الفلوس من العريس»، فى إشارة إلى أن العريس يدفع جزءاً من المبلغ عند حجز الفرقة، والباقى بعد انتهاء الليلة، وانبساطه من الفرقة.

«اللى بيحب ربنا يرفع إيده لفوق»، «أسمع السقفة بصوت يدغدغ العمارات»، «إحنا على وضعنا لحد ما نقابل ربنا».. هذه هى العبارات التى تعتمد عليها فرق المهرجانات- بحسب كلام مصطفى- فى إشعال حماس المعازيم، قائلاً: حينما يتم ترديد هذه العبارات يتم إشعال الشماريخ فى الفرح، مضيفاً: بكده تعرف أن الفرح ولع».

أما مصطفى ديشا، رئيس فرقة «المدمرون» فقال: «إحنا بنعرف نحول الفرح لجحيم بأغنية أزعرينا ..إحنا جينا». أغلب أعضاء الفرقة أطفال وشباب لا تتجاوز أعمارهم 17 عاماً، هو ماقاله خالد جاسور، رئيس فرقة «شعوذة»، مشيراً إلى أنهم يبدأون الفرح بـ» دخلة الاندرتيكر»، ثم يتبعها وصلات مختلفة من الرقص، أغربها الرقصة التى يخلع فيها معازيم الفرح من الشباب جميع ملابسهم باستثناء «البوكسرات فقط»، بعد سماعهم لأغنية ارمى هدومك فوق عشان تحس بهدوء.