سر توقيت التدخل الأمريكي والدعوة لإجراء تحقيق محايد حول مقتل "ريجيني" تزامنا مع مزاعم "رويترز"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


غازي: التدخل الأمريكي في هذا التوقيت هدفه زعزعة استقرار مصر
نافعة: التعامل مع القضية هو ما سمح للدول الغربية أن تتدخل في الشأن المصري
كمال: لابد من الرد على البيان الأمريكي ومقاضاة "رويترز"
بكري: وكالة رويترز مخترقة من قبل الإخوان


لم يلبس أن يمر يومًا دون أن يظهر جديدًا في قضية مقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني"، يساعد في إثارة الجدل المصري والعالمي وكان آخرها، التصريحات التي نشرتها وكالة "رويترز" الإخبارية، بأن مصادر بالشرطة والمخابرات المصرية، أكدت أن "ريجيني"، الذي عذب وقتل في مصر، احتجزته الشرطة ثم نقلته إلى مجمع يديره جهاز الأمن الوطني في اليوم الذي اختفى فيه.
وبالرغم من أن وزارة الداخلية أصدرت بيانًا منذ قليل لتكذيب ما قالته رويترز إلا أن رد فعل الإدارة الأمريكية على لسان "جون كيري" كان سريعًا، حيث دعا إلى إجراء تحقيق شامل ومحايد في وفاة الباحث الإيطالي" جوليو ريجيني" في مصر، وقال إنها أثارت القضية في محادثات مع السلطات المصرية.
واختفى ريجيني (28) عاماً، وهو في طريقه لمقابلة أحد أصدقائه يوم 25 يناير الماضي، وعثر على جثته مشوهة وعليها آثار تعذيب في حفرة بالقاهرة في الثالث من فبراير.
ولم تلق السلطات المصرية القبض على أي شخص بتهمة قتل ريجيني باستثناء زعمها، الشهر الماضي، بأنها عثرت على عصابة إجرامية مسؤولة عن اختطاف ريجيني وقتله، وقالت السلطات المصرية إن جميع أفراد العصابة قتلوا في تبادل لإطلاق النار.
تدخل أمريكي في هذا التوقيت من أجل زعزعة استقرار مصر
ويقول الدكتور أحمد غازي، مدير مركز حماية والمركز العربي الأوروبي، إن التدخل الأمريكي، بشأن قضية مقتل "ريجيني" في هذا التوقيت، لاسيما بعد الهدوء الذي طغى على الأجواء خلال الأسبوع الماضي، يعتبر بداية لاشتعال الموقف في مصر من جديد، ولخلق أزمة بين الطرفين المصري والإيطالي، لخلق نزاعات بينهم، واصفه بالتدخل السافر في السياسات المصرية.
وأشار غازي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أن هدف أمريكا الأول والأخير من التدخل في الشئون المصرية زعزعة الأمن والاستقرار المصري، مدللًا على كلامه بكون السفير الأمريكي السابق كان رجل مخابرات  متخصص في قلب أنظمة منطقة الشرق الأوسط.
ورفض غازي، هذا التدخل الذي اتخذ حقوق الإنسان زريعة له ليتمكن من تنفيذ ما يريده، متسائلًا: "أين أمريكا من حقوق الإنسان في العراق وأفغانستان وجونتاموا؟".
سوء تعامل الداخلية مع قضية الطالب الإيطالي
في ذات السياق أوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن سوء تعامل وزارة الداخلية مع قضية مقتل الطالب" جوليو ريجيني" هو ما سمح للدول الغربية أن تتدخل في الشأن المصري، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، التي أبدت أكثر من مرة الملاحظات على الأوضاع الحقوقية داخل مصر.
وطالب نافعة، أن يكون هناك ردًا سريعًا وحاسمًا من قبل وزارة الداخلية، إيذاء ما نشرته "رويترز" لتوضيح ملابسات أبعاد الموقف الرأي العام العالمي والمصري.
مقاضاة رويترز
واستنكر محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ما نشرته رويترز، واتهامها لوزارة الداخلية بإلقاء القبض على "ريجيني" قبل مقتله، معتبرًا أن التدخل الأمريكي الآن تزامنا مع ما نشرته "رويترز" تنافى مع أبسط قواعد الدبلوماسية واحترام سيادة الدول.
وأضاف كمال، لـ"الفجر"، أنه لا يوجد مبررا لتصريح جون كبري، وما فعلته رويترز، لاسيما وأنها اعتمدت على مصادر مجهلة غير زي صفة، وهو ما يشكك فيما أوردته رويترز عن قضية الطالب الايطالي.
وأكد كمال، أن ما أوردته رويترز يعرضها بشكل كبير للمسألة القانونية، مطالبًا الحكومة بضرورة مقاضاتها، والخروج ببيان إلى الجانب الأمريكي بعدم التدخل في الشأن الداخلي لمصر.
"بكري": وكالة رويترز مخترقة من قبل الإخوان
فيما انتقد الكاتب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، الأخبار التى نشرتها وكالة رويتر، واتهمت فيها وزارة الداخلية بقتل الباحث الإيطالى "جوليو ريجيني"، مضيفًا أن "بثت الوكالة أخبارًا كاذبة على مدار الأيام الأولى عقب قتل ريجينى، وعندما تأتى الآن الوكالة وتستند إلى خبر مجهول المصدر وتتهم فيه الشرطة المصرية وتعيدنا إلى المربع رقم واحد، رغم أن كل الدلائل تبرئ الشرطة، فهذا يكشف أن وكالة رويترز تقوم بدور لصالح جهات معينة.
وأضاف بكري، خلال تصريحات صحفية، " يبدوا أن وكالة رويترز مخترقة من قبل جماعة الإخوان عبر أحد عناصر الجماعة العاملين في مكتب مصر، الذي يبث سمومًا ضد الرئيس السيسي وضد مصر".
وقال بكري،: "على الجهات المسئولة في مصر وعلى رأسها الهيئة العامة للاستعلامات محاسبة وكالة رويترز على بث مثل هذه الأخبار، لأنها بذلك خرجت عن كل القيم المهنية، وتحولت إلى أداء تستهدف التحريض ضد البلاد".