د. نصار عبدالله يكتب: خطاب مفتوح إلى وزير التربية
تلقيت من الدكتور حمدى سعد نائب مدير المستشفى الجامعى بسوهاج صورة من الشكوى التى تقدم بها سيادته إلى وزير التربية والتعليم مع عدد من أولياء أمور التلاميذ بمدرسة جيل المستقبل الخاصة بسوهاج، وهى الشكوى التى يعرضون فيها على سيادته جانبا من ممارسات مدرسة خاصة باهظة التكلفة «على الأقل بالنسبة لمحافظة مدقعة الفقر مثل محافظة سوهاج»، ليس هذا على أية حال هو مربط الفرس فالذين ألحقوا أبناءهم بمدارس خاصة يعلمون سلفا أعباءها المالية وقد وطنوا أنفسهم على تحمل تلك الأعباء فى مقابل أن يتلقى أبناؤهم خدمة تعليمية متميرة تغنيهم عن تلقى الدروس الخصوصية التى أصبحت إحدى اللوازم الأساسية التى لا يستطيع أن يفلت من أعبائها كل من يلتحق بإحدى المدارس الحكومية، لكن الواقع العملى كما أوضح لى سيادته عندما بادرت إلى الاتصال به تليفونيا باعتبارى واحدا من المهتمين بقضايا التعليم فى مصر، الواقع العملى يقول إن بعض المدارس الخاصة تتفنن فى كيفية إجبار التلاميذ على تلقى دروس خصوصية من مدرسيها! وإلا.. فهل يعقل أن تلميذا فى الصف الخامس الابتدائى. .نعم فى السنة الخامسة يدرس خمسة كتب بالإنجليزية 0« من بينها ثلاث روايات» فى مقرر واحد! والآن إلى نص الشكوى التى لم يتخذ السيد وزير التعليم بشأنها أى إجراء حتى لو كان هذا الإجراء هو مجرد التحقق من صحة ما ورد فيها ومن ثم فقد قررت أن أنشرها على هيئة رسالة مفتوحة إلى سيادته
معالى السيد الأستاذ/ وزير التربية والتعليم تحية طيبة وبعد
مقدمه لسيادتكم نحن اولياء الامور لطلاب مدرسة جيل المستقبل الخاصة التابعة لادارة اخميم التعليمية بمحافظة سوهاج. نلتمس من سيادتكم التدخل لوقف قرار ادارة المدرسة الذى قررته الادارة من تلقاء نفسها ودون الرجوع لأولياء الأمور أو من يمثلهم حيث قررت المدرسة اضافة الانجليزى الاضافى إلى المجموع الكلى للطلاب من منتصف هذا العام الدراسى. ولما كان هذا القرار احادى الجانب من جانب ادارة المدرسة فقط والمنهج ذاته صعب ويفوق قدرات الطلاب ما سيمثل عبئا اضافيا على الطلاب وعلينا كأولياء أمور ويزيد معاناتنا من الدروس الخصوصية فى الوقت الذى تسعى فيه الوزارة مشكورة لتخفيف العبء عن كاهلنا وحذف بعض الدروس من المناهج الاساسية، ولثقتنا فى أن معاليكم تحرصون أشد الحرص على تطوير المناهج لتناسب اعمار الطلاب، لذا فإننا نلتمس من سيادتكم اصدار تعليماتكم بوقف هذا القرار رحمة بنا وبأولادنا الذين تغتال طفولتهم بهذه المناهج التى تفوق قدراتهم الذهنية فى هذه المرحلة المبكرة من طفولتهم عنهم د.حمدى سعد محمد أ.د. نائب مدير المستشفى الجامعى بسوهاج موبايل رقم: 01111101934 » ويبقى لنا بعد نشر هذه الرسالة الشكوى أن نعقب بالقول بأننا لسنا من الذين يؤيدون من يجأر بالشكوى من أولياء الأمور من منطلق أن المقررات صعبة أو أنها تستعصى على فهم التلاميذ وقدراتهم على الاستيعاب والتحصيل طالما أنها تتناسب مع مرحلتهم العمرية وطالما أن فى المدرسة ذاتها من يعينونهم على فهمها واستيعابها دون أن يضطروهم إلى اللجوء إليهم مرة أخرى لتلقى دروس خصوصية، وكأن القائمين على إدارة المدرسة يتحصلون على ما يتحصلون عليه فى مقابل «لا شىء» يميزهم عن المدارس الحكومية، وإلا فهل يسوغ عقلا أن تكون خمسة كتب هى قوام مقرر واحد، وهذا المقرر هو اللغة الإنجليزية الإضافية بالنسبة لتلميذ فى الفرقة الخامسة الابتدائية. أكرر مرة أخرى.. نعم خمسة كتب فى مقرر واحد يفترض أنه المقرر الإضافى. ثم يبقى بعد ذلك السؤال الذى يفرض نفسه بالضرورة ألا وهو: هل نحن حقا إزاء إعداد حقيقى لجيل المستقبل الذى شاءت إدارة المدرسة أن تسمى نفسها باسمه، أم أننا فى حقيقة الأمر إزاء شكل من أشكال المتاجرة بالمستقبل؟